100 يوم مضت على استقبال الحالات بمستشفى أسوان التخصصى بالصداقة الجديدة والمخصصة للرعاية الطبية للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وخلال هذه الأيام المائة شهد الحجر الصحى ملحمة طبية أبطالها جيش مصر الأبيض الذى يسعون بشتى الطرق لإنقاذ حياة المرضى.
وفى هذا الصدد، يسلط "اليوم السابع" الضوء على قصص كفاح ونجاح داخل الحجر الصحى بأسوان لإنقاذ حياة مرضى كورونا.
ومن أبرز هذه القصص، حكاية راعى كنيسة متعافى كورونا بتبرع من "محمد" وهى قصة إنسانية تتجسد فيها روح الوحدة الوطنية، بكافة معانيها الحقيقية، وتظهر فيها بطولات هذا الشعب المصرى الذى تكاتف من أجل سلامة أراضية وسلامة أبناء هذا الوطن، حيث حرصت أسرة مسلمة صاحبها يدعى "محمد عبد الفتاح" على إنقاذ حياة مريض قبطى لم تجمع بينهم ديانة أو صلة قرابة أو حتى جيرة، لكن الطرفان من محافظتين مختلفتين، ورغم ذلك بادر صاحب الأسرة المسلمة لإنقاذ حياة القمص القبطى من خلال التبرع ببلازما الدم وهو العلاج الذى يستخدم فى إنقاذ أرواح مصابى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19
".
وقال القمص بيشوى بعد تعافيه من كورونا وعلاجه ببلازما تبرع بها مسلم: "أنا بقيت فى المستشفى لمدة شهر فى المستشفى طبقوا معى البروتوكول العلاجى، وكانت حالتى حرجة لأننى مصاب بالضغط ولدى كلية واحدة وسنى كبير أنا 71 عاما ووجدوا أن حالتى تحتاج إلى بلازما ووجدوا الأستاذ محمد عبد الفتاح والذى قبل التبرع بسرور وكان صائما، وقال الساعة 3 فى رمضان ووصل قبلى إلى المستشفى وكان يسأل عنى كل شوية".
وتابع: تحسنت الحمد لله بعده بقليل وتأرجحت النتيجة بين الإيجابية والسلبية، ولابد أن أشير إلى أنهم احتاجوا لبلازما مرة أخرى وكانت زوجة محمد عبد الفتاح متعافية هى الأخرى جاءت إلى المستشفى وتبرعت، وأنا أحيى هذه الأسرة المصرية صاحبة الدم الحلو الذى لا يعرف سوى الحب، والدم هو حياة، وعندما سرى الدم المصرى فى عروقى شفى جراح رئتى، وعلق قائلاً: أنا بقول لكل المصريين إن هذا مثال رائع للأسرة المصرية الأصيلة وأقول رجاء محبة لكل واحد أنعم عليه الله بالشفاء أن ينقذ حياة الآخرين وألا يبخل، وياريت يا كل المصريين نخلى قلوبنا على بعض ونساعد الدولة والرئيس فى اتباع الإرشادات التى تحمينا من الوباء والمرض وحياة الإنسان غير مضمونة.
فى المقابل، قال محمد عبد الفتاح صاحب التبرع: تلقيت اتصالاً من إحدى الممرضات بمستشفى العزل فى أسوان، وتعرض علىّ فكرة التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض بالعناية المركزة عن طريق استخدام طريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم"، وما كان منى إلا أننى وافقت بدون تردد وتوجهت مباشرة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع بداخلها ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى.
وأكد صاحب الموقف الشهم، أن نتائج تبرعه نجحت فى إنقاذ القمص القبطى، الذى لم يكن ينظر إلى أى انتماءات دينية مقابل إنقاذ حياة مريض خاصة أنه عاش وأسرته فترة صعبة داخل الحجر الصحى وخرج من هذه المحنة بسلام هو وأسرته، بعد أن شاهد معاملة الأطباء والتمريض والعاملين فى العزل لهم، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه هؤلاء الأطباء، وعلقا قائلاً: "لو طلبوا أكثر من ذلك لأعطيتهم".
وفى قصة أخرى من داخل الحجر الصحى بأسوان، احتفل أطباء وممرضى الحجر الصحى بالمدينة الشبابية بأسوان، بعيد ميلاد أصغر طفلة مصابة بفيروس كورونا داخل العزل بمحافظة أسوان، وسط أجواء احتفالية وبهجة هدفها إدخال السرور على الطفلة الصغيرة.
وقال الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، لـ"اليوم السابع"، إن الأطباء والتمريض بالحجر الصحى داخل المدينة الشبابية بمدينة أسوان، فاجئوا الطفلة "سلمى خليل إبراهيم"، البالغة من العمر 10 سنوات، بإحضار "تورتة" لها للاحتفال بعيد ميلادها وتقديم الهدايا لها، لإدخال السرور والبهجة على الطفلة التى أصبحت وحيدة داخل العزل بعد شفاء والديها وخروجهما من العزل.
وأضاف مدير الطب الوقائى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن "سلمى" تعد أصغر طفلة داخل الحجر الصحى بأسوان، ودخلت مستشفى الصداقة التخصصى يوم 17 أبريل الماضى، ثم تم تحويلها إلى العزل بالمدينة الشبابية يوم 22 أبريل الماضى بعد استقرار حالتها الصحية، إلا أن الطفلة وحيدة داخل العزل بدون أب وأم بعد شفاؤهما ومغادرتهما الحجر الصحى، فكان لابد من مشاركة الطفلة الأجواء الأسرية لها والاحتفال بعيد ميلادها حتى لا تشعر بالوحدة وتضعف نفسيتها داخل الحجر الصحى، وتم تقديم بعض الهدايا لها منها "فانوس رمضان".
قالت الطفلة سلمى لـ"اليوم السابع": مكثت 4 أيام بعيدة عن أمى وأبى ولم أكن أعلم بخبر خروجهما من المستشفى، ولكنى كنت مدركة للوضع داخل المستشفى ومتفهمة لمعنى تحليل إيجابى وسلبى وغيره، ورغم ذلك كنت فى حالة هياج وصراخ وبكاء دائم خاصة بعد ظهور نتائج التحاليل إيجابية، خوفاً من المكوث فى المستشفى فترة أطول.
وأضافت: الأطباء فهمونى إن بابا وماما لسه موجودين بس فى غرفة عزل أخرى واحتوونى بالكامل، وكنت متواصلة مع ماما فى التليفون وكنت بحكيلها على دور الأطباء والتمريض معى والهدايا التى كانوا بيدوهالى من عرائس وفوانيس حتى الشيكولاتات وغيرها، وعلقت: "اللى فى المستشفى دول ملايكة بيعاملونى معاملة فوق الوصف، وكانوا باستمرار بيلعبونى ويفاجئونى بالهدايا وأنا بشكرهم جداً خاصة الممرض بدوى والممرضة أسماء والممرضة ربيعة والدكتور ياسر والدكتورة هدى وغيرهم، وقالولى نتمنى نشوفك تانى بره المستشفى".
ومن دفاتر الحجر الصحى أيضاً خلال الـ100 يوماً، قصة "يونس" أول طفل يولد داخل الحجر الصحى لـ"كورونا" بأسوان، حيث شهدت مستشفى أسوان التخصصى "الحجر الصحى"، ولادة أول طفل مصاب والدته بفيروس كورونا، بعد أن أجريت لها ولادة قيصرية ناجحة داخل العزل، وسط استقرار لحالة المولود الجديد وهو "طفل ذكر".
وذكر الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السيدة تدعى "ر.ع.م" تبلغ من العمر 34 سنة، مصابة بفيروس كورونا المستجد، وهى حامل 38 أسبوع، من منطقة السيل الريفى شرق مدينة أسوان، وتم نقلها إلى مستشفى أسوان التخصصى "الحجر الصحى"، وتم إجراء ولادة ناجحة لها، وأنجبت طفل بحالة جيدة وأطلقت عليه اسم "يونس".
ومن القصص أيضاً، سجلت مستشفى الصداقة التخصصى "الحجر الصحى" بمحافظة أسوان، خروج أكبر المتعافيين سناً من الإصابة بفيروس كورونا، وهى سيدة تبلغ من العمر 95 سنة، بعد تحول نتائج تحاليلها من إيجابية إلى سلبية.
وقال الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة بأسوان، إن السيدة "وديعه" والتى تبلغ من العمر 95 سنة، وتقيم بمنطقة الحصايا شرق مدينة أسوان، دخلت إلى الحجر الصحى بعد أن أصيبت بفيروس كورونا المستجد، وتم حجزها بمستشفى الصداقة التخصصى، إلا أنها استطاعت بعد أيام من الإصابة أن تتعافى وتخرج من الحجر الصحى وتعود إلى منزلها مرة أخرى بعد تحول نتائج تحاليلها من إيجابية إلى سلبية، لافتاً إلى أن السيدة تعد أكبر المتعافيين سناً بمحافظة أسوان.
ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن إجمالى نسبة المتعافين من فيروس كورونا المستجد خلال الـ100 يوماً وصلت لنحو 76 % ، حيث بلغ إجمالى حالات الدخول خلال هذه الفترة 975 حالة، تعافى منهم 741 حالة، بالإضافة إلى خروج 373 حالة من الحجر الصحى بالمدينة الشبابية بمدينة أسوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة