تمر، اليوم، الذكرى الـ533، على ميلاد إسماعيل الصفوى، مؤسس الدولة الصفوية الشيعية، إذ ولد فى 25 يوليو عام 1487م، ويمثل تاريخ الدولة الصفوية في إيران منعطفا مهما في تاريخها، فبقيامها اتخذت إيران المذهب الشيعى الاثنى عشريا مذهبا رسميا، وكان لهذا التحول آثاره البعيدة فى تاريخ إيران خاصة وتاريخ العالم الإسلامى عامة.
وخلال التاريخ الإسلامى، شهد تأسيس عدد كبير من الدول التى قامت على المذهب الشيعى، أغلبها أنشق عن دول الخلافة الإسلامية السنية مثل الأموية أو العباسية، حيث يعزى المؤرخون إلى أن الفكر الشيعى تطور بعد معركة كربلاء إلى فكر ثورى، بعد استشهاد الحسين إلى الشخصية التي يرى الشيعي فيها رمزا للمظلوم والغربة، إلا أن البعض الآخر نظر إلى هذه الدول إنها متمردة على دول الخلافة، ومن أبرز تلك الدول:
دولة الأدارسة فى المغرب (172 - 305 ه )
تعتبر دولة الأدارسة أول دولة علوية هاشمية فى التاريخ الإسلامى، وترجع نسبة الدولة إلى المؤسس إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب، وهو الذى فر إلى مصر مع مولاه راشد، ثم هربوا إلى المغرب الأقصى؛ وكان هروبهم من أجل الابتعاد عن العباسيين؛ وذلك بعد تمكن العباسيون من القضاء على ثورة الحسين بن على بن الحسن فى معركة فخ، والأدارسة هى أول السلالات الإسلاميّة المستقلة فى بلاد المغرب فى الفترة الواقعة من (788-974 م)، واتخذوا مدينة وليلى مقرهم الأول، وبعد ذلك اتخذوا من مدينة فاس مقراً لهم.
الدولة العلوية فى الديلم (205 - 304 ه)
علويو مزندران سلالة شيعية حكمت إقليم مزندران (طبرستان) فى بعض القرنين التاسع و العاشر الميلاديين من عاصمتهم آمل، ثانى الأئمة من آل البيت، (بالفارسية: سلسله علویان طبرستان)، و يُعرفون كذلك بالزيديين - لكنهم يختلفون عن فرقة الزيديين الشيعية أيضا.
انتهت دولة العلويين على يد السامانيين سنة 928 م، و بعد هزيمتهم انشقت الأسرة و بعض قواد جيشهم و انضموا إلى السامانيين،كان منهم مردفيج بن زيار و قد أسس لاحقا سلالة الزياريين، كما كان من بين من والوا السامانيين على و حسن و أحمد أبناء بويه الذين أسسوا سلالة البويهيين.
الدولة الأخيضرية فى إقليم اليمامة (252 هـ - 866 هـ)
الدولة الأخيضرية (866 م - 1093 م)، دولة إسلامية زيدية المذهب تأسست فى إقليم اليمامة شرق نجد عام 866 م على يد الأمير محمد بن يوسف الأخيضر الحسنى الهاشمى القرشي.
وبحسب عدد من المؤرخين فقد تسبب هذا التمرد فى التطاول على الناس، وعاث المتمردون فى الأرض فساداً، فأصبحوا يتعدّون على أسواق بعض البلاد، ويمارسون السلب والنهب وقطع الطريق، وبخاصة بعد أن تمكنوا من إلحاق الهزيمة بوالى المدينة والقوة التى أرسلت من بغداد لمساندته، ثم ما لبث هذا التمرد أن امتد إلى قبائل بنى كلاب فى وسط عالية نجد، وقبائل بنى نمير فى شرقى العالية وأطراف اليمامة، وبهذا أصبح جزء كبير من وسط الجزيرة العربية يعانى من هذا التمرد.
دولة البويهية فى العراق وما يتصل به من بلاد فارس (321 - 447 ه)
قامت الدولة البويهية الشيعية فى الجزء الغربى من إيران وفى العراق، وأسستها أسرة بنى بويه. وأشهر رجال أسرة بنى بويه الحاكمة ثلاثة هم: على والحسن وأحمد أبناء بويه. وتعود أصول هذه الأسرة إلى الفرس، وكان والدهم (بويه) يتعيّش من صيد الأسماك.
كانت الحالة فى العراق مضطربة، كما كانت الخلافة واقعة تحت نفوذ الأتراك، وظهر عجزها فى إقرار الأمور فى العراق، فشعر الناس بهذا الفراغ السياسي؛ نتيجة لذلك تطلع الناس إلى هذه القوة الجديدة التى ظهرت بالقرب منهم لتنشلهم من الفوضى، ومن ثم كاتب القواد فى بغداد أحمد بن بويه، وطلبوا منه المسير للاستيلاء على بغداد، استجاب أحمد لهذا الطلب فدخل بغداد فى عام 334هـ/ 945م بعدما خرج الأتراك منها، واستقبله الخليفة المستكفى بالله واحتفى به، وخلع عليه وعيّنه أميرًا للأمراء، ولقبه مُعِزّ الدولة، ولقب أخاه عليًّا عماد الدولة، كما لقب أخاه حسن ركن الدولة.
دولة الحمدانيين فى سورية والموصل وكركوك (293 - 392 هـ)
الدولة الحمدانية هى دولة عربية شيعية قامت فى الموصل وحلب، واستقلت عن الدولة العباسية فى عصور ضعفها. وينتسب الحمدانيون إلى "حمدان بن حمدون" من قبيلة تغلب العربية الأصل التى قامت بضواحى مدينة الموصل.
بدايةً ثار الحمدانيون على الدولة العباسية، لكن عفت عنهم عندما انتصر الحسين بن حمدان على هارون الشارى الخارجى وأسره وجاء به إلى المعتضد. وقد كان الحمدانيون يمثلون القوة التى تلجأ إليها الخلافة إذا ضاقت بها الأحوال فى بغداد؛ فقد لجأ إليهم الخليفة المتقى فارا من قوات البريدى التى زحفت على العراق، وعجز أمير الأمراء ابن رائق عن الصمود لها، فناصر الحمدانيون الخلافة، لم يستقر الحمدانيون كثيرًا ببغداد لاضطراب أمورها بسبب الحروب الأهلية، وحنق الخليفة على ناصر الدولة لزيادة الضرائب؛ مما دفع الخليفة إلى انتهاز فرصة خروج ناصر الدولة إلى الموصل، فاستنجد بتوزون القائد التركي، ومهَّد له السبيل لدخول بغداد سنة 331هـ. ولم يستطع زعماء الحمدانيين من العرب البقاء فى بغداد أكثر من سنة، واضطروا إلى العودة إلى الموصل. ومع ذلك ظلت علاقة الحمدانيين حسنة بالخلافة على الرغم من محاولة البويهيين إزالتهم عن إمارتهم.
الدولة الفاطمية فى مصر (296 - 567 ه)
تدعى هذهِ الدولة الفاطمية أيضاً بدولة بنى عبيد، ونبى عبيد نسبةً إلى عبيد الله، وقد بأدت الدولة الفاطمية من خلال الدعوة لها فى أمصار المغرب العربى، عن طريق أبى عبد الله على بن حوشب، بدأ تاريخ الدعوة لقيام الدولة الفاطمية منذ سنة 280 للهجرة، وتم إعلان الدولة للخليفة الفاطمى الأول عبيد الله الملقب بالمهدى بتاريخ 297 للهجرة.
تدعى هذهِ الدولة الفاطمية أيضا بدولة بنى عبيد، ونبى عبيد نسبة إلى عبيد الله، وقد بأدت الدولة الفاطمية من خلال الدعوة لها فى أمصار المغرب العربى، عن طريق أبى عبد الله على بن حوشب، بدأ تاريخ الدعوة لقيام الدولة الفاطمية منذ سنة 280 للهجرة، وتم إعلان الدولة للخليفة الفاطمى الأول عبيد الله الملقب بالمهدى بتاريخ 297 للهجرة.
الدولة الزندية (1148 - 1193 ه)
الدولة الزندية هى دولة أسسها كريم خان زند فى فارس عام 1750 حتى سقوطها فى 1794 أتخذت كريم خان من مدينة شيراز عاصمة لدولته.
ينحدر الزند من إحدى القبائل الكردية الفيلية التى استوطنت منطق جنوب إيران. سنة 1731 م قام نادر شاه بطردهم من مناطقهم إلى خراسان، عاد الزند مجددا إلى منطقة الجنوب يقودهم كريم خان زند/ استولى كريم خان على مناطق جنوب إيران حتى أصبح يملك مناطق واسعة فى إيران باستثناء منطقة خراسان، وحاصر البصرة حتى خرج أعيانها إلى القائد صادق خان وطلبوا منه الأمان، ولكنه دخلها فأباحها أياماً وعمل فيها من الهتك ما لم يسمع به فى ملة قطّ، وسُبّ أصحاب محمد على المنابر. وفى هذه الفترة برز القائد محمد خان الزندى الذى حافظ على حدود إيران الغربية وهزم الجيش العثمانى فى معركة واجبر قائد الجيش العثمانى على الانسحاب إلى كركوك ولم يستطع القائد اتركى بعدها على مواصلة حربه وارغم على الرجوع إلى مقره فى جولان.
دولة أوده فى الهند (1135 - 1273 هـ)
نواب أوده اسم يطلق على مجموعة من الحكام الذين حكموا دولة أوده فى الهند فى الفترة 1722-1858. نواب أوده كانوا شيعة من أصل فارسي. واسس حكم هذه الدولة سعادت على خان.
حكم فى أوده مغامر يدعى سعادت على خان وهو من اصل فارسى من نيسابور وكان جده "محمد نصير موسوي" تاجرا فى خرسان هاجر إلى الهند، وقد عمل العديد من الخرسانين تحت حكم المغول وكان لتفوق سعادت خان بينهم السبب فى مكافئته من قبل المغول فجعلوه محافظاً على ولاية أوده فى عام 1732. وكان لقبه الاصلى "ناظم" وهى مرتبة وظيفية تعادل المحافظ، ولكن لم يمر الوقت الطويل لترفيعه ليكون "نائب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة