كانت السنوات الماضية ثقيلة وصعبة، أحداثها متلاحقة ، وأزماتها لا تنتهى، والوضع من حول مصر عبارة عن منطقة ملتهبة ومشتعلة بالأزمات ، ومع ذلك نجحت مصر في أن تعبر الكثير من تلك الأزمات بصلابة وثبات وهدوء، كانت تبنى وتحارب في ذات الوقت.
ومن وقت لأخر كانت تخرج بعض الأصوات بحديث عن الحياة السياسية وحاجتها إلى إنتعاشة ضرورية، أحزاب قوية ووجوه جديدة ، ومع مرور الوقت بدأت تظهر أحزاب جديدة وتتصدرها وجوه جديدة ، والتركيز الأكبر كان مع البرلمان أو مجلس النواب، تركيزا يهدف إلى معرفة ماسيقدمه البرلمان لإثراء الحياة السياسية والنيابية وماسيفعله في قائمة تشريعات وقوانين جديدة تحتاجها مصر لإصلاح أخطاء الماضى التشريعية ومواكبة عملية الإصلاح الإقتصادى بالإضافة إلى مواجهة المخاطر والتحديات الجديدة سواء تلك الخاصة بالإرهاب والجماعات المتطرفة أو مايخص الظواهر الاجتماعي الجديدة أو أبواب الشائعات والأكاذيب والجرائم التي فتحتها بوابة مواقع التواصل الإجتماعى .
خاض مجلس النواب مشواره بثبات وسط كل هذه التحديات، وصارع الوقت والأزمات من أجل التغلب على تلك العقبات والخروج بتشريعات وحلول قانونية جديدة تناسب رؤية مصر لمستقبلها الجديد، ولكن الحمل ثقيل، وسرعة الأحداث كانت أكبر من الجميع لذا كان ضروريا أن تعود الغرفة التشريعية الثانية بمسمى جديد وهو مجلس الشورى ورؤية جديدة تناسب متطلبات المرحلة وهدفين أساسين تحتاجهما مصر حاليا ، الأول هو إثراء الحياة السياسية ودعمها بوجوه جديدة تمثل كافة الفئات، منح الأحزاب إنتعاشة وفرصة للتواجد وهيكلة أمورها من أجل تواصل فعال مع الشارع المصرى واستغلال الكفاءات والخبرات المصرية من مختلف الإتجاهات والفئات، اما الهدف الثانى فيتعلق بدعم مجلس النواب ومساعدته ومعاونته في مناقشة ودراسة القوانين والتشريعات الجديدة بشكل يضمن سرعة في الأداء وضبط أكثر للقوانين.
من هنا جاءت أهمية مجلس الشيوخ وهو ماظهر مع بداية الإعلان عن العملية الانتخابية ، إنتعاشة واضحة للحياة الحزبية والسياسية ، ترتيبات وتجهيزات ووجوه جديدة تظهر على السطح في عالم السياسة ، ومساحة جديدة واسعة تفتح الباب لمشاركة سياسية أكبر لمختلف الفئات التي ستكون ممثلة داخل مجلس الشورى سواء من الشباب أو المرأة او ذوى الإحتياجات الخاصة بشكل يجعل من مجلس الشيوخ بجانب مهامه التشريعية ساحة تفرز قيادات ومشاركين جدد لدعم الممارسة السياسية .
وهو مايجعل مجلس الشيوخ ضمانة جديدة لزيادة التمثيل المجتمعى وتوسيع المشاركة وسماع أكبر قدر من الأصوات والآراء، وضمانة مهمة لتطوير السياسات العامة للدولة وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية والمعاونة فى إنجاز العملية التشريعية وسن القوانين بطريقة أفضل تضمن حسن الدراسة والمناقشة، والاستفادة المثلى بمخزون الخبرات المصرية .
كما أنه سيكون بابا جيدا لإختبار العديد من الأسماء والكفاءات والجوه الشابة ، خاصة وأن مجلس الشيوخ لن يكون المجلس الذى يعتمد على نائب الخدمات ، فهى مقاعد للخبرات والكفاءات لأن ضوابط الترشح نفسها تضمن ذلك وبالتالي فإن أعضاء المجلس يكونون من الكفاءات المختلفة والمتنوعة. مع وجود خبراء من كافة المجالات، بشكل نأمل أن يكون محفزا للأحزاب السياسية أن تقدم أفضل مالديها من خبرات ووجوه تسطيع أن تملأ الحياة السياسية بشكل يليق بما تستحقه مصر خلال الفترة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة