نفس عميق أخذناه جميعا عقب التراجع المتواصل فى معدلات الإصابة بفيروس كورونا عقب أشهر طويلة كان فيها القلق والترقب سيد الموقف، اليوم نشعر جميعا بأن مصر كسبت الجولة فى معركة مواجهة الوباء، ولكن تبقى الحرب مستمرة ويجب أن يبقى السلاح "صاحى" حتى يرحل كورونا إلى غير رجعة أو يتم طرح علاج أو لقاح يضمن الشفاء منه بصورة كاملة خلال مدى زمنى محدد.
الانتصار الذى تحقق على كورونا والذى يؤكده الانخفاض الملحوظ فى أعداد المصابين حصيلة جهد كبير قامت به مختلف أجهزة الدولة منذ اللحظة الأولى التى تم فيها تسجيل الإصابة رقم 1 بكورونا على أرض مصر.
لا يمكن لنا أن ننسى الجهود الجبارة التى بذلها مختلف جنود الجيش الأبيض طوال الأشهر الماضية، حيث دفع عدد من عناصر المنظومة الطبية حياتهم ثمنا لقهر الوباء، فيما واصل بقية الشرفاء المعركة من بعدهم حيث قضوا فى مستشفيات العزل أياما كثيرة بعيدا عن أسرهم وواصلوا العمل ليل نهار لعلاج المصابين وحصر بؤر العدوى وانتشار المرض.
"صفر" إصابات بفيروس كورونا خبر سعيد سمعناه خلال الفترة الماضية أكثر من مرة وفى أكثر من محافظة جرى فيها إغلاق أقسام عزل كورونا قبل أن تعود هذه المستشفيات لممارسة عملها بصورة طبيعية كما كان عليه الحال قبل ظهور الوباء، وذلك بعد أن ظلت مكتظة بالمصابين لأشهر طوال.
اليوم ونحن نتذوق فرحة النصر يجب أن نتذكر أولئك الذين رحلوا عنا من الأطباء والممرضين والأهل والأصدقاء عقب الإصابة بالفيروس، وعلينا أن نسعى جاهدين لكى يبقى هذا الفيروس تحت السيطرة وألا يعود إلى سيرته الأولى من جديد حتى ننعم جميعا بالأمن والأمان في الشوارع والمنازل وأماكن العمل.
وبحسب الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، فإن مصر تخطت مرحلة ذروة الإصابات بفيروس كورونا، مشددة على أن الإصابات تنخفض لكن لا أحد يستطيع توقع موعد الوصول إلى صفر إصابات.
عمليا فإن تراجع الإصابات يتطلب على أرض الواقع مزيدا من الالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى يظل الوباء محاصرا فى أضيق نطاق ممكن وهو ما يضمن أن يتم السيطرة عليه خلال مدى زمنى قريب أو بعيد لنسجل "صفر إصابات" ويتم إعلان مصر خالية من كورونا، وهو الحلم السعيد الذى نتمنى جميعا أن يصبح حقيقة في أقرب وقت ممكن.
لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب دقت مؤخرا ناقوس الخطر، مؤكدة أن تراجع أعداد الإصابات لا يعنى التهاون مطالبة المواطنين بالالتزام بتنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا.
بشكل عام فإن الحرص على ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعى وغسل الأيدى باستمرار يجب أن يكون نهج حياة دائم ولا يجب أن يتراجع الالتزام به خلال الفترة المقبلة حتى لا نفاجأ بهجوم جديد للفيروس نحن في غنى كامل عنه، خاصة بعد الخسائر التي تعرضنا لها جميعا عقب تجميد أوجه الحياة بسبب الفيروس، وهو ما لا نتمنى أن نعود إليه مرة أخرى بأى حال من الأحوال.
سلاح الوعى والالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل المواطن ورجل الشارع هو ما نراهن عليه كثيرا في الأيام المقبلة حتى تغيب شمس كورونا عن بلادنا إلى الأبد وإلى غير رجعة.
حفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه وسوء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة