أعربت الحملة التّونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل، عن بالغ الاستياء، بعد أن علمت أنّ اختبار اللّغة الفرنسية لاجتياز الامتحانات للالتحاق بكليات الهندسة بتونس، قد اقْتُطِفَ موضوعه في السنة الحالية من كتاب "الإنسان العاقل: مختَصَر لتاريخ الإنسانية" (Sapiens, Une brève histoire de l’humanité) للكاتب الإسرائيلي والأستاذ في الجامعة العبرية بالقدس يوفال نوح هاراري.
وذكرت الحملة التّونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل في بيان أصدرته -نقلته صحيفة الجمهورية التونسية- "أنه في سنة إعلان الرّئيس الأمريكي ترامب مشروعه "صفقة القرن" الرّامية إلى تثبيت نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي ضدّ الشّعب الفلسطيني، والإجهاز على "عملية السّلام" المحتضرة، وبينما يستعدّ رئيس الحكومة نتنياهو لضمّ جزء هامّ من الضّفّة الغربية، لم يجد الأساتذة المكلّفون بإعداد هذا الامتحان اختيارا أفضل من مطالبة التّلاميذ بتلخيص نصّ لأستاذ إسرائيلي، كُتِب في الأصل باللّغة العبرية وتُرجم بعد ذلك إلى الفرنسية (دون ذكر المترجم بيير إيمانويال دوزا). فأيّ فائدة تربوية في مجال دراسة اللّغة الفرنسية للتّلاميذ من تلك التّرجمة؟"
ونوهت الحملة التّونسية للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل إلى أنّ الجامعة العبرية بالقدس حيث يعمل يوفال نوح هاراري، شأنها شأن الجامعات الإسرائيلية الأخرى، قد لعبت دورا محوريّا في السّياسات الاستعمارية والعنصرية لنظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، بالتّخطيط لتلك السّياسات وتنفيذها وتبريرها وتبييضها. وقد ساهمت تلك الجامعة هذه السّنة في القمع الذي سلّطته الشّرطة الإسرائيلية على حيّ "العيساوية" بالقدس المُحتلّة عن طريق إغلاق أحد المدخلين الوحيدين لذلك الحيّ وسماحها لضبّاط الشّرطة بمراقبته انطلاقا من مبنى الجامعة.
وأضاف البيان أنّ الطّلبة الفلسطينيّون يواجهون اضطهادا منهجيّا وحالة حصار، بما في ذلك التّعذيب في مراكز التّحقيق كما يعانون من تضييقات شديدة على المؤسّسات الجامعيّة والتّربوية من قِبَلِ قوّات الاحتلال الإسرائيلية. وتهدف تلك الممارسات إلى ضرب نموّ الحركة الطّلاّبية الفلسطينية وفعاليتها وعرقلة سير معاهد البحوث والجامعات والمدارس الفلسطينية، وذلك بمنع تطوّر البحوث والعلوم والتّربية في فلسطين. ففي كلّ عام يُسجن مابين 500 و700 طفل فلسطيني بعضهم لا يكاد يبلغ 12 سنة، ويمثلون أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، وغالبا ما تكون التّهمة الموجّهة لهم الرّشق بالحجارة.
وتابع البيان "وفي وقت يشهد تزايد تعبير الطّلبة في العالم أجمع عن تضامنهم مع الشّعب الفلسطيني ورفضهم لسياسات الفصل العنصري والاستيطان والاحتلال الإسرائيلية، بما في ذلك طلبة جامعات مرموقة مثل "هارفارد"، ينكبّ الطّلبة التّونسيون المتقدّمون للإمتحانات لدخول كليات المهندسين، على نصّ مؤرخ إسرائيلي تُشغفُ به الصّالونات الباريسية. وللعلم فإنّ هذا المفكّر صاحب "الرّؤية"، على الرغم من تصريحات غامضة، لم يتّخذ أبدا موقفا ينأى به عن الصّهيونيّة أو حتى عن مساهمة جامعته في قمع الفلسطينيين".
واختتم البيان "إنّ الحملة التّونسيّة للمقاطعة الأكاديمية والثّقافية لإسرائيل تدين بكلّ شدّة هذا الفعل التّطبيعي الخبيث مع العدوّ الصّهيوني الذي يهدف إلى كبح أي نزعة لدى الشّباب التّونسي في الاعتراض وتربيتهم على الشّعور بالنّقص إزاء المستعمر. وتطالب بتسليط عقوبات على الأساتذة الذين اختاروا موضوع اختبار اللّغة الفرنسية في إطار المناظرة الوطنية للالتحاق بمدارس المهندسين بتونس لسنة 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة