محمد يتساءل: كيف ينام الإنسان وجاره فى محنة؟
"محمد عثمان" يقدم الفاكهة والأغذية لأهالى إيطاليا والجاليات العربية والأوربية الملتزمين منازلهم وينضم للصليب الأحمر
نال تكريما من الشرطة الإيطالية والدولة على ما قام به بشهادة تميز يحصل عليها خادمو الشرطة العسكرية الإيطالية أو من الأسر العسكرية أو من قام بعمل بطولى كوسام شرف.
مازال يضرب أبناء مصر أروع الأمثلة للشهامة والنجاحات فى الدول الأوروبية، وذاع صيتهم، فكانوا خير شباب عبروا عن أصالة المصريين، وبعد النجاحات التى حققها الفرعون المصرى "محمد صلاح"، ابن محافظة الغربية مع فريقه ليفربول، حقق ابن قرية برج مغيزل بمحافظة كفر الشيخ شهرة كبيرة بشهامته فى عصر كورونا، ولم ينل تكريم الصحف الإيطالية فقط، وعقد لقاءات تلفزيونية بل نال شهادة لا تمنح إلا للعسكريين أو أسرهم أو من قام بعمل بطولى من أبناء الدولة ولكن تمنح لشخص أجنبى، أمر نال تقدير الإيطاليين.
وظهرت شهامة أولاد البلد التى يتميز بها المصريون فى صورة شاب من قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، فى إحدى المدن الإيطالية فى ظل الظروف التى مرت بها تلك الدول الأوربية من انتشار فيروس كورونا، وارتفاع حالات الوفاة، وقدم محمد أحمد عثمان الشاب المصرى، نموذجاً فريداً للمسلم المعتدل والمصرى بمعدنه الأصيل عندما أثبت لأوربا عامة والإيطاليين خاصة، أن الرسول صل الله عليه وسلم وصى على سابع جار، فطبق ذلك بصورة أكبر وأوسع .
وقال محمد أحمد عثمان، 35 سنة إنه مصرى من محافظة كفر الشيخ يقطن بإحدى المدن الإيطالية منذ 14 سنة، فكر فى مساعدة أهالى البلدة التى يقطنها خاصة المقيمين فى المنازل فى ظل الأزمة التى تشهدها إيطاليا لفيروس كورونا، خاصة كبار السن من خلال تقديم السلع الغذائية والفاكهة لهم دون مقابل.
وأضاف عثمان لـ"اليوم السابع"، أنه نال تكريما من الشرطة الإيطالية والدولة على ما قام به، فنال شهادة تميز يحصل عليها خادمو الشرطة العسكرية الإيطالية أو من الأسر العسكرية أو من قام بعمل بطولى كوسام شرف، فهى شهادة تميز من الشرطة الإيطالية واعتماده من رئيس شرطة المحافظة مثال مميز فى 2020.
وتابع عثمان، أن البلدة التى يقطنها بها 33 ألف نسمة و650 شخصاً أغلبهم من كبار السن أعمارهم ما بين 70 لـ95 سنة، يصعب خروجهم فى ظل انتشار فيروس كورونا لإحضار أغراضهم، فحاول توفيرها بشكل سلس لهم وساعد الجاليات العربية والأوربية المتواجدة بالمدينة، ليسوا لكونهم محتاجين ولكن تطوعاً منه، فى ظل انقطاع الرواتب لعدة أشهر، وأمر طبيعى أن تساعد الناس .
وأكد محمد أحمد عثمان، أمام الإنسانية تسقط جميع الأحكام والقوانين العالمية، أنا لست عالماً فى علوم الدين، ولكنى أعرف معنى الإنسانية التى تخضع لها كل قوانين العالم، ولست نائباً أو مسئولاً فأنا أقل شخص تراه، ولست فقيهاً أو داعياً إسلامياً، ولكنى أفقه ما يحث عليه السلام النفسى وحب لأخيك ما تحب لنفسك، متسائلاً: كيف ينام الإنسان وهو يعلم أن جاره جائع وفى محنة؟
وقال محمد عثمان، يجب أن نتعلم قوانين الإنسانية قبل أن نتعلم قانون الحياة، أنا أقل مما تتخيلون ولكن الله يسخر لى ما فى قدر استطاعتى فعله، الموضوع مش محتاج توجيه الموضوع محتاج إراده أن تعمل شىء من جواك بدون أى توجيه، مؤكداً لم يكن يتخيل أن يتواجد الصليب الأحمر فى منزل عامل بسيط مصرى، ليتحول لمحطة لطلب المعونة للإيطاليين.
وأكد عثمان، أنه لم يتخيل أن يتواجد الصليب الأحمر بمنزله المتواضع ليمده بالأطعمة والفاكهة التى يقدمها للمحتاجين، وأنه فى قمة السعادة لأنه مصرى مثلوه بمناضل إيطالى كان فى عام 1954، لذا يجب علينا أن نفتخر بعروبتنا، ويجب على العالم أن يعرف ذلك وعودة هيبة الدولة ونشر تعاليم الدين الإسلامى، مؤكداً أنه يتوجه الشكر لكل مصرى عمل مبادرة ونجحت، ويثنى على كل مصرى شرف بلده، ورفع على مصر على مستوى الشرق الأوسط فى العالم الأوروبى موجهاً نصيحه لكل رب أسرة مصرى، أن جلوسه فى بيت أمان وسلامة لأولاده، ولعائلته وكل من حوله.
وقال عثمان، إنه يقدم وجبات متنوعة ، وفاكهه يتم وضعها فى أكياس، ويقوم بتوصيلها للمنازل بنفسه، وللجاليات العربية وغيرهم ، وتعرض فى البداية لغرامات من قبل رجال الشرطة لخروجه، وتوجهه للمنازل، ولكنهم تفهموا بعد ذلك ما قام به وأنه كمصرى وعربى ومسلم تعودنا على العطاء وقت الأزمات هذا ما أرشدنا له ديننا الإسلامى.
وأكد عثمان، أن مدينة فلورنسا مدينة صغيرة بها 21% من قاطنيها مسلمين، وتشهد التزام كبار السن المنازل ،والمصريين هنا بخير والحمد لله ، مشيراً إلى أنه طلب من الأسر إرسال متطلباتهم من أغذية وفاكهة، ليقوم بإيصالها للمنازل مجاناً، أما ما يتم مد الصليب الأحمر به يتم توجيهه للاجئين ، أما الأسر وكبار السن يقوم هو بتوصيلها لهم، ونظراً لطبيعة الإنسان العربى خجول بطبيعته يتم توصيل ما يحتاجونه الاخوة العرب دون معرفة من يتم توجيه السلع له، ويتعرف على احتياجاتهم من خلال رسائل خاصة .
وقال عثمان، إنه لجأ لوسيلة أخرى لبحث الآخرين على العطاء بتعليق لافتة على جانب المحل الخاص به لبيع الفاكهة، لافتة كتب بها باللغة الإيطالية "صباح الخير.. هناك سلة بجوار المحل تم وضعها وبها مأكولات فمن يريد منها شيئاً فليأخذ ما يشاء، ومن يريد التبرع بما لديه فليضعه فى السلة ليأخذها من يحتاج ".
وأضاف عثمان، أن الصحف الإيطالية وقناتين تناولوا ما قام به معربين عن سعادتهم كعمل جيد وقت الأزمات لم يتعودوا عليه، مؤكداً أنه وجد بركة فيما فعل، وانعكس عليه بالإيجاب، وفتح الله عليه لأنه من يقدم الخير يجد أضعافه من الله سبحانه وتعالى.
حكاية بطل مصرى نال وسام التميز الإيطالى (11)
حكاية بطل مصرى نال وسام التميز الإيطالى (13)
حكاية بطل مصرى نال وسام التميز الإيطالى (15)
حكاية بطل مصرى نال وسام التميز الإيطالى (23)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة