لم تكن واقعة وفاة الشاب المصرى حسن رمضان مخيمر شرف، من أبناء قرية أبو خشبة التابعة لمركز مطوبس كفر الشيخ، والذى توفى فى ظروف غامضة عقب احتجازه بسجن مدينة فيتيربو الإيطالية، الحادثة الأولى من نوعها، ومع اختلاف الوقائع التى تعرض لها المصريون المقيمون بإيطاليا تحرص السلطات الإيطالية على التواصل مع الخارجية المصرية وإطلاعها على كافة الإجراءات والتحقيقات التى اتُخذت بشأنها فى إطار التعاون المشترك بين السلطات المصرية والإيطالية على كافة المستويات.
فسبق وأن تكرر حادث مشابه فى 6 مارس 2017 بعد وفاة الشاب المصرى هانى حنفى سيد، داخل أحد السجون الإيطالية فى ظروف غامضة، وكيفتها السلطات الإيطالية وقتها على أنها واقعة انتحار.
وأعلن وليد الحريرى رئيس جمعية "لم الشمل" فى باريس، أحد أصدقاء الشاب المتوفى، إن السلطات الإيطالية أعلنت أن "هانى" انتحر قبل أن تجرى أى تحقيقات ودون إجراء أى تحريات.
وأضاف "الحريرى"، لـ"اليوم السابع"، حيث يعمل شقيق المتوفى لديه ويدعى "محمود": أنه لو افترضنا انتحاره فكيف يتوفر لسجين فى دولة أوروبية أداة انتحار يستخدمها فى هذا الغرض"، موضحًا أن هانى شاب على خلق وهو من محافظة الإسكندرية من كفر عبده، ويبلغ من العمر 30 عامًا.
وعلقت صحيفة "ميريديو" الإيطالية، على الحادث، بأن مقتل المصرى هانى حنفى أو انتحاره فى سجن كالتانيسيتا سيعكر صفو النظام الجديد بإيطاليا، وضربة للحكومة الإيطالية، خاصة أن المسئولين حرموه من تسليمه للسلطات المصرية".
وزعمت الصحيفة، أن حنفى انتحر شنقًا، مشيرة إلى أنه على الرغم من الاهتمام واليقظة من موظفى الشرطة فى السجون إلا أن انتحار 4 أشخاص من بينهم المصرى وراء قضبان السجون يعكس مدى المشكلات الاجتماعية والإنسانية التى تعانى منها إيطاليا، وأيضا الخلل الأمنى فى السجون الإيطالية.
وقائمة انتهاك المصريين بإيطاليا لا تقف عند الوفاة داخل السجون فقط، بل تشمل وقائع قتل واختفاء، لعل أبرزها واقعة الشاب محمد باهر صبحى إبراهيم الشاب المصرى الذى لقى مصرعه فى مايو 2016 وعثر على جثته على قطبان القطار فى مدينة نابولى الإيطالية، مصابًا بالرأس والفك.
واستمعت السفارة المصرية لأقوال محمد مصطفى، أحد الشباب المصريين المقيمين فى إيطاليا وصديق المجنى عليه، والذى أكد أن الطب الشرعى لم يقم بتشريح جثمان المجنى عليه لبيان نوع الإصابة التى أدت إلى وفاة صديقه محمد باهر، مشيرًا إلى أن أجهزة الشرطة عثرت فى ملابس صديقه على جواز سفر وشهادة التجنيد الخاصة به.
وأوضح محمد مصطفى، أن محمد باهر وصل إلى إيطاليا عام 2006، ولم يكن على خلاف مع أحد، مشيرًا إلى أنه ليلة الحادث خرج لشرب القهوة إلا أنه تأخر فى العودة، وعندما مر 24 ساعة على غيابه تم إبلاغ الشرطة الإيطالية، التى عثرت على جثته فى مدينة نابولى .
الشاب المصري محمد باهر
وفى 18 مارس الماضى توفت الطالبة مريم مصطفى فى مدينة نوتنغهام البريطانية، متأثرة بإصابتها فى هجوم لمجموعة فتيات اعتدين عليها فى 20 فبراير الماضى، وقال المحققون البريطانيون وقتها إنهم "منفتحون" بشأن احتمال أن يكون الهجوم على مريم، التى تدرس الهندسة فى كلية نوتنغهام، ذا دوافع عنصرية.
الطالبة مريم
أما عن وقائع اختفاء المصرين بإيطاليا فكان أبرزها واقعة إختفاء المصرى عادل معوض فى نوفمبر 2015 من أبناء إحدى قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، والذى يعمل بإيطالية منذ 14 عاماً، بحثاً عن "لقمة العيش" حسبما أكد نجله فى تصريحات صحفية عقب متابعة الحادث بأن والده كان يعمل طباخًا، ورفضت صاحبة العمل الإيطالية إعطاءه بعض مستحقاته المالية، الأمر الذى جعل والدى يلجأ إلى القضاء الإيطالى لتقديم شكوى ضد السيدة الإيطالية.
وأوضح الابن قائلاً: المحكمة الإيطالية حددت جلسة 6 أكتوبر لنظر شكوى والدى ضد صاحبة العمل، إلا أنه قبل موعد الجلسة بـ48 ساعة اختفى أبى فى ظروف غامضة، حيث كان برفقة أحد أصدقائه بعدما خرج الاثنان وعاد والدى برفقة صديقه الذى تركه فى إشارة مرور بالقرب من سكنه بشارع "فيا ادريزيو جوبيو" عقار رقم 181 فى حى ماركونى، ومن وقتها لم يظهر والدى مرة أخرى، مطالبا بالكشف عن مكان والده ومحاسبة الجناة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة