تعددت صور النجاح لشباب رفضوا انتظار الوظيفة الحكومية بمحافظة كفر الشيخ، وأغفلوا المثل القائل "إن سابك الميرى تمسح بترابه"، والاتجاه لعالم رجال الأعمال، بدأوا وهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، وفى عام فقط تحولوا لرجال أعمال من بينهم شاب من برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، فمر خارج الصندوق ، وفضل العمل الحر.
قال حمادة أبو الفتوح العمرى، صاحب ورشة ومعرض لمنتجات "الألوميتال"، أنه حصل على بكالوريوس تربية رياضية عام 2002م، من جامعة الإسكندرية، ولا مجال له فى العمل إلا فى التربية والتعليم أو الشباب والرياضة، ولكنه فضل أن يضع الشهادة فى برواز على جدران حجرته، وبعد زواجه، أصبح يتحمل مسئولية أسرة تحتاج لنفقات، فسافر لإحدى الدول العربية ليعمل فى مجال الألومنتال، ولكنه لم ينجح فى عمله هناك، وكل ما استفادة خبرة وعاد لبرج البرلس كما ذهب لم يدخر مالا.
وأضاف العمرى، لـ"اليوم السابع"، لم يضع يده على خده ولم يلجأ لأى أسلوب ملتوى للحصول على وظيفة حكومية كما يفعل البعض، فنصحه البعض أن يتجه لجهاز المشروعات الصغيرة من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والاستفادة من القروض التى يمنحونها للشباب بنسبة 5% متناقصة، وبالفعل تقدم بأوراقه وحصل على قرض 70 ألف جنيه فى بداية عام 2017، وأقام ورشة لصناعة الألوميتال، واستعان في بداية المشروع بعاملين، ونجح المشروع، لأنه اختار مشروع ولديه فيه خبرة سابقة، ويتقن طريقة التسويق للمنتج، وبعدها أقام معرضاً لمنتجاته وحقق نجاحا كبيرا، وسدد القرض بالكامل، وبعدها تقدم ليحصل على قرض آخر بقيمة 300 ألف جنيه لإقامة معرض آخر والتوسع فى الورشة لتصبح مصنعا صغيرا بقرية المرازقه ببرج البرلس.
ثم أقام ورشة أخرى فى قرية مجاورة، وتلقى عرضا مغريا من إحدى الشركات الكبرى فى صناعة الألوميتال بالإسكندرية لعمل شراكة معها نظرا لإعجابهم الشديد بجودة المنتجات التى يقوم بصناعتها.
وأضاف العمري، إنه لم يكن يتخيل أن ينجح المشروع فى عام واحد فقط وبعد أن كان يبحث عن وظيفة بشركات تعمل فى نفس المجال، وفر لـ 10 من الشباب فرصة عمل معه، وزيادة فى اطمئنانهم اتخذ إجراءات التأمين عليهم لينالوا حقوقهم، مؤكداً أن الرواتب التى يحصل عليها العاملون بالورشة والمصنع الصغير، تبدأ من ألف جنيه وتصل لـ٢٥٠٠ جنيه، والفنى يتقاضى راتبا 3 آلاف جنيه.
وقال، بعد النجاح الكبير تلقيت عروضا من أصحاب معارض منافسة، وتعاقدت معهم فى تجارب أكبر، وتابع:"بشكر كل القائمين على برنامج المشروعات الصغيرة اللى ساعدونى لتخطى العقبات التى واجهتنى وكان أصعبها الحصول على رخصة تشغيل، وتم منحى رخصة مؤقتة لمدة 5 سنوات من خلال القائمين على البرنامج".
وأضاف العمري، تحولت حياتى للنقيض تماما من إنسان بلا عمل لإنسان يمتلك ورشة ومن لا يصدق ما أقوله فليتجه لقريتى، التى بها الورشة الأولى، مؤكداً أنه يصنع مطابخ وأبواب وشبابيك أليمونيوم و"B.V.C" .
وقال العمري، إنه ينصح كل شباب مصر بدلا من الجلوس على المقاهى ويندبون حظهم لعدم حصولهم على وظيفة بعد تعليم بالمدارس والجامعة لمدة 16 سنة، دون الحصول على وظيفة حكومية، مؤكداً أنه مثال للشباب المكافح، وأنه يتذكر عندما كان لا يجد مليماً فى بيته ليوفر لأسرته قوت يومه واعتماده على والده فى الانفاق على أسرته الصغيرة، وكان مثله مثل أى شاب لا يجد عملاً حائرا يفكر كيف يربى طفليه وينفق على زوجته، أما الآن فالنفقات متوفرة بالزيادة بل أنه بدأ يؤسس لنفسه منزلاً يليق بأولاده عندما يكبرون.
وأضاف العمرى، أن زوجته حاصلة على ليسانس آداب قسم تاريخ، وكانت له السند، والعون منذ زواجهما فى كل الأحوال فى السراء والضراء صبرت حتى تحقق الحلم، ولم تفكر يوما فى وظيفة حكومية واختارت أن تكون بجواره وأولادها ليتحقق حلمهم، مشيراً إلى أنه يسدد القرض الثاني بانتظام، ويده مع يد العمال والفنيين ليخرجوا بأفضل ما لديهم من صنعه، مشيراً إلى بعض العاملين معه بدأ يفكرون فى خوض التجربة وشجعهم ليكونوا مثله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة