لا يختلف اثنان على موهبة حسين الشحات، لاعب النادى الأهلى، الذى انضم إلى القلعة الحمراء الموسم الماضى من العين الإماراتى مقابل 5 ملايين دولار، فى صفقة مدوية أحدثت تحولاً كبيراً فى سوق الانتقالات بالدورى المصرى، وباتت الجماهير الحمراء تعقد عليه آمالاً عريضة فى تحقيق حلم طال انتظاره لاستعادة التتويج بدورى أبطال أفريقيا، إلا أن الوافد الجديد للمارد الأحمر مر بحالة من التخبط وتذبذب المستوى، حتى جاءت الجراحة التى أجراها مؤخراً لتغيبه عن الملاعب لفترة ليست قصيرة.
فجأة ودون مقدمات منذ حوالى أسبوعين أعلن النادى الأهلى إجراء حسين الشحات، نجم الفريق، جراحة ناجحة فى "الفتاق" يغيب على إثرها لمدة ستة أسابيع، قبل أن تفجر تقارير صحفية مفاجأة مدوية بتأكيد الطبيب الذى أجرى الجراحة بأن مدة غياب الشحات عن تدريبات الأهلى تصل إلى 4 أشهر قابلة للزيادة ـ حسب التقارير الصحفية المنشورة ـ ما يعنى انتهاء موسم اللاعب مع المارد الأحمر، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام.
بداية هل كان حسين الشحات موفقاً فى اختيار الموعد المناسب لإجراء الجراحة أو أنها كانت ضرورية أو عاجلة، وهل كان هناك تنسيق بين اللاعب وجهاز الكرة وطبيب الفريق لتحديد موعد إجراء العملية، إما أن الشحات اتخذ قراراً فردياً لإجراء تلك الجراحة، فى الوقت الذى كان لديه متسع من الوقت لإجرائها أثناء توقف النشاط منذ مارس الماضى وعدم انتظار عودة التدريبات الجماعية، وإما أنه اتخذ القرار بالرجوع لجهاز الكرة أو طبيب الفريق، وفى هذه الحالة تكون المشكلة أكبر وربما لم يحالفهم التوفيق فى تحديد المدة المناسبة التى يحتاجها اللاعب بعد إجراء العملية، فى الوقت الذى يستعد الأهلى لعودة الدورى، وتنتظره مباراة مهمة ومصيرية فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربى، وبات فى حاجة ماسة لجميع لاعبيه بعدما اقترب من حسم اللقب وتحقيق طموحات جماهيره.
الجهاز الطبى سارع بإعلان مدة غياب حسين الشحات بستة أسابيع، قبل أن تخرج تلك تقارير الطبيب الذى أجرى الجراحة للشحات لتكشف الفجوة بين المدتين، ولو صحت تلك التقارير بأن اللاعب يستلزم الغياب عن تدريبات الفريق أكثر من أربعة أشهر، وبات السؤال الأكثر إلحاحاً هو علامَ استند جهاز الكرة وطبيب الفريق فى تقديره لمدة غياب اللاعب بستة أسابع، إما أن التقدير لم يكن دقيقاً وإما أن الشحات أجرى العملية دون التخطيط لمدة غيابه عن الفريق، وفى كلا الحالتين فالأمر فيه التباس يتطلب التوضيح.
أما إذا افترضنا سوء النية ـ وهو مجرد افتراض نسأل الله أن لا يكون صحيحاً ـ بأن حسين الشحات أجرى العملية دون الرجوع لجاهز الكرة ودون دراسة مدة الغياب المترتبة على إجرائها فى هذا التوقيت، فيبدو أن اللاعب قد خانه التقدير وتأخر أيضاً فى اتخاذ القرار وكان من الأولى إجرائها منذ توقف الدورى، وفى كلا الحالتين يطرح السؤال نفسه، أين جهاز الكرة من كل ذلك، وهو الذى يتواصل مع جميع اللاعبين فى فترة توقف الدورى، ويتابع باستمرار حالتهم وتنفيذهم البرامج التدريبية التى وضعها المدرب السويسرى رينيه فايلر.
النادى الأهلى كما تعرفه جماهيره فى جميع أنحاء العالم هو مؤسسة تعتمد على الشفافية ومحاسبة المخطئ، لذا بات مسئولوه مطالبين بالاحترافية كما عهدناه دائماً وتوضيح الأمور للجماهير، والإجابة عن التساؤلات ومحاسبة المخطئ حتى لا يسقط الشحات فى بئر الإصابات التى ابتلعت صفقات الملايين وسقط فيها العديد من النجوم، ومنهم حمدى فتحى ونيدفيد وغيرهما، وضاعت الحقيقة بين التشخيص الخاطئ وعدم محاسبة المخطئ وأضاعت على الخزائن الحمراء الكثير، لذا وجب التنويه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة