في أثناء زيارتي لجامعة ميرلاند العريقة التي تقع في كوليج بارك بعيدا عن العاصمة واشنطن بسبعة كيلو متر، رأيت أول مركز يوثق تاريخ الإرهاب على أرض الولايات المتحدة، بداية من الجنرال ناثان بيدفورد فورست رئيس منظمة كو كولكس كلان KKK التي تنادي بالسيادة للعرق الأبيض وتقوم بهجمات إرهابية ضد الأمريكيين الملونين من أصول إفريقية ولاتينية وغيرهم، مرورا بحياة السيد نصير قاتل الحاخام المتطرف مائير كاهانا وغيرهما من شخصيات ومنظمات إرهابية.
يقوم مركز START الوطني لدراسة الإرهاب والاستجابة للإرهاب، بإخضاع الظاهرة للعلم، مستخدما مناهج وأدوات بحثية قديمة وحديثة معا واستطلاعات رأي ميدانية، ولاحظت مثلا قيام الباحثين برسم جرافيك كامل للشخصية الإرهابية وتطورها فكيف يتحول طالب فنون أو آثار إلى إرهابي، في محاولة لإنشاء أكبر قاعدة بيانات عن الإرهاب.
ومن بين الدراسات التي اطلعني عليها الدكتور ويليام باركين أستاذ مساعد العدالة الجنائية، دراسة عن أسباب ارتفاع نسبة العنف الذي يقوم به اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عام 2017. وخاصة جماعة السيادة للبيض الذين يرتدون أغطية بيضاء ويحرقون الصلبان وخطورة تلك الجماعات على الجمهور الأمريكي في نشر العنصرية والتحيز في العرق والجنس واللون.
تشير الدراسة إلى أن متوسط عدد جرائم القتل ذات الدوافع الإيديولوجية اليمينية المتطرفة، زاد بنسبة 100 في المائة في النشاط من عام 2016 إلى عام 2017 بداية رئاسة ترامب وخاصة أحداث شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، التي ارتكبها الشاب فيلدز 21 سنة من اليمين عندما دهس بعنف متظاهرين سلميين ضد إرهاب اليمين المتطرف. كما تم قتل بعض أمريكيين من أصول إفريقية، في نيويورك وباتون روج في لويزيانا وبورتلاند. تقارن الدراسة بين وقوع جرائم القتل التي حدثت في ولاية أوباما الأولى 2009 بأنها ضعف الجرائم في بداية عهد ترامب 16 مقابل 8.
الأهم في الدراسة تحذيرها استعمال جماعات التطرف اليميني للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، في تجنيد الشباب والمراهقين. وتختم الدراسة بنصيحة مهمة للآباء: لا تجعلوا أولادكم يتحدثوا للغرباء بكل ثقة على السوشيال ميديا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة