قال ياماهتا تايلور، بصفتى أستاذًا لأوروبا فى العصور الوسطى، قمت بتدريس الطاعون وكيف ساهم فى ثورة الفلاحين الإنجليزية عام 1381، والآن بعد أن شهدت أمريكا اضطرابات واسعة النطاق فى خضم وبائها، أرى بعض أوجه التشابه المثيرة للاهتمام مع الانتفاضة التى حدثت منذ قرن.
وأوضح ياماهتا تايلور، أثار موت جورج فلويد احتجاجات بسبب أعمال الشرطة الوحشية ، فالتميز العنصرى يمثل جائحة تؤدى إلى فقدان ملايين الوظائف عبر القرون وتخلق عدم المساواة الاقتصادية، مضيفا أن عندما يبدأ الناس فى التخريب وتكسر الممتلكات، يوضح أنه لا توجد أي مساعدة، ولا توجد قيادة، ولا يوجد وضوح بشأن ما سيحدث، وهذا يخلق الظروف الغضب واليأس، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
وأشار ياماهتا تايلور إلى أن تبدو إنجلترا فى العصور الوسطى بعيدة جدًا عن أمريكا الحديثة، وبالتأكيد لا يرتبط العمال الأمريكيون بأصحاب العمل من خلال الروابط الإقطاعية، مما يعنى أن الفلاحين أجبروا على العمل لملاك أراضيهم، ومع ذلك كان ثورة الفلاحين أيضًا رد فعل نتج عن قرون من القمع من أدنى طبقات المجتمع.
وتابع ياماهتا تايلور، مثل اليوم، كانت غالبية النخبة تضم غالبية الثروة التى تشكل حوالي 1٪ من السكان، عندما بدأ المرض القاتل في الانتشار، طُلب من الأكثر ضعفاً أن يلتقطوا الركود الأكبر، مع الاستمرار فى مواجهة الصعوبات الاقتصادية، ورفض قادة البلاد الاستماع.
يطالبون بأجور أعلى
كانت حصيلة القتلى من الطاعون في القرن الرابع عشر كارثية، ويقدر أن ما بين ثلث إلى نصف السكان الأوروبيين ماتوا خلال تفشى المرض الأول، تسببت الخسائر الفادحة في الأرواح في نقص هائل في العمالة، تصف السجلات من إنجلترا الحقول غير المحترقة والقرى الخالية والماشية غير المرغوبة التي تجوب ريفًا فارغًا.
والعمال الإنجليز الذين نجوا بدأوا في الضغط من أجل أجور أعلى، حتى أن بعض الفلاحين بدأوا في البحث عن عمل أكثر ربحًا من خلال ترك الإيجار الإقطاعى، مما يعني أن الفلاحين شعروا بحرية ترك عمل أباطرة ملاك الأراضي.
لقد طفح الكيل
كان السبب الأسمى لثورة الفلاحين هو الإعلان عن ضريبة اقتراع ثالثة فى 15 عامًا، لأن ضرائب الاقتراع هى ضريبة ثابتة تفرض على كل فرد، وتؤثر على الفقراء أكثر من الأغنياء، لكن على غرار الاحتجاجات التى اندلعت فى أعقاب وفاة فلويد، كانت ثورة الفلاحين بالفعل نتيجة التوقعات المتقطعة والتوترات الطبقية التي كانت تغلى منذ أكثر من 30 عامًا.
وصلت الأمور أخيراً إلى ذروتها فى يونيو 1381، حسب تقديرات القرون الوسطى، اقتحم 30.000 عامل ريفى لندن مطالبين برؤية الملك. قاد الفوج جندى يابانى سابق يدعى وات تايلر، وواعظ متشدد متجول يدعى جون بول.
ودعا بول إلى قلب النظام الطبقى بالكامل، بينما قال واعظ إن البشرية كلها كانت تشكل من أبناء آدم وحواء، لذلك فالنبلاء لا يمكنهم إثبات أنهم يتمتعون بمكانة أعلى من الفلاحين الذين عملوا معهم.
عندما يصبح عدم المساواة فى الدخل أمرًا مزعجًا للغاية، وعندما تستند هذه التفاوتات إلى القمع على المدى الطويل، ربما يكون نوع الاضطرابات التى نراها فى الشوارع فى عام 2020 أمرًا لا مفر منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة