أحمد إبراهيم الشريف

الأثر الجانبى لـ محمد على باشا

الأحد، 17 مايو 2020 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تولى محمد على باشا حكم مصر، كان فى مقتبل شبابه فى الثالثة والثلاثين من عمره، وبالطبع هو لم يرث الحكم، وليس من أهل مصر،  بل إن هذا الرجل أجبر الدولة العثمانية على توليته، مستخدما ذكاءه القوى، ومعتمدا على قراءته العميقة للشعب المصرى.
 
لكن ما يلفت نظرى أكثر فى هذه الشخصية التاريخية، التى لا تتكرر كثيرا فى العالم، هو طموحه غير المحدود، فالرجل لم يكتف بتوليه واحدة من أهم الدول فى العالم، دولة يعرف الجميع قدرها ويعتبرها البعض مركز الدنيا على المستوى الجغرافى، لكنه جاء وهو يملك خارطة لتحقيق أحلامه، مؤمنا بفكرة البناء، وساعيا للتخلص من أعدائه بطريقة مباشرة، لكن انشغاله بالتخلص من الأعداء، لم يأخذ كل وقته، فقد كان يؤمن أن الدولة القوية، تحتاج إلى جيش قوى، هذا الجيش شروط قوته أن يملك سلاحه، وبالأحرى أن يصنعه بيده.
 
والصناعة الصحيحة تعتمد على التعليم الجيد، لأن الاعتماد على الأجنبى طوال الوقت لن يؤصل للفكرة، فلابد لأبناء البلد أن يكونوا متعلمين، وأن يقودوا عملية التصنيع، لذا كان اهتمامه بالتعليم.
 
يحلو للبعض القول بأن كل ما فعله محمد على باشا إنما كان لأغراض شخصية فقط، وأن ما حدث من بناء الدولة إنما جاء أثرا جانبيا لما أراده الباشا، ربما يكون ذلك صحيحا، ورجال التاريخ يعرفون أكثر عن دوافع محمد على باشا، لكن أنا أهتم بهذا الأثر الجانبى الذى أخذ مصر إلى منطقة مختلفة تماما.
وأعتقد أن سوء حظ محمد على أن من جاء بعده، وأقصد عباس حلمى الأول، لم يكن على وعى بشىء من أفكار جده، بالتالى تراجع كل شىء، ولنا أن نتخيل لو تولى بعد الباشا رجلا كان على مثل نشاطه وفطنته ورغبته العارمة فى العمل، أعتقد أن مصر كانت ستقفز بصورة غير متخيلة إلى العالم الأول. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة