يحتفل العالم اليوم بعيد العمال، لكن نظرة سريعة إلى المجتمعات فى العالم المختلفة، نجد أن العمال على مختلف العصور والأنظمة كانوا يعانون بشكل أو بآخر، ولم يختلف أي نظام اقتصادي فى ذلك، وبالطبع فإن الرأسمالية هى الأكثر تأثيرا.
ومع أننا نتهم الرأسمالية، فإننا نتهم الأفكار الشيوعية التى كانت سائدة فى القرن العشرين ولا تزال بعض الدول تتبناها بأنها أيضا لم تنصف العمال بالشكل المتوقع منها، وأنها حولتهم إلى آلة، بل إن بعض الآراء ترى أن الشيوعيين حافظوا على الطبقية.
وفى مقالة بعنوان "يا عمال العالم اتحدوا.. النظرية الشيوعية والنقد الماركسى للرأسمالية" كتبها أحمد عبد العزيز فى أحد المواقع المتخصصة فى الاقتصاد قال فيها:
جاءت أفكار ماركس في عصر القوة الرأسمالية التي تدير كل شىء، فكانت فلسفة ماركس ترى أن المنافسة الرأسمالية داخل السوق تجبر أصحاب المصانع على تطوير الإنتاج بشكل متواصل من خلال التوسع فى القدرة الإنتاجية (عدد الآلات والعمال) مما يثمر زيادة هائلة في الثروة، فقد كانت فلسفة ماركس ترى أن المنافسة الرأسمالية داخل السوق تُجبر أصحاب المصانع على تطوير الإنتاج بشكلٍ متواصلٍ من خلال التوسع فى عدد الآلات المصانع والعمال ما يثمر عن زيادة هائلة في الثروة، إلا أن لهذا وجها آخر، فالتكالب على المكاسب المنتزعة من عرق العمال الأُجراء لا يعنى سوى مزيد من الرأسماليين الأغنياء، ومزيد من جماهير غفيرة من العمال البائسين والمضطرين لبيع قوة عملهم من أجل لقمة العيش لتكون النهاية الحتمية لهذا كارثة لا يمكن تجنبها: أزمة الإفراط في الإنتاج.
كان ماركس يرى بحتمية انهيار الرأسمالية تحت ما أسماه "الضرورة الحديدية" كي تظهر الاشتراكية، مستدلًا بانهيار النظام الإقطاعي لكي تظهر الرأسمالية، وتستمد الشيوعية من الرأسمالية أساسها المادي (الثروة تكفي الجميع لكن يحتكرها أصحاب المصانع)، والإنساني (الاضطهاد الذي يتعرض له العمال)، ولكن هذا لم يكن يعني أن التغيير صار في متناول اليد؛ فطبقة البروليتاريا لا تستطيع تحرير البشرية كلها من الاستغلال والقهر إلا إذا طورت كفاحها بحيث يكون شاملاً يستهدف القضاء على جميع أشكال القهر في المجتمع.
وكي تنجح البروليتاريا في الوصول إلى ما تصبو إليه، عليها أن تنظم نفسها تنظيمًا يكتسب طابعًا سياسيًا ودوليًا، لذا لم يحاول الشيوعيون وقف الصراع الطبقي بل حرصوا على تكريسه حتى نهايته في كل مكان، فما دامت هناك طبقية لا بد أن تقوم في المجتمع ثورة، وبالتالي رأى الشيوعيون أنه يجب على العمال الاستعداد للثورة التى لا بد لها من حزب ينظم عملها.
من زاوية أخرى كتب خليل على حيدر تحت عنوان "لماذا انهارت الشيوعية؟" فى صحيفة "الاتحاد":
بنيت الاشتراكية على الوعود الاقتصادية والقدرة الخارقة على تحقيق الرفاهية العامة، وسلكت التجربة مناهج عقيمة في سبل المشاركة الاقتصادية أو الملكية، وقد ارتفع مستوى معيشة الشغيلة، وتوفر قدر مناسب من الخدمات والضمانات الاجتماعية لهم. "غير أنه لم يلبث أن انقلبت الآية بسبب الجمود على نفس النمط من الملكية ومن إدارة الاقتصاد الوطنى، الأمر الذى أدى إلى فقدان الحوافز المادية وغياب عامل المنافسة الضرورى لتطوير الإنتاج"، ومع مرور الوقت اكتشفت شعوب البلدان الاشتراكية المستويات المعيشية الدنيا التي تعيش فيها، "مما جعل العمال في البلدان الاشتراكية يحسدون زملاءهم على ما لهم من مستوى معيشي أفضل في البلدان الرأسمالية"، والأسوأ من هذا، تشكل طبقة مرفهة من قادة الحزب والدولة كان من المفترض أن تتفانى في سبيل مبادئها وتكون القدوة لعامة الشعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة