صدر حديثًا عن دار المثقف للنشر والتوزيع مجموعة قصصية جديدة بعنوان "غناء الذئب" للكاتب أحمد داوود، وهي المجوعة القصصية الثالثة في مسيرة القاص.
تنقسم المجموعة إلى ستة أقسام في 148 صفحة من القطع المتوسط، وتضم في داخلها، القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا، ومن عناوين المجموعة: "خطوط على التراب، أبوالعصيان، ذئب وحيد، أنوبيس، قاتل برئ، خيال مآته، نهاية مؤقتة للحزن، مقهي المنظر الجميل، أدلة النسيان، عنبر العقلاء، شباك مسحور، إضاءة قبيل الفجر، الرجل الذي يُطعم سمكات النهر، رسمة عارية" أبرز عناوين المجموعة.
تعادل
يقف في مهابة. على منصة التكريم. أوسمة ونياشين تُزين بدلته العسكرية. يبتسم لرؤسائه، وفي داخله أسى ممزوج بحسرة أنه لم يُشارك في حرب حقيقية طوال سنوات خدمته.
بين الحضور، يجلس رجل آخر . يُصفق في حسد، وهو يتحسس قدمه المبتورة.
شحاذ
انتصف الليل، وعلى ضَوء شعاع خافت آتٍ من مصباح مُعلق في عمود شارعٍ ضيق، بدأ يُحصى نقود يومه الطويل. صادفت عيناه ورقة ذات فئة قليلة، مكتوب عليها بخط يد واثقة: "للذكرى... حبيبتك المخلصة." ترك كل مافي يديه، وأمسك تلك الورقة بحرص، مُقربًا إِياها من عينيه، وابتسم في أسىٰ!
خديعة
جذبها من ذراعها بعنف، ثم نظر في عيونها شديدة الاتساع، مُحدقًا في ملامحها البريئة. لم تبلغ السادسة عشر بعد. إنه يشتهيها، ويخشى افتضاح هواه. أمرها بحسم أن تنطق. أن تشرح ما حدث. أن تُبرر ما فعلته. تأملته بعينيها الدامعتين عِشقًا. إنه فتى أحلامها، وهي لا تصدق نفسها؛ إنها الآن بين ذراعيه. أراحت رأسهَا على صدره وبصوت مرتجف همست:
- سامحني، يا بابا. لم أكن أقصد.
صرخ المخرج بعلو صوته، مُصفقًا بكلتا يديه:
Cut
شُرفة مُعتمة
- إمبابة - وِحدة.
تجلس، في الشرفة عديمة الإضاءة، ترشف شاي المساء، وتتلهى بمشاهدة زحام الشارع، مشاجرات سائقي الميكروباص على الركاب، ونداءات الباعة، والملابس المنشورة في شرفات الآخرين.
على السلك الواصل بين عمودين، وقف عصفوران نحيلان، يتقاربان ويتلامسان بمنقاريهما. حضنت كفيها وهي تتأملهما بدهشة عذراء.
- امبابة – وِحدة. واحد وِحدة.
سمعت سعال زوجها يملأ الحمام، فتنهدت، وواصلت بأسى رشف الشاي الأسود..!
سورة يوسف
قال الإمام: الذئب مظلوم. لم يشرب دماء من تظنون.
مصمص الجميع شفاههم، وأمنوا على دعائه بطول عمر الذئب..!
أحمد داوود. قاص وفنان فوتوغرافي، عُرضت أعماله الفوتوغرافية، داخل مصر وخارجها، ونال أكثر من 20 جائزة محلية ودولية، في مجال التصوير الضوئي، منها: جائزة مهرجان الأردن الدولي التاسع والحادي عشر، وجائزة صالون النيل للتصوير، وجائزة الشهيد أحمد بسيوني بصالون الشباب، وجائزة شركة أوليمبوس الدولية، وجائزة وليد الخطيب للتصوير الضوئي.
في مجال الكتابة الإبداعية: فاز بجائزة القصة القصيرة لإذاعة مونت كارلو الدولية، ونال المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي، عام 2018، عن مجموعته القصصية الأولى " قلب الجميزة". كما صدر له "حجر أساس" قصص، عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، عام 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة