وزير الأوقاف يحسم الجدل: لا نية لفتح المساجد فى رمضان.. فريضة الصيام قائمة على غير المصابين بكورونا.. صلاة الجماعة على أسطح المنازل والبدرومات والطرقات إثم ومعصية.. ويحذر الأئمة: من يخالف لا مكان له بالوزارة

الإثنين، 20 أبريل 2020 12:00 م
وزير الأوقاف يحسم الجدل: لا نية لفتح المساجد فى رمضان.. فريضة الصيام قائمة على غير المصابين بكورونا.. صلاة الجماعة على أسطح المنازل والبدرومات والطرقات إثم ومعصية.. ويحذر الأئمة: من يخالف لا مكان له بالوزارة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الجدل تسبب بها المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف بعد إدلائه بتصريحات حول دراسة الوزارة فتح المساجد للأئمة فى شهر رمضان لإقامة صلاة التراويح بدون مصلين، غير أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، حسم هذا الجدل فى وقت سريع بالتأكيد على عدم فتح المساجد فى رمضان، كما قرر إعفاء المتحدث الرسمى باسم الأوقاف الدكتور أحمد القاضى من كونه متحدثا باسمها لإدلائه بتصريحات لا تمثل الوزارة دون الرجوع إليها.

وعلق جمعة على قراره بإعفاء المتحدث باسم الوزارة، قائلاً: "إن قرار الإعفاء من كونه متحدثا باسم الأوقاف إنما كان لإدلائه بتصريحات غير مدروسة لا تمثل الوزارة، بل تصادم موقفها الثابت فى تعليق الجمع والجماعات وعدم فتح المساجد نهائيا لحين زوال علة الغلق، وهى انتشار فيروس كورونا، سواء فى ذلك رمضان وغير رمضان، إذ ليس من الدين ولا من الحكمة ولا من العقل ولا من النطق أن نحافظ على حياة الناس فى شعبان ولا نحافظ عليها فى شهر رمضان".

كما أكد جمعة أنه لا مجال على الإطلاق لرفع تعليق إقامة الجمع والجماعات بما فى ذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، وأنه لا مجال لفتح المساجد خلال الشهر الكريم مراعاة للمصلحة الشرعية المعتبرة، التى تجعل من الحفاظ على النفس البشرية منطلقًا أصيلًا فى كل ما تتخذه الوزارة من قرارات، وأن فكرة إقامة التراويح فى المساجد هذا العام غير قائمة لا بمصلين ولا بدون مصلين، فالساجد قبل المساجد، ودفع المفسدة وهى احتمال هلاك الأنفس مقدم على مصلحة الذهاب إلى المسجد، وقد جعلت لنا الأرض كلها مسجدا وطهورا، ومن كان معتادا الذهاب إلى المسجد فحبسه العذر المعتبر شرعًا كُتب له ثواب ذهابه إلى المسجد كاملا غير منقوص وهو ما ينطبق على العذر القائم فى ظروفنا الراهنة.
وتابع جمعة:"نؤكد أن الخطر - كما تؤكد وزارة الصحة - إنما هو فى التجمعات، ومن ثمة فإننا أكدنا على ضرورة التباعد الاجتماعى والأخذ بجميع الإجراءات الوقائية، ومراعاة عدم التجمع حفاظًا على الأنفس، وهى مصلحة معتبرة شرعًا، ومن ثم أكد الأزهر الشريف وأكدت كل من دار الإفتاء المصرية ولجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، وأكدنا وما زلنا نؤكد على الالتزام بما تقرره مؤسسات الدولة من إجراءات، وأن إقامة الجمعة أو الجماعة بالمخالفة لقرارات وزارة الأوقاف، سواء أكانت المخالفة فى المسجد أم خارجه بمحاولة إقامة الجمعة أو الجماعة أمام المساجد أو على أسطح المنازل أو فى البدرومات أو فى الطرقات، كل ذلك إثم ومعصية، فضلا عن أن الجمعة لا تنعقد بدون إذن الجهة المختصة فى الدولة بذلك باعتبارها نائبة عن ولى الأمر فى ذلك".

ودعا وزير الأوقاف، د جميع المواطنين إلى الالتزام بما تقرره مؤسسات الدولة كل فى مجاله، مؤكدا أن الخروج على هذه التعليمات بما يعرض حياة الناس للخطر ويساعد على انتشار الوباء إثم ومعصية، قد يصل إلى حد الجريمة إذا ترتب عليه هلاك النفس البشرية أو تعريضها للخطر أو الهلاك، مشددا على جميع الأئمة وجميع العاملين بالأوقاف الالتزام الحرفى التام بتعليق الجمع والجماعات، وأن أى إمام أو غيره من العاملين بالأوقاف يخالف هذه التعليمات أو يقصر فى الحفاظ على مسجده لا مكان له فى الأوقاف، كما نؤكد أن قيام أى إمام أو غيره من المفتشين أو مقيمى الشعائر بجمع الناس أو إمامتهم فى أى مسجد أو زاوية أو كمبوند أو غير ذلك مخالفة تستدعى إنهاء خدمته على الفور.
وقال جمعة: "نؤكد أن التدين المبنى على الجهل أو الهوى والمتاجرة بالدين أخطر أدواء العصر، ولذا قالوا: فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، وعليه نؤكد وبلا أى تردد أنه لا مكان فى وزارة الأوقاف لصاحب فكر متطرف أو عقل متحجر ".

وفيما يتعلق بالصيام، قال جمعة أنه بعد أخذ رأى وزيرة الصحة تأكد أن فريضة الصيام قائمة على الأصحاء المستطيعين، ولا أثر لفيروس كورونا على الصيام على الإطلاق لغير المصابين بالفيروس وأصحاب الأعذار المرضية الأخرى، مضيفا:" دار الإفتاء المصرية أكدت أيضا أن مجرد الخوف من الإصابة بكورونا ليس مبررا للإفطار، وهو ما ندعمه ونؤكد عليه، إنما يكون الإفطار للمرضى وأصحاب الأعذار المعتبرة شرعًا".

واختتم وزير الأوقاف بالتأكيد على أن شهر رمضان شهر خير ويمن وبركة , ولم ولن ينقطع فضل الله (عز وجل) فيه عن عباده إلى يوم القيامة , فما زالت أبواب الرحمة وسبل الخير واسعة لمن يريد العمل لا الجدل، ويبحث عن المتاح والميسور، ويأخذ بيسر الإسلام وسماحته، ولا يقف عند حدود المتعذر مضيِّعا المتيسر، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه" (صحيح البخاري) , وقد أكدنا أن فريضة الصيام قائمة على غير المصابين بكورونا وأصحاب الأعذار، بناءً على الرأى الطبى بأنه لا تأثير لفيروس كورونا على الصيام لغير المصابين وأصحاب الأعذار المرضية، وأن الصيام لا أثر له على الإطلاق فى انتشار فيروس كورونا، وأنه لا مشكلة فى صيام الأصحاء، إنما يكون الإفطار للمصابين بالفيروس وأصحاب الأعذار المرضية الذين يوصيهم الأطباء بالإفطار.

وتابع جمعة:"يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" , وقيام الليل قائم والأصل فيه أن يؤديه الإنسان فى بيته , وفى الصحيحين أن نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أو الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: ( قَدْ رَأَيْتُ الَّذِى صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِى مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلا أَنِّى خَشِيتُ أن تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ ) " (متفق عليه) , وفرصة أن ننير بيوتنا بقيام الليل , حيث يقول الحق سبحانه: " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (الذاريات: 17, 18) , ويقول سبحانه: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِى لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (السجدة: 16) , ومعلوم أن ذلك كله غير مخصوص ولا محصور بالمسجد بل أن سياق الآيات أعم وأشمل، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (صحيح البخاري) , وما يقال فى شأن قيام الليل بصفة عامة يقال فى شأن ليلة القدر بصفة خاصة.
وأضاف جمعة:"رمضان شهر القرآن والذكر , يقول (صلى الله عليه وسلم): "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" , وهو شهر البر والصلة , وشهر الجود والكرم , فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أجود الناس وَكَانَ أجود مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْانَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أجود بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ‏ " (متفق عليه) , ويقول (صلى الله عليه وسلم): " مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أنه لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ" (رواه الترمذي).

واختتم وزير الأوقاف: "ومعلوم أن ذلك كله قائم لم ينقص منه شيء , وإذا كانت الظروف الآنية تحول بيننا وبين الجمع والجماعات، وكان باب من أبواب الخير متعذرًا للظرف الراهن فهناك عشرات الأبواب ما زالت مفتوحة واسعة , ثم أن الإنسان إذا حبس عن عمل ما اعتاده من الخير لعذر فإن ثواب ما كان يعمله قائم له أجره , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إذَا مَرِضَ العَبدُ أو سَافَرَ كَتَبَ اللهُ تَعالى لهُ مِنَ الأَجْرِ مِثلَ مَا كانَ يَعمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا" (صحيح البخاري).
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة