عزيزى المواطن فى بيته تعالى معا نقرأ كتاب "لا تهتم بصغائر الأمـــور" لـ ريتشارد كارلسون، ويتناول الكتاب مائة موضوع تدور كلها حول كيفية وأهمية الالتفات للمهم من الأمور، والنظر للحياة من منظور مختلف.
يروى الكتاب فى أول فصل قصة عنوان وينطلق من هذه القصة إلى بقية الموضوعات، وعناوين أبرز الموضوعات التى تناولها: التصالح مع العيوب، وتعلم أن تعيش فى الوقت الحاضر، ودرب نفسك على الصبر، وخصص لحظات كل يوم للتفكير، وأما عن كيفية تناوله للموضوعات، فهو يطرح الفكرة فى عنوان الموضوع ثم يعرض لها فى عدة سطور، ويبينها بشكل أوضح من خلال مثال أو تجربة شخصية أو قصة واقعية أو حكاية قرأها أو سمعها عن أحدهم، وإليكم أمثلة لبعض الموضوعات وكيفية عرضه لها:
ويتحدث الكتاب عن الفرق بين رغبتنا فى أن نكون محقين أو سعداء، وأن هذين الغرضين أحيانًا كثيرة لا يلتقيان، ويشرح كيف أن رغبتنا فى أن نكون على حق وإصرارنا على موقفنا، يحولان الآخرين لموقف الدفاع، وقد يخلق لنا عداوات لا حصر لها ونحن فى غنى عنها، كما أنه يجعل الإنسان يصرف الكثير من الطاقة ويبذل الكثير من الجهد لإثبات كونه محقًا، وهنا يبين الكاتب كيف أن إثبات كوننا محقين قد لا يهم فى معظم مواقف الحياة التى تمر بنا، والأهم هو راحة بالنا وسعادتنا والمحافظة على علاقة طيبة بمن نحب من حولنا.
كما يعرض الكاتب لآفة خطيرة موجودة فى الكثير من المجتمعات، وهى تردد الكثيرين فى أخذ الخطوة الأولى فى الصلح مع الطرف الآخر سواء كان أحد الوالدين أو الأبناء أو كان جارًا أو صديقًا أو صلة رحم - خصوصاً إذا كان الطرف المتردد فى بدء الصلح على حق، ويذكر (ريتشارد) قصة أم على فراش الموت قاطعت ولدها لثلاث سنوات بسبب زيجة لم تكن راضية عنها، وهى تأبى البدء بالتواصل معه حتى فى لحظاتها الأخيرة لكبريائها، وترى أنه هو من أخطأ فى حقها وبالتالى يتوجب عليه هو التواصل معها، رغم حبها له ورغبتها فى التواصل معه، فيقول (ريتشارد) كيف أننا نستخدم كبرياءنا فى غير موضعه بعض الأحيان ونُضيِّع على أنفسنا فرصاً ذهبية وعلاقات مميزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة