على مدار اكثر من ربع قرن .. وأنا أتابع أحوال الجاليات المصرية في العديد من دول العالم .. إلى حد معايشتهم ..الأمر الذي أتاحه لي عملي مدير تحرير مجلة الأسرة العمانية ومدير لمكتب جريدة اليوم السابع في مسقط والذي اقتضى السفر والتجوال بين القارات الست .. وهذا ما ألاحظه .. أن الجالية المصرية في سلطنة عمان .. خاصة بعد ثورة يناير تبدو مختلفه عن غيرها من الجاليات.. المصريون في عمان - الغالبية منهم – متوحدون حول هدف واحد ..الطموح في الارتقاء بأحوالهم العامة وبما يتفق مع مصالح الوطن الأم " مصر" ..وبما لايتعارض مع قوانين وعادات الأشقاء العمانيين ..
لهذا كان إنشاء نادي الجالية المصرية في السلطنة .. لهذا أنشطتهم وفعالياتهم من أجل مصالح أبناء الجالية .. مصالح الوطن تتوالى.. فإن كان ثمة خلافات .. فهي اختلافات في الرؤى من أجل الهدف النهائي.. وعلى النقيض من تجمعات أخرى داخل الوطن أو خارجه .. الاختلافات لاتتحول أبداً إلى صراعات..
وللوصول إلى الإنجاز سريعاً ..تم تشكيل لجان ..كل لجنة تختص بأنشطة مجال محدد.. لجان ثقافية وترفيهية واجتماعية ..ثمة لجنة عنونوها ب" التوفيق والمصالحه وتكريم الانسان " من أجل فعل الخير ..
مهمتها تقديم العون لأبناء الجالية الذين يعانون من مشاكل مادية أو غير مادية ..اللجنة قدمت بالفعل مساعدات ملموسة للعديد من أبناء الجالية على مدار السنوات الماضية ..
الآن اللجنة مجيشة ..بل كل الجالية لمساعدة اخوانهم المتضررين من محنة كورونا .
مع استمرار اجراءات الإغلاق الصحى، وتزايد حالات العالقين، ويطرق أبناء الجالية أبواب الأسر المصرية التى بدأت الظروف تضيق عليهم، خاصة مع قرب شهر رمضان الكريم.
ويتكابد أبناء الجالية لإيواء من ليس لديهم مأوى وتقديم مساعدات عينية غذائية للأسر والمجموعات التى وجدت نفسها فى حالة من الضيق في كافة ولايات ومحافظات السلطنة ، في تجربة تكاد تكون فريدة مقارنة بالجاليات الأخرى..
كانت مبادرة الشرفاء من أبناء الجالية الذين قاموا بحصر الاحتياجات المطلوبه والمستحقين للمساعده وكيفية التوزيع والوصول اليهم.
وتحت شعار ( مصر في ضهرك) انشأوا مجموعة اجارة الأزمات ودعوا بعضهم البعض إلى المشاركة سواء أفراد او مؤسسات عن طريق المجموعات ومواقع التواصل الخاصه بهم حتى يتمكنوا من تغطيه احتياجات كل المتضررين من أبناء الجالية واجتياز تلك الظروف الصعبة وتحديد آلية التعامل معها وتوفير الاحتياجات الضروريه لابناء الجاليه المتضررين والمحتاجين والمساعدات اللوجستيه.
وما شعرت به من سرعة المشاركة والتفاني والسباق على المشاركة في هذا العمل جعلني والجميع نشعر بالأمان والفخر بأن المصريين يد واحده ورجال في المواقف.. مع التأكد انه لن يكون هناك مصري في السلطنة سيحتاج لشئ ضروري ولن يجده.
وهنا أعود لأول مقالي : لماذا المصريون في السلطنة يتميزون بتلك الروح الرائعة؟
كلمة السر في الحقيقة تكمن في مكاتب المسئولين بالسفارة ..مكتب السفير خاصة.. السفارة لاتكتفي بالإشراف والمتابعة ، بل الأهم تدعم وتشارك في كل جهد .. في كل فعالية.. وهذا الحماس والموقف الإيجابي من قبل السفير والسفارة كان محفزا للميسورين من أبناء الجالية لأن يبادروا دوما بالمساعدة..
وأين العمانيون ؟ دوما – شعبا وحكومة- لايتوانون عن التعاون مع السفارة والجالية.. من خلال تقديم مايمكن من مساعدات وتسهيلات ..تجسيدا لعلاقات الأخوة والصداقة الوطيدة بين الشعبين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة