علاقات الأشقاء هى من العلاقات التى دوما ما يحيطها تفاصيل كثيرة ومتداخلة بين الأخوات وبعضهم البعض، والذكريات والمواقف الحلوة والمزعجة، لكنها تبقى دوما علاقات تتسم بالمحبة والاحترام والخوف والتقدير، لكن هناك حظ عثر يصيب بعضهم وهو أن يكون الأخ الأصغر فى العائلة، والشائع دوما هو أن الطفل الصغير أو "آخر العنقود" كما يسمونه، أنه يتمتع بالتدليل والحب والمميزات الكثيرة التى قد لا تمنح لأشقائه الكبار، حقا انه يتمتع بهذا التدليل حتى يبدأ أن يحبو على قدمية ويتحدث ، فكل حكايات " مرمطون المنزل" التى يحكيها لليوم السابع أصحابها تطيح بكل ما تملك من قوة من اسطورة آخرالعنقود.
الأخ الصغير
فيما تخبرك منى سعيد باعتبارها أصغر شقيقاتها، وكان حظها أنها لم تكمل تعليمها لظروف خاصة بالمنزل، فأصبحت هى من ترافق أمها فى كل المشاوير، وتقوم بترتيب المنزل، حتى تتذكر موقفا بينها وبين شقيتها الكبرى حين كانت تجلس وتطلب منها ترتيب المنزل، وغسيل ملابسها عند العودة من جامعتها، وترك أشياؤها ورائها دون تنظيم، بحجة أنها الصغيرة، وفى يوم العيد ما أدراك ما يوم العيد أكثر من 500 مشوار فى اليوم لشراء مستلزمات الكعك، وعند خبزه فى الفرن، تقول عن ذلك: "أنا اللى اروح لانهم كبار ماينفعش يمشوا شايلين الصيجان، ولو واحدة عايزة تصلح بلوزه روحى يا منى للخياطة".
وهكذا باختصار رصدت منى حياتها فى الطفولة وسط شقيقات أكبر، لكن ما روته لا يعنى بالطبع كرهها لهم فهى مازالت تتمتع بمحبتهم جميعا، ويوم زفافها كانت الاثنتان معها، وقالت: "كل واحد عنده أم واحدة أما أنا عندي تلاتة هم أمي وأخواتي الاتنين الكبار."
اما اشرف عبد العزيز هذا الشاب الذى كان أخا لـ 6 أشقاء، بنت واحدة وخمسة أولاد غيره، يروى لك عن تفاصيل طفولته حين كان يعود والده من السفر محضرا له ولأشقائه هدايا وملابس، فكل عام كان يعود والده كان يحضر ملابس جديدة وألعاب للجميع وهو من ضمنهم، وكان أشقائه حين يكون هناك اختلاف فى مقاسات ملابسهم كان يبدلونها فيما بينهم لكنه كان الأصغر سنا وحجما، وملابسه كانت دوما مصيرها لابناء الجيران فيخبرك قائلا: "تخيل بقى ما اعرفش البس الهدوم الجديدة واراها على ابناء الجيران، وارتدى ما يصغر على أخواتى، وكنت دوما أنا من ينسوه فى كل شىء."
آخر العنقود
أمانى منصور لم تختلف كثيرا عن منى سعيد فهى حاليا أم لثلاثة ابناء لكنها لم تنسى يوما أنها كانت البنت الصغرى فى شقيقاتها، فهى رغم طفولتها العادية إلا أنها مع وفاة والدها قررت الخروج للعمل لتجهيز نفسها، حيث كانت الام تجهز شقيقاتها الاكبر لانهن من سيتزوجن الأول وعند زواج اخواتها الثلاثة، مع كل زيجة كانت الأم تأخذ قطعة من جهازها لدسها فى حاجة أخواتها وعند زواجها هى كانت نصف الاشياء التى اشترتها من عملها فى منزل أخواتها البنات ولم تتمكن من شرائها مرة أخرى بعد ذلك.
أما سمر محمود فكانت الاخت الصغرى لأشقائها الأولاد الذين يتعاملون معها على أنها الكائن التافه فى المنزل، ولأن لغة الحوار بين الأولاد هى دوما مد اليد حتى لو كان الموضوع تافه ومن باب المزاح، كان دوما ينوبها من الحب جانب ، بـ"التلطيش على القفا" حتى بعد زواجها وهو الأمر الذى يؤثر فى نفسها حتى اليوم حتى وهى أم ، فمازالت لغة التلطيش هى اللغة السائدة فى السلام والمحبة.
اما أسراء على فهى الأخت الصغرى التى لا يعمل لها حساب، وخصوصيتها منتهكة أما بحجة المتابعة والخوف عليها، أو بحجة الاستغلال ولا تستطيع أن تنهر أحد وإلا تسمع جملة "عيب دا اختك الكبيرة".
تبقى كل هذه مجرد حكايات مكررة فى كل منزل مع اختلاف تفاصيل صغيرة، وتبقى دوما علاقات ربانية تتسم بالمحبة والاحترام والخوف والتقدير، لكن هناك حظ عثر يصيب بعضهم وهو أن يكون الأخ أو الأخت الاصغر فى العائلة، لتطيح بكل ما تملك من قوة من أسطورة آخر العنقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة