عادل السنهورى

إيطاليا الحزينة.. الغاضبة من أوروبا وأمريكا

الجمعة، 27 مارس 2020 08:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في قلب إيطاليا غصة وفي نفوس الطليان حالة غضب كبيرة وعتاب شديد من تخلي الأصدقاء والحلفاء عنها في محنتها العاصفة في حربها ضد فيروس كورونا الذي ينهش في جسد الشعب الإيطالي دون أن يمد احد من دول أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يد العون والمساعدة لها.
 
الفيروس اللعين حصد حتى أمس أرواح ٨ الالف و٢١٥ إيطالي وإيطاليا ومازال هناك أكثر من ٨١ الف مصاب. ومع ذلك لم يسارع احد بالمساعدة من الأصدقاء والحلفاء في فرنسا وألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.. ويقال ان رجال المافيا الإيطالية قدموا للحكومة تبرع ب٧ مليارات دولار للمساهمة في مكافحة الفيروس.
 
إيطاليا صاحبة خامس اكبر اسطول بحري جوي في حلف الأطلسي تصارع وحدها في مواجهه ذلك الجيش البيولوجية الخفي الذي يفتك بشعبها ولا تمتلك أجهزة تنفس صناعي تساعد على إسعاف الضحايا الذين يتساقطون يوميا. 
 
يبدو أن العالم قبل كورونا لن يكون هو بعده.. وان الاتحاد الأوروبي معرض لما اهو اكثر بعد البريكست البريطاني.. فالدول الاوروبية القوية تنهار انظمتها الصحية أمام هجوم كورونا وكل دولة انشغلت بهمها وانكفأت على مافيها من مصيبة وكارثة صحية وبدأ كل الكلام عن الوحدة واتفاقيات الاتحاد وكأنه قبض الريح أمام اول عاصفة صحية.
 
فى إيطاليا الان يتداول الشعب رسالة باكية حزينة وغاضبة مشحونة بالعتاب واللوم الشديد بثتها وسائل الإعلام الإيطالية على لسان فتاة إيطالية الي الاصدقاء في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا والحليفة أمريكا الذين تركوا إيطاليا التي علمتهم الفن والحضارة والعلوم وكل شيئ تواجهه مصيرها وحدها.. قالت لهم:"شكرا على تركنا في لحظات حرجة.. ولانكم حرمتمونا من إمكانية الحصول على كمامات أدوات طبية ومعدات أخرى لمكافحة الفيروس وانتشار.. لعلمكم كان يمكن دفع ثمن هذه الأشياء لكنكم نسيتم من علمكم ومن بني لكم الطرقات والمدارس ومن علمكم الأبجدية التي تتحدثون بها.. نحن من علمكم القانون والحقوق وإدارة الدولة وخلق دولة القانون.. نحن الإيطاليون أصحاب الاعمال التي تمتلئ بها متاحفكم.. النصوص التي تدرسها والتقويم الذي تابعوه.. نحن الذين قدموا لكم والثقافة والفن اساس حارتكم.. وقدموا لكم الحضارة التي دمرتموها  واخذتم العالم الي القرون الوسطى.. نحن أصحاب كل شيئ من اختراعات الطعام الي المبتكرين الراديو والتليفزيون ومكتشفي القارات.. لقد علمناكم كل شيئ. 
 
عندما تسمعوا اسم إيطاليا يجب أن تهربوا بعيدا وان تخفوا رؤوسكم.. 
 
إيطاليا لن تنسى من وقف معها.. ومن ه ب بعيدا عنها في محنتها.. فلا تنسوا.. وشكرا لكم.
 
ابطاليا تبكي في صمت والطليان يتجرعون الألم.. لكنه ليس فقط ألم الكورونا وانما ألم ووجع التخلي وخيانة الأصدقاء والحلفاء. وتتوعد بالمراجعة بعد زوال الكبوة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة