حصل الأديب اللبناني الكبير أمين معلوف على وسام الاستحاق الفرنسي من درجة "ضابط كبير" وذلك تقديرا لما أنجزه الكاتب الكبير في حقل الأدب والمعرفة.
وظهر معلوف، وهو فرنسي ولد في لبنان، ويبلغ 71 عاما من العمر، وهو يسلّم على ماكرون الذي أشاد بمسيرة الكاتب الحافلة، حيث يكتب معلوف باللغة الفرنسية، لكن أعماله تترجم إلى عشرات اللغات الأخرى بما في ذلك العربية، وتحظى مؤلفاته بتفاعل واسع في الأوساط الثقافية، وجرت المراسم في قصر الإليزيه أول أمس السبت وذلك تقديراً لعطائه وجهوده وإنجازاته في عالم الآداب.
وكان أمين معلوف معلوف قد انضم إلى الأكاديمية الفرنسية عام 2012، وهي مؤسسة تضم نخبة المثقفين، وشغل مقعد عالم الأنثروبولوجيا الراحل، كلود ليفى ستراوس، الذي توفي في 2009.
ويعرف معلوف بمناقشة قضايا شائكة، كصراع الشرق والغرب، وقدم في كتابه "الهويات القاتلة" صورة وافية عن الأسباب التي تؤدي إلى تأجيج الحس القومي والشعور بالهوية في بعض اللحظات التاريخية، وغاص معلوف في عوالم التصوف لدى عمر الخيام في روايته الشهيرة "سمر قند"، كما قدم عملا تاريخيا وأدبيا في كتابه "ليون الإفريقي"، إلى جانب أعمال أخرى مثل "الحروب الصليبية كما رآها العرب".
ولد أمين معلوف النور في حي بدارو في 25 فبراير 1949 في العاصمة اللبنانية وتعلم في مدارسها حاصلا على شهادة في علم الاجتماع في جامعة القديس يوسف الفرنكوفونية في بيروت.
صدرت أولى رواياته "ليون الافريقي" عام 1986 التي تتناول السيرة الحقيقة للرحالة الحسن الوزان الذي فر من الاندلس بعد سقوط غرناطة الى فاس وجح الى مكة وبعدها تحول الى المسيحية، وكان عمله الثاني رواية "سمرقند" عام 1988 التي تناولت سيرة الشاعر الفارسي، عمر الخيام، صاحب رباعيات الخيام، أما رواية "حدائق النور" عام 1991 فهي عن حياة مؤسس الديانة المانوية في بلاد فارس ماني الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، وألّف معلوف روايتين تستعيدان الماضي القريب للبنان وللمنطقة، هما "صخرة طانيوس" عام 1993 التي نال عنها جائزة "غونكور" كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية و(موانئ الشرق) عام 1996.
أما كتابه "الهويات القاتلة" فصدرت عام 1998 تلتها رواية "رحلة بالداسار" 2000، وصدرت له رواية معاصرة الأجواء والشخصيات وتتناول فترة الحرب الأهلية (التّائهون)، وأصدر أيضاً كتاب (البدايات) عام 2004، وهو سيرة ذاتية تستعيد تاريخ عائلته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة