مع انتشار فيروس كورونا وانزعاج العالم منه راح البعض يتحدثون عن نهاية العالم واقترابها وراح الكثيرون يتحدثون عن علامات الساعة، مؤكدين قرب ظهورها، بينما راح آخرون ينكرون كل ذلك.. ومن هنا نقف مع أحاديث علامات الساعة ومعرفة ما ورد فيها.
أحاديث علامات الساعة التى وردت فى صحيحى البخارى ومسلم هى:
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله تعالی عنه أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِى يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِى بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِى البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِى مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِى آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِى فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا" خرجه البخارى فى صحيحه، كتاب الفتن، باب خروج النار، رقم الحديث: (7121).
ومنها: أيضًا حديث أبى هريرة رضى الله تعالی عنه، ذكَر فيه جملةً من الأشراط وعلامات للساعة؛ حيث جاء فيه "... قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا المَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِى البُنْيَانِ" تفق عليه؛ أخرجه البخارى فى صحيحه، واللفظ له، كتاب الإيمان بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِيمَانِ، وَالإِسْلاَمِ، وَالإِحْسَانِ، وَعِلْمِ السَّاعَةِ، رقم الحديث (50).
ومنها: حديث عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ رضى الله تعالی عنه قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَى السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَم، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِى الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" أخرجه البخارى فى صحيحه، كِتَابُ الجِزْيَةِ، بَابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الغَدْرِ، رقم الحديث. (2901)
ومنها: حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رضى الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم فِى غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((مَا تَذْكُرُونَ))، قُلْنَا: السَّاعَةَ، قَالَ: "إِنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ"، قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِى عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِى سَرِيحَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لا يَذْكُرُ النَّبِى صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِى الْعَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، وَقَال الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِى النَّاسَ فِى الْبَحْرِ" أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب فى الآيَاتِ الَّتِى تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَة، رقم الحديث: (7468)
ويذهب البعض المشككين لعدم قبول ذلك معتمدين على:
أن هذه الأحاديث قد أخبرت عن بعض الغيبيات، مما يتعارض مع استئثار الله - سبحانه وتعالى - بعلم الغيبيات، ويعارض قوله عز وجل: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) (الأنعام:٥٩، (ويزعمون أن هذه الأحاديث تعارض النصوص الصريحة فى القرآن والسنة، والتى تؤكد على أن الساعة تأتى بغتة، فقد قال تعالى: (لا تأتيكم إلا بغتة) (الأعراف: ١٨٧، (فكيف تصح مثل هذه الأحاديث التى تعتبر تمهيدا للاستعداد للقيامة، مما ينفى أن تكون بغتة؟ وكيف يتحدث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن علامات الساعة وقد قال لجبريل - عليه السلام - لما سأله عن الساعة: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل...»، مما ينفى أى علم للرسول فيما يتعلق لساعة وقيامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة