في الوقت الذى يمثل فيه انتشار فيروس "كورونا" تحديا متعدد الأبعاد، لا ترتبط فقط بالجانب الصحى، الذى يمثل تهديدا لسكان العالم بأسره، في ضوء المخاوف الكبيرة التي تدور حول انتشاره، والتي دفعت السلطات في كافة الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية قوية، ولكنها ترتبط بالعديد من الجوانب الأخرى، في ظل تداعياتها الاقتصادية العميقة، وكذلك امتدادها للسياسة، مع وصول المفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاق تجارى لإنهاء الصراع الراهن بين البلدين، إلى ذروتها.
إجراءات مكثفة لتشديد الحماية على المطاعم والمحال التجارية
ولعل المخاوف الكبيرة من انتشار الفيروس القاتل، تهيمن بصورة كبيرة على المدن الصينية، مما دفع العديد من المواطنين إلى البقاء داخل منازلهم، حتى يتفادوا الإصابة، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة في زيادة حالة الركود، خاصة فيما يتعلق بالمحال التجارية، والتي أصبحت تشهد حالة أشبه بالمقاطعة من قبل المواطنين، الذين يأبون الخروج إلى الشوارع بسبب حالة الهلع جراء انتشار "كورونا"، كما أن المواطنين أصبحوا يواجهون بدورهم صعوبة الحصول على مستلزماتهم اليومية.
تنظيف أحد مطاعم الوجبات السريعة خوفا من تفشى الفيروس
وهنا وجد إدوارد وانج، وهو مواطن كندى تم إجلائه من إقليم ووهان الصينى، والذى يعد بؤرة الفيروس، إلى وطنه بعدما تفاقمت أزمة كورونا، في الأسابيع الماضية، أن السبيل الوحيد للتعامل مع الأزمة هو توفير خدمة التوصيل إلى المنازل ولكن بطريقة مختلفة عن المعتاد، في ظل الحاجة الملحة لعدم الاتصال المباشر بين المواطنين، خوفا من تفشى الفيروس.
جانب من المشهد بأحد المحال التجارية
يقول أحد الطلاب المقيمين في الصين إن الأمر أصبح صعبا للغاية، فالحصول على الطعام أصبح أشبه بالحلم صعب المنال، ليس فقط بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن أيضا بسبب غياب خدمة التوصيل، نتيجة عدم رغبة المقيمين في التواصل المباشر مع أشخاص من الخارج بسبب احتمالات إصابتهم بالمرض، في الوقت الذى قاطع فيه عمال التوصيل العمل لنفس السبب، وبالتالي فهناك عجز كبير فيما يتعلق بتوفير الخدمة.
حالة من المقاطعة من قبل المواطنين للشوارع
وتقوم الفكرة على استخدام شركات البريد السريع إمكاناتها الكبيرة، لتوصيل الأطعمة إلى المنازل، دون تواصل مباشر بين المواطنين، حيث يمكن للعميل إضافة ملاحظة عبر التطبيق، يوضح فيها المكان الذى يمكن فيها للعامل ترك الطعام، في الوقت الذى تصله رساله نصية توضح وصول الطعام بعد رحيل المندوب مباشرة، حيث أنه فى الغالب ما يتم ترك الطعام على "عتبة" المنزل، بينما يتم الحساب عبر "الفيزا" من خلال الانترنت.
حرص شديد على الاحتفاظ بنظافة المطاعم والمحال التجارية
وتقدم الشركات أيضا حوالى ألف وجبة مجانية، يوميا للفرق الطبية العاملة على مكافحة الفيروس القاتل، مستخدمين مكونات طازجة، بينما يتم الاحتفاظ بها خزانات آمنة، لا يمكن فتحها إلى عبر "كلمة سر"، يعرفها العاملون في المستشفيات دون غيرهم، لضمان عدم انتقال العدوى إلى الأطعمة التي يتناولونها.
خطوات مكثفة لمحاصرة كورونا
التطبيق، الذى انطلق من إقليم ووهان الصينى، تم تعميمه ليشمل العديد من المدن الصينية، في ظل حالة الهلع بين قطاع كبير من المواطنين، حيث زاد الطلب عليها باعتبارها تقدم حلا متميزا لهذه الأزمة، مما دفع إلى انتشاره حتى الآن في أكثر من 184 مدينة في أنحاء الصين.
رواد المطعم والعاملين بالكمامات
يقول أحد الأطباء، في تصريحات إعلامية، إن التطبيق يعد بمثابة طوق نجاة بالنسبة لهم في ظل الضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها، منذ انتشار الفيروس القاتل في الأسابيع الماضية، حيث أنهم لا يجدون وقتا من أجل البحث عن الطعام الطازج، خاصة وأنهم يقضون اليوم بأكمله في مساعدة المرضى، وبالتالي لا مجال للبحث عن الطعام.
سيدة تستخدم التطبيق
عامل دليفرى بالصين
مراحل لتخزين الأطعمة بطريقة صحية
مواطن يخضع للفحص
مواطنون قرروا المغامرة بالنزول إلى المحال للحصول على احتياجاتهم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة