إنتاج العلم من أهم السياسات التي تنفذها دول العالم المتقدم عامة والولايات المتحدة خاصة، حيث أن السياسة التعليمية هناك تشجع الطلاب على أن يكونوا منتجين للعلم والنظريات والمعارف والتكنولوجيا وليسوا مجرد مستفيدين منها أو مستخدمين لها، ولذلك حث دول العالم المتقدم شبابها على إنتاج الأجهزة الموجودة لديهم وليس مجرد استخدامها من خلال العمل على تطويرها وتحديثها والمساهمة في الارتقاء بصناعاتها.
إن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام على طلب العلم والتزود به والمساهمة في إنتاجه ونشره يقول تعالى في أول الآيات التي أنزلها على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)} اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {سورة العلق الآيات 1-5 كذلك يقول الله تعالى" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور" ٌسورة فاطر الآية 28، وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار "، وهي كلها دعوات وأوامر للمسلمين للأخذ بالعلم والمشاركة في إنتاجه.
وإنتاج العلم مسئولية مشتركة بين كافة فئات المجتمع بدءًا بولي أمر الطالب مرورًا بالمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني وانتهاءً بالقادة وأولى الأمر، حيث يجب أن يشجع الجميع الطلاب على الأخذ بالعلم والمشاركة في صنعه وإنتاجه والاستفادة منه في التطبيق العملي بعد ذلك؛ لأن التطبيق العملي جوهر إنتاج العلم.
إننا يجب أن نضع نصب أعيننا وفي ممارساتنا العلمية والعملية تشجيع طلابنا على الاستفادة مما تعلموه في التطبيقات العملية، ونشجعهم ونساعدهم على المساهمة في ابتكار وتعديل وتطوير وتطبيق ما تعلموه ليكون العلم مرتبطاً بالعمل، وفق الله طلابنا للارتقاء ببلادنا وتحقيق مكانتنا العلمية الرائدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة