يعانى الشعب السورى من ويلات الحرب على مدار سنوات طويلة، ومن وسط ظلمات الحرب والقتل وحالة الفقر التى تضرب المدن السورية بسبب النزاعات المسلحة السائدة فى كافة أرجاء البلاد، خرجت مبادرة أهلية جديدة لمواجهة ازدياد حدة الفقر فى سوريا انطلقت من بعض المدارس تحت عنوان "سندوتش زيادة".
تتوجه المبادرة إلى الأهالى "الميسورين" لحثهم على تزويد أبنائهم بعدد مضاعف من "السندوتشات" وتقديمها للأطفال الذى يأتون إلى المدرسة دون طعام، وقد انتشرت على مواقع التواصل دعوات لتشجيع الأهالى على القيام بتلك الخطوة التى نفذتها بعض المدارس.
ومن جهتها، قالت المعلمة فى مدرسة "الشهيد سلمان أشتى" فى مدينة السويداء، شادية دوارة، لـ"روسيا اليوم"، إن المبادرة واحدة من مبادرات كثيرة وهى لا تقتصر على المدرسة إذ قام عدد من الأهالى بالاستجابة للفكرة وقدموا تبرعات من المواد الغذائية كالطحين والرز والسكر.. وغيرها وبدأنا تقديمها فى منازل الأسر المحتاجة المعروفة فى الحى، وتشير دوارة إلى أن بعض التلاميذ يتبرعون بجزء من مصروفهم لمساعدة زملائهم المحتاجين، حتى أن تلميذًا تبرع بما يملك فى حصالة نقوده لجلب أغراض لمساعدة أهالى الطلاب".
مبادرة سندوتش زيادة فى المدارس السورية
وحول ما إذا كانت أحوال بعض الأسر وصلت إلى حد عدم القدرة على تأمين "سندوتشات" لأطفالهم، تتحدث "دوارة" عن أشخاص يقومون "برهن بطاقاتهم الشخصية للحصول على الخبز، وتضيف أن تعميم تلك الحالة من التعاون وتشجيع الأطفال عليها تترك آثارًا واضحة على العلاقات بينهم إذ تتراجع حدة العنف فيما بينهم، وتشير بشكل خاص إلى حالة الفرح التى يشعر بها الأطفال الذين يقومون بالعطاء، وتصف ما حدث فى يوم التبرع العالمى حين لاحظت حالة من السعادة وسط الطلاب الذين تبرعوا بثياب وأحذية وألعاب.
وتختتم دوارة، أن من أهداف المبادرة "تعليم الأطفال على العطاء ومساعدة الفقراء، وتنمية حس الإنسانية لديهم"، ومن قرية تابعة للسويداء، تتحدث مديرة مدرسة "الشهيد لطفى حمزة" ميسون حمزة لـ"روسيا اليوم"، عن المبادرة وتشير أيضًا إلى أنها لا تقتصر على الطعام، بل تسعى المبادرة لتقديم الكساء للتلاميذ بجميع أنواع الملابس وخاصة الشتوية منها، إضافة إلى الأحذية، وذلك بمساعدة الكادر الإدارى والعاملين فى المدرسة.
وتقول إن هناك كثير من التلاميذ بأمس الحاجة للمساعدة، وتؤكد أن هناك تلاميذ يأتون إلى المدرسة دون وجبة الفطور ودون أن تكون فى حوزتهم "سندوتشات"، وتشير إلى أن ثمة جهات عدة تقدم المساعدة فى تلك المبادرات أولها المجتمع المحلى إضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية، والمعلمون فى المدرسة الذين يقدمون ما يستطيعون تقديمه.
ولفت تقرير "روسيا اليوم"، إلى أنه لا تتوفر أرقام دقيقة وحديثة عن مستويات الفقر فى سوريا، لكن تقديرات المكتب المركزى للإحصاء لمتوسط إنفاق الأسرة شهريا لعام 2018، بلغت 325 ألف ليرة، (وهو ما يعادل نحو 8 أضعاف الدخل الشهرى)، وقد نشرت تلك التقديرات العام الماضى، قبل الارتفاع الكبير فى نسب التضخم التى تضاعفت خلال الأشهر الماضية، مع تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع الأسعار غير المسبوق، مقابل زيادة غير متناسبة على الأجور والرواتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة