حسين صبور يستعيد ذكرياته مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. لم يحب مرافقة رجال الأعمال بزياراته.. وتساءل عن سبب عدم تبرعهم للمشروعات الخيرية.. رئيس جمعية رجال الأعمال يكشف سر طلب مبارك لقائه.. وإهانة الرئيس الأمريكى

الجمعة، 28 فبراير 2020 03:21 م
حسين صبور يستعيد ذكرياته مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. لم يحب مرافقة رجال الأعمال بزياراته.. وتساءل عن سبب عدم تبرعهم للمشروعات الخيرية.. رئيس جمعية رجال الأعمال يكشف سر طلب مبارك لقائه.. وإهانة الرئيس الأمريكى حسين صبور ومبارك
كتب هانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف عن فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بأنها عصر رجال الأعمال، وذلك بعد إسناد حقائب وزارية متعددة لرجال البيزنس وفى الوقت نفسه تمثيل برلمانى كبير بغرفتيه مجلسى الشعب والشورى وقتها، ولذا ظهر مصطلح تزاوج المال بالسلطة، ولكن كيف بدأت العلاقة بين الرئيس الأسبق ورجال الأعمال، وهل منحهم بالفعل امتيازات خلال فترة حكمه، وما هى مطالبه منهم، ويجيب عن تلك التساؤلات المهندس حسين صبور الرئيس الشرفى لجمعية رجال الأعمال المصريين، وهو أحد أفراد أول بعثة من رجال الأعمال رافقت "مبارك" فى الخارج، كما سافر معه عدة مرات.
 
 
قبل أن يسترجع حسين صبور أول لقاء له مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدأ حديثه مؤكدا حبه وتقديره للرئيس الراحل، قائلا :"أحب الرئيس مبارك لأسباب كثيرة، ولكنى أزعل منه لأسباب أخرى"، مضيفا :"ولكن أكثر الأسباب التى أحببتها فى مبارك، ولا يتحدث أحدا عنها وهى أنه كان "حمول" أى لديه ضبط النفس".
 
 
وأوضح "صبور"، أسباب تفضيله هذه الصفة بمبارك، قائلا :"جمال عبد الناصر اتسرع وهاجم الأوروبيين وقال لهم اشربوا من البحر، وهو ما تسبب فى العدوان الثلاثى عام 1956، ونفس الأمر مع إسرائيل عندما أعلن عن طرد إسرائيل ثم سحب القوات المسلحة من سيناء وهو ما تسبب فى النكسة، فى المقابل فأن حسنى مبارك كان يتحمل أى هجوم ضده، ولم يتطوع لضرب إسرائيل وحافظ على السلام لمصر طوال فترة حكمه، ولم يجرها لأى حرب".
 
 
ودلل "صبور" على حديثه عن قوة تحمل مبارك، قائلا :"سمعت بأذنى شتيمة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان للرئيس مبارك فى إحدى اللقاءات التليفزيونية فى الولايات المتحدة، وقال عنه أنه كاذب، وذلك ردا على خداع مبارك له عندما رفض تسليم فلسطينيين قاما بقتل أمريكى متقاعد من خلال إلقائه من إحدى السفن العابرة بالبحر المتوسط، وبعد القبض عليهما فى مصر، اتصل ريجان بمبارك وطلب تسليمهما إلا أنه رد عليه بأنه سلمهما لتونس، وهذا لم يكن صحيحا لأن المخابرات الأمريكية رصدت مغادرتهما مصر بعد المكالمة، وهو ما أغضب الرئيس الأمريكى"، وتابع :"رغم شتيمة الرئيس الأمريكى إلا أن مبارك كان حمولا ولم يرد حتى لا يعرض أمن مصر للخطر، كما أنه لم يسلم الفلسطينيين حتى يبعد المشاكل عن مصر، وهربهما بطائرة خاصة لتونس".
 
 
 
ويضيف "صبور":"كما كنت أحبه لأنه أحد أبطال حرب أكتوبر، ولكنه ليس البطل الوحيد..فرئيس سلاح المهندسين الذى أعد كبارى لعبور خط برليف بطل ورئيس الدفاع الجوى بطل، ولكن بسبب أن مبارك تولى رئاسة الجمهورية أصبح يرددون بطولات سلاح القوات الجوية"، ويستكمل حديثه ضاحكا :"فلو كان تولى رئاسة الجمهورية رئيس سلاح المهندسين كانت ستذكر بطولات السلاح".
 
 
واسترجع "صبور"، مشاركته فى أول بعثة لرجال الأعمال ترافق الرئيس مبارك فى زيارته الخارجية، قائلا :"الرئيس مبارك كان يسافر بصحبة مسؤولى الحكومة للخارج، ولم يكن يريد أن يرافقه رجال أعمال، ولكن فى إحدى الزيارات سئل عن أسباب عدم مساهمة القطاع الخاص سوى بنسبة 20% فقط من الاقتصاد، والباقى لشركات حكومية، وبعدها فى كل دولة كان يسافرها يسأل عن القطاع الخاص فى مصر"، مضيفا :" ولذا اقترح عليه وزير الخارجية وقتها عصمت عبد المجيد أن يرافقه فى الزيارة الخارجية المقبلة- وكانت لأمريكا- رجال أعمال وكان يعارض ذلك مسئولين بمكتب الرئيس، وطلبنى "عبد المجيد" بصفتى رئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكى بتشكيل وفد لمرافقة الرئيس فى زيارته لأمريكا، وبالفعل سافر 6 رجال أعمال فى أول زيارة لرجال أعمال مع الرئيس، واتفقنا على دور كل واحد فى الرد على التساؤلات، ورتبوا لنا لقاءات مع صحف أمريكية".
 
 
حكى "صبور"، موقفا طريفا حدث خلال لقاءات رجال الأعمال بالمسئولين فى الولايات المتحدة، قائلا :"بعدما انتهينا من لقاءات متعددة فى أمريكا، كان آخر لقاء لنا مع مسئولى لجنة المعونة الأمريكية، وكنا نحمل كمية من أوراق البردى والجعران، ووزعناها على أعضاء اللجنة فى بداية الاجتماع كهدايا، وقد منحتنا اللجنة اجتماع لمدة ساعة، وهذه مدة طويلة لأنهم لا يجتمعون لفترة طويلة مع أى وفد، ولكن لأننا كنا لأول مرة نلتقى بهم أعطونا هذه المدة"، مضيفا :"وفى نهاية الاجتماع، سأل أحد أعضاء اللجنة عن الرشاوى فى مصر، وأجبت أنه لا توجد رشاوى لدينا، فإذا كنت تعتقد أن هناك وزير أو وكيل وزارة يحصل على رشوة فهذا لا يحدث، ولكن قد يحصل الموظف الذى يصرف مستحقات الشركات على هدايا منها، فهو يحرر لها شيكات بالملايين ويحصل على مرتب لا يتجاوز 100 جنيه، ولذا قد تقدم له هدية مثل قلم أو محفظة".
 
 
 
 
واستكمل "صبور" :"ورد عليا المسئول الأمريكى وقال وهل لا تعتبرون ذلك رشوة، فأجبت نعم، ولكن المسئول الأمريكى ضحك وقال إن أى مسئول فى بلاده يحصل على هدية تتجاوز 40 دولار ملزم بتسليمها لخزانة الدولة، وكان انبهنا من رجال الأعمال إسماعيل عثمان، والذى قام على الفور وجمع الهدايا من أعضاء اللجنة، وقال لهم اسمحوا لى أجمع ورق البردى حتى لا يقولوا أن الوفد المصرى قدم رشوى للكونجرس، وقد ظنوا أنها مداعبة، ولكننا بالفعل جمعنا الهدايا وغادرنا".
 
 
 
وأكد صبور، أن حسنى مبارك لم يكن مؤمنا برجال الأعمال، بالإضافة إلى أن مسئولين برئاسة الجمهورية حذروه من استغلال رجال أعمال سفرهم مع الرئيس، وإدعائهم تقربهم منه للحصول على منافع شخصية باعتبارهم "شلته"، مضيفا ظلت هذه قناعة مبارك عن رجال الأعمال فى الزيارات الأولى، ثم بدأت تقل تدريجيا ويزداد ثقته فى رجال الأعمال.
 
 
 
وكشف صبور، عن آخر  زيارة له مع الرئيس مبارك للمملكة المتحدة، قائلا :"آخر سفرية لى مع الرئيس مبارك كانت لإنجلترا، وكانت زيارة مهمة جدا، لأنها كانت إحدى زيارتين رسميتين تدعوهما ملكة إنجلترا سنويا، واحتفت بنا الملكة كثيرا حتى أنها أقامت احتفالية فى الجناح المصرى بالمتحف البريطانى، وهو من أحد أكبر المتاحف فى العالم، كما شارك بالاحتفالية الأميرة ديانا وكافة وزراء الحكومة، وكان مبارك سعيدا، ولا يريد أن يغادر الاحتفالية حتى أن المسئولين هناك غادروا، ولكنه لم يغادر".
 
 
 
وأضاف "صبور":"وخلال الاحتفالية مر علينا الرئيس مبارك لمصافحتنا، وكنا 4 رجال أعمال نجلس بجوار بعض وهم سعيد الطويل وسمير علام وعادل جزارين وأنا، وسألنا مبارك هل أحد مننا من مواليد مدينة المنصورة، ورددنا بأنه لا يوجد، واستكمل موضحا سبب سؤاله بأن الدولة تبنى مستشفى بالمنصورة، وتحتاج لأجهزة، وكان يريد رجل أعمال أن يتبرع بها لخدمة أهله فى المنصورة".
 
 
 
واستكمل "صبور":"ثم سألنى مبارك عن سبب عدم تبرع رجال الأعمال المصريين للمشروعات مثلما هو معمول فى أمريكا، وأجبت أن رجال الأعمال فى أمريكا يتبرعون بمبالغ ضخمة للمشروعات الخيرية، وذلك لسببين الأول أن الثروات هناك تشكلت منذ عقود بسبب انتهاجها الرأسمالية منذ سنوات طويلة أما فى مصر فلم يظهر رجال أعمال إلا خلال عصر السادات، ولذا فإننا لم نبدأ عملنا إلا من سنوات قليلة، وليس لدينا ثروات، ومن كانت لديه قبل ذلك تم تأميمها".
 
 
 
واستطرد :"السبب الثانى هو عدم معاملة الدولة لرجال الأعمال مثل الأمريكان، فهناك يتم استطلاع رأيهم فى التشريعات الاقتصادية والمشروعات الكبرى، ولكن فى مصر لا يحدث ذلك، وضربت له مثالا مع حدث مع جمعية رجال الأعمال المصريين عندما طلبت لقاء مع رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وقتها توفيق عبده إسماعيل، لمناقشة قانون الاستثمار وقتها، وعندما ذهبنا للقائه بالبرلمان رفض الأمن دخولنا، وقال إن رئيس مجلس الشعب رفض دخولكم، وقال نحن من نصنع القوانين وليس أنتم".
 
 
وتابع :"ورفض الرئيس مبارك هذا الأمر، وطلبت منه التحقق من ذلك، وأجاب بأنه سيطلب لقائى عند نزوله مصر فى مكتبه لإيجاد حل لمشاركة رجال الأعمال فى التشريعات، ومن وقتها لم أذهب للقائه، ولم أرافقه مرة ثانية فى أى زيارة، حيث تم منعى ضمن الوفود المسافرة معه، وذلك لأنه لم يكن يريد أن يسمع نقد".
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة