هوجمت صديقتى بضراوة حين أدلت بدلوها فى موضوع مطربى المهرجانات المطروح على ساحات التواصل الاجتماعية.
ذاقت الأمرين من قباحة وإسفاف حين اقترحت بأن نجوم المهرجانات جزأ لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وأنهم يعبرون عن واقعهم والأوقع بنا أن نيسر من عملية إدماجهم فى ثوب الفن المصرى بما يرتضيه لا إقصائهم، وشبهتهم بنجوم الراب الغربى وبداية فنهم وكيف أصبح أكثر الفنون انتشاراً فى العالم، وعينك ما تشوف إلا النور، البنت يا عينى لو فى مكان واقعى مش افتراضى، هى تقريباً خرجت على نقالة.
أما حين نظرت إلى كلماتها وأخذت اتفكر، نعم..... أنا أوافق على مبدأ الدمج.... واحتواء هذا الفن الوليد بدلاً من أن نستيقظ يوماً ونجده سيطر على كل أنواع الفنون بوحشية، وفى تلك اللحظة لن يكون بيدنا أى قوة لمنعه. زى الـtiktok.. الذى أصبح كسرطان مستشرى فى كل بيت.
لكن.... لا ولن ولم أستطع أن أتغاضى عن التشبيه بالراب الغربى.
معلش أنا آسفة.... فلأعتبر قديمة الفكر، لكننى إلى الآن لا أستطيع أن أستمتع بحفلة حية فنانتها ترتدى "لباس لا مؤاخذة" excuse my French .... وهذه الموجة بدأت مع فنانات الراب وأصبحت جزأ لا يتجزأ من أى أغنية مصورة أو حفلة حية...... ليه إن شاء الله؟
أكثر الحفلات الحية مبيعاً فى الوقت الحالى ستنا Adele الله يكرمها.... وهو فستان محتشم وآخرها تقلع الجزمة لو رجلها وجعتها.
جميل أن تخلق الشعوب موسيقاها التى تشبهها، وتعبر عنها.... وتعبر عن القبيح قبل الجميل، لم تخلق الفنون لتوصيل ما هو إيجابى فقط، وإلا لما غير فيلم أريد حلاً لسيدة الشاشة العربية من قانون الأحوال الشخصية فى مصر.
الاختلاف لا يفسد للود قضية، وقرار منعهم من الغناء سيعزز من مبدأ الممنوع مرغوب، وفى زمن يحكمه الـYoutube وتطبيقات الموسيقى ومواقع التواصل الاجتماعى سيكون قرار منعهم عقيماً.... وسيكون البحث عنهم أكثر.
فى الأزمان السابقة كانت فنون الطبقة الكادحة دائماً ينظر إليها بنظرة دونية، لكن بحكم حجم هذه القاعدة.... تنتشر أغانيهم كالنار فى الهشيم، مثل أغانى الأفارقة الأمريكيين، وانتشارها السريع قبل الراب.... ففن الجاز فن أفريقى النكهة.... وكان ينظر إليه بنظرة دونية ورغم ذلك انتشر حتى أصبح فناً أمريكياً أصيلاً.... ورغم أنه لا يحمل أى إيحاءات غير أخلاقية إلا أنه كان مرفوضاً، وعلى هذا وقس.... مونولوجات كثر من الفنانين كشكوكو ثم وصولاً إلى عدوية وحكيم.
أغانى المهرجانات أغانى مبهجة، وكلماتها جميلة (بعيداً عن الخمور والحشيش) وحين استمعنا إليها من أشخاص آخرين سواء على البيانو بصوت حسن شعبان أو بأصوات رائعة كنداء شرارة.... فعلاً الأغانى حلوة.
بالإضافة إلى أننا نحن فى عصر تحدث عنه مسلسل black mirror ... اعتبارك كفرد فى مجتمع وقبولك أو رفضك سيعتمد على عدد متابعينك وعدد الـlikes.... قرار النقابة لن يغير من الواقع القادم كثيراً، فالتاريخ أكبر شاهد على من وقفوا أمامه، أين هم؟ لا يذكرهم أحد. حين بيعت شركة نوكيا (واللى ميعرفش نوكيا كانت الـApple بتاعت التسعينيات) لشركة ميكروسوفت بكى رئيس مجلس الإدارة قائلاً: لم نخطئ فى شىء، ورغم ذلك خسرنا.
شكراً
آخر الكلام:
" سامع؟
"لا مش سامع حاجة" بصوت هنيدى.
"ده صوت رياح ..... التغيير"
فيلم/ شركة المرعبين المحدودة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة