نعرف الشيطان ونستعيذ بالله منه ومن وسواسه الذى يخرج الإنسان من الإيمان بالله ونعمه إلى الكفر بكل ذلك، لكن هل الشيطان نفسه كافر؟
فى البداية نشر إلى أن الشيطان رفض أن يسجد لآدم، استكبارا بعدما نظر إلى أصل النشأة، وقال مبررًا رفضه لله سبحانه وتعالى "خلقتنى من نار وخلقته من طين".
وقال كثير من علماء التفسير خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وذكر السدى فى تفسيره: "لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خُزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا، فوقع فى صدره إنما أعطانى الله هذا لمزية لى على الملائكة".
وكثير من الحكايات عن إبليس فى الإسلام مردها إلى ابن عباس، الذى قال "إن الجن لما أفسدوا فى الأرض، وسفكوا الدماء، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فقتلوهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور"، وقال أيضا: "كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل، وكان من سكان الأرض، ومن أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وكان من حى يقال لهم الجن"، بينما روى ابن أبى حاتم، عن سعيد بن جبير، أن إبليس «كان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة"، وكل ذلك أكده ابن جريج نقلا عن ابن عباس «كان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض»، ومما قاله ابن عباس أيضا أن "الشيطان كان يسوس ما بين السماء والأرض".
بينما ذهب الحسن البصرى برأى مخالف لابن عباس: "لم يكن من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل البشر"، وقال آخرون: "كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء".
وفيما يتعلق بإيمان إبليس وكفره يذهب البعض إلى أنه كافر يقول الله عز وجل "إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"، لكن هل معنى ذلك أنه أنكر وجود الله أم أنه كفر بأوامر الله عز وجل وتكبر عليها، فهو عاصى.
لكن المتتبع للخطاب بعدما غضب الله عليه ظل إبليس مؤمنا بوحدانية الله وباليوم الآخر ومؤمنا بقدرة الله عليه وأنه هو من يحييه ويميته لذا طلب من الله الإنظار إلى يوم البعث وظل مؤمنا بالجنة والنار والثواب والعقاب، بل وحتى في قسمه أقسم بعزة الله.
وهناك أراء تذهب أبعد من ذلك وتنكر على إبليس إيمانه حتى بوجود الله انطلاقا من مفهوم الإيمان بأنه " فالقول بأن إبليس مؤمن بوجود الله تعالى باطل جملة (اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان و عمل بالجوارح).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة