صدرت رواية الوباء للكاتب السورى هانى الراهب فى عام 1988 وتعد واحدة من أفضل مائة رواية عربية صدرت فى القرن العشرين.
ومن أجواء الرواية:
كان شيخ السنديان فى السبعين من عمره. لم يبك. لم يتكلم وتركوه يمضى، فى اليوم التالى لليلة الدم نهض من نومه، صلى عند السنديانة العتيقة شاهد الفجر والشروق، شرب من ماء النبع، وعندما اجتمع حوله فلاحوه، كان جالساً تحت السنديانة، أخبرهم أنه يريد أن يتزوج، وفى ذلك المساء تزوج فتاة فى السابعة عشرة، وبعد تسعة أشهر ولدت زوجته ابناً، وبعد ستة عشر عاماً تزوج الابن للمرة الأولى، وبعد أربعين عاماً قتل الابن عشرة رجال أشداء من آل المعتز".
يطرح هانى الراهب أسئلة مهمة وكثيرة لم يجد لها جواباً فى الواقع الحياتى عن الديمقراطية والحرية، وموقع المثقف فى المجتمع المدنى ودوره فى عالم تنقرض فيه الثقافة ويقتل الوعى النقدى، تبدأ الحكاية هناك فى الشير فى تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال،، تنتهى آجال، وتولد أجيال، وما بين الولادة والموت فسحة الحياة التى تتلون بألوان يضفيها عليها المناخ والمسرح والآفاق.
ولد هانى الراهب فى اللاذقية عام 1939، درس الأدب الإنجليزى فى الجامعة الأميركية فى بيروت ونال شهادة الدكتوراه من بريطانيا وكان عنوان رسالته (الشخصية الصهيونية فى الأدب الغربى)، درّس لسنوات طويلة فى جامعة دمشق، ثم سافر الراهب إلى اليمن والكويت، عاد إلى دمشق وتوفى فيها إثر مرض عضال أصابه عام 2000).
كتب هانى الراهب الرواية والقصة والنقد الأدبي، له ثمانى روايات وثلاث مجموعات قصصية ، صدر آخرها بعيد رحيله وعدد من الكتب المترجمة، نال فى العام 1961 جائزة مجلة الآداب اللبنانية وفى عام 1981 نال جائزة اتحاد الكتاب العرب عن روايته "الوباء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة