بين الحين والآخر، تمر ذكرى حادث إرهابى شهدته مصر، أو شخصية تم تصفيتها جسديا على أيدى عناصر الإخوان، ليبقى التساؤل، هل الإخوان تلجأ إلى العنف فقط وقت الأزمات، أم أن العنف هو منهج الجماعة وأسلوبها موجود بأديباتها.
في السطور التالية، قيادات سابقة بالتنظيم كشفت الوجه الأسود لجماعة الإخوان، مؤكدين أن العنف من أدبيات منهج الجماعة، ليس هذا فحسب بل رصدوا حجم الجرائم التي ارتكبتها الجماعة في حق الوطن، مشيرين إلى أنه من الخطأ الكبير أن نتعامل مع الإخوان على أساس أنها جماعة دعوية.
شرح إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان، حقيقة تنظيم الإخوان، وما هي الأساليب التى تأسس عليها التنظيم، بالإضافة لتفاصيل نشأة التنظيم، قائلا :""تصحيح زاوية الرؤية لأدراك حقيقة تنظيم الاجرام الاخواني الذي تأسس على يد شخص والده غير مصري يدعى حسن احمد عبدالرحمن الساعاتي (1906) وتم استدعائه إلى محافظة الإسماعيلية سنة 1921 وعمره خمسة عشر عاما وظل مختفيا بجوار معسكرات الاحتلال الانجليزي ثم ظهر فجأة سنة 1928 واعلن تأسيس ما يسمى بجماعة الاخوان على شكل تنظيم سري قائم على اربعة اجنحة وخمسة اركان".
وأوضح "ربيع" أن الأجنحة التي يقوم عليها التنظيم، قائلا :"اما الاجنحة فهي الجناح الدعوي لاستقطاب وتجنيد المستهدفين من خلال الدين، والجناح الاقتصادي لتلقي التمويل وإعادة استثمار أموال التنظيم وتلقى هذا الجناح اول مبلغ (500) خمسمائة جنيه مصري وذلك سنة 1930 من القائم بإدارة هيئة قناة السويس ، والجناح الإعلامي للترويج الشائعات ونشر الأكاذيب عن الدولة المصرية والقائمين على ادارتها ومؤسساتها، وأخيرا الجناح المسلح ليقوم بتصفية من يكون وجوده تهديدا أو تعطيلا لمشروع ومهمة التنظيم والتي هي تجهيز المنطقة لإعادة رسم خريطة سياسية جديدة وفق إرادة الدول الاستعمارية الانجلوامريكية التي هي من اسست ومولت تنظيم الاجرام الاخواني للقيام بهذه المهمة".
وأشار "ربيع" إلى أن اركان الديانة التنظيمية الاخوانية هي الاستباحة ممثلة في "الدم والمال والعرض والمقدسات والمحرمات، أما الركن الثاني هو الاستغلال ممثلا في الدين والدماء، أما الركن الثالث الانتهازية والركن الرابع الكذب وتزوير الحقائق ونشر الشائعات، وأخيرا ركن الخداع، ممثلا في خدع الناس بالدين".
وأضاف :"هذه هي اركان الديانة التنظيمية الاخوانية التي هي الأساس لكل تصرفات التنظيم الذي ظل يستخدم التقية السياسية والدينية طوال (90) عاما وينبثق من كل ركن ما يخدم عليه من عقائد وقناعات وأفكار وهذه الاركان مقدسة لدى التنظيم أكثر من قداسة القرآن عند المسلمين".
وأشار إلى أن الخطأ الكبير في التعامل مع تنظيم الإخوان هو النظر إليهم باعتبارهم جماعة دينية، وهذا الخطأ في التعامل مع تنظيم الإخوان باعتباره جماعة دينية يجعلنا ننظر في الاتجاه الخطأ ونسير في الطريق الخطأ ونبني التصورات الخطأ في كل اتجاه نذهب إليه.
وتابع :"الدين بالنسبة لتنظيم الاخوان شعار، وستار، وسلطة معنوية، ومدخل نفسي وشعوري إلى الجماهير، فقد أمم تنظيم الاخوان الدين الاسلامي وصادرة وجعله محور مركزي يملك هو وحده كتنظيم سلطة التحكم في زاوية ميله واستقامته، حسب المرحلة والمصلحة ونصبوا انفسهم متحدثين بأسم "فاطر" الكون، ومسير حركته؟ وما على غيرهم إلا الدوران حول نفس المحور، الذي يتحكم فيه التنظيم".
وعن الأهداف الاستراتيجية لتنظيم الإخوان، قال "ربيع":"لدى الإخوان واجب ومقدس وهدف استراتيجي أعظم، هو تحقيق الخلافة الإمبراطورية الإخوانية واستاذية العالم، ولكي يتم تحقيق الهدف الأعظم يجب وفق عقدتهم التنظيمية القيام بالمباح والمحرم لإقامة ذلك الواجب "لانه مالا يتم الواجب الا به فهو واجب" ولإقامة هذا الواجب وتحقيق ذاك الهدف لا بد من المرور بمسارين هما "مسار التهيئة" ( من خلال الجناح الدعوي والجناح الاعلامي ) و"مسار السيطرة" (من خلال الجناح الاقتصادي والجناح العسكري )".
وعن فكرة العنف داخل التنظيم، أكد "ربيع" أن تنظيم الإخوان قائم على الإرهاب والتطرف والعنف، قائلا :"اما عن الارهاب والقتل واستباحة الدماء فتاريخ التنظيم منذ بداياته فظاهره للعيان ومحفورة على جدران التاريخ الاسود لتنظيم الاجرام الاخواني حيث قام الجناح المسلح للتنظيم باغتيال القاضي احمد الخازندار واغتيال رئيس وزراء مصر في الأربعينيات من القرن الماضي محمود فهمي النقراشي واغتيال احمد ماهر ".
وتابع :"ولم يقتصر استباحة القتل والدم على تلك الفترة بل استمر ولكن من خلال تمويل ودعم تنظيمات موازية" مضيفا :"هذا المسلك الارهابي ليس وفق ظرف استثنائي أو ضغط أمني ولكن ينطلق من عقيدة معمقة ونصوص مقدسة كتبها مؤسس التنظيم ومرشده الأول في رسائله لأعضاء التنظيم وخاصة رسالة التعاليم الذي كتبها في ثلاثينيات القرن الماضي".
وتابع :"جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013 التي نزعت ماسك التقية عن الوجه الإرهابي لتنظيم الإجرام الإخواني واعلن التنظيم دون مواربة أن الشعب المصري بكل فئاته ومؤسسات الدولة هم الهدف لقذائف القتل والتدمير الاجرامي الاخواني واعلان لواء حسم ولواء الثورة المنتمين لتنظيم الاجرام الاخواني عن ذلك فعلا وقولا".
طارق البشبيشى القيادى السابق، أكد أن العنف مترسخ فى أدبيات التنظيم، مضيفًا: "تمثل جماعة الإخوان العباءة الكبرى التى خرجت من تحتها كل جماعات العنف والإرهاب خلال ما يقترب من الـ100 عام الفائتة، وقد تنوعت هذه التنظيمات الإرهابية سواء كانت داخل الجماعة نفسها أو من خارجها ولكنها اعتمدت على أدبيات الجماعة التى تدعو للتكفير والإرهاب".
وأضاف: "منذ اللحظات الأولى لنشأة الجماعة فقد أسس حسن البنا التنظيم الخاص وهو عبارة عن مليشيات مسلحة لإرهاب خصوم الجماعة واغتيالهم كما حدث واغتال ا القضى احمد الخازندار والنقراشى باشا رئيس وزراء مصر فى اربعينيات القرن الماضى وحكمدار العاصمة الضابط احمد عمار داخل حرم جامعة القاهرة وحرقوا القاهرة فى يناير من عام 1952... هذه الأحداث الإرهابية قام بها التنظيم الخاص من داخل الجماعة ومن رحم هذا التنظيم كون شكرى مصطفى جماعة التكفير والهجرة التى قتلت وزير الأوقاف فى السبعينات من القرن الماضى الشيخ الذهبى ومثلوا بجثته وشكرى مصطفى كان من ضمن الشباب الذين تم القبض عليهم ضمن التنظيم السرى الذى، أسسه سيد قطب فى عام 1965 أى كان إخوانيا".
وتابع: "أيضا بعد 30 يونيو 2013 كونت الجماعة مليشيات مسلحة مثل (لواء الثورة) و(حسم) وحرقوا الكنائس واقسام الشرطة ومديريات الامن ومحولات الكهرباء واغتالوا النائب العام الشهيد هشام بركات وهو صائما، وتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى الذى قتل جنودنا فى سيناء فى رمضان وأثناء تناوله طعام الإفطار والدليل على تحالفهم مع الإخوان هو استغلال الجماعة لهذه الحادثة".
وشدد على أن كل جماعات الإرهاب والعنف تعتمد على أفكار الإخوان وأديباتهم وخاصة رسالة التعليم لحسن البنا وكتب سيد قطب مثل كتاب ظلال القرآن وكتاب معالم فى الطريق الذى يكفر فيها المجتمع ويتهمه بالجاهلية ويوجب قتاله وتخريبه، فهذه ادبيات الجماعة التى يعتنقها كل التكفيريين فى العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة