ـ آباء عاجزون وأمهات لم يغادرن الطفولة..وأسر تعيش بمنازل لاترى الشمس عائمة فوق برك مياه
ـ الطفلة رهف: نفسى أشترى حلق وصندل وجاكت ألبسه فى الشتاء
ـ مسؤول القوى الفلسطينية المشتركة بمخيم عين الحلوة: 80ألف لاجئ يعيشون على كيلو مترين مربع.. اشتباكات وتبادل للرصاص بين حين وآخر
ـ وساطة سويسرية للبحث عن المجرمين المطلوبين وتسليمهم لأجهزة الأمن
ـ لاجئ بـ"عين الحلوة": نعيش وسط أكوام القمامة و"بنتى مرضت بسببها".. والسورية عامرة الأحمد: الأمراض كثيرة والدواء قليل والشتاء عذاب تحت المطر
"عين الحلوة" المخيم الأكبر خارج فلسطين ويمثل عاصمة الشتات الفلسطينى أنشئ عام 1949 ، يقطنه حوالى 80ألف لاجئ على مساحة لاتتعدى 2 كيلومترمربع، وفق ما أوضح العقيد عبدالهادى الأسدى مسئول القوى الفلسطينية المشتركة بالمخيم.
والمعروف عن هذا المخيم أنه الأخطر بين المخيمات جميعا، وحول هذا أوضح الأسدى أن هناك تنسيقا مستمرا مع المخابرات اللبنانية لتسليم المطلوبين بداخل المخيم، وعددهم 300شخص، البعض منهم على ذمة قضايا إرهاب أو التخطيط لحوادث تفجيرات، وهناك وساطة سويسرية من إحدى المؤسسات بالتعاون مع عدد من المحامين اللبنانيين للبحث عن المطلوبين وتسليمهم لأجهزة الأمن وقد سلمنا قائمة ببعض الأسماء.
عبدالهادى الاسدى
وأضاف، "هؤلاء غالبيتهم من النسيج الفلسطينى، ونحن لا نبحث عن المطلوبين حتى لا نهدد سلامة ساكنى المخيم ونزعزع الأمن خاصة إذا كانوا متوارين عن الأنظار ولا يقومون بأى تهديد للسلم فنحن لا نبادر بعمليات تحمل مجازفة بأرواح السكان".
مساكن لا ترى الشمس
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أمين سر اللجان الشعبية فى"عين الحلوة"، مهمتنا الإشراف على الخدمات والبنى التحتية، والتعامل مع الشكاوى، مؤكدا أن الأنروا لا تقدم المساعدات اللازمة للاجئين فلا يوجد بالمخيم 4عيادات ولا توجد مستشفيات ونعتمد على مستشفى واحد خارج المخيم، إضافة للعجز الكبير فى الكوادر الطبية ولا يوجد إخصائيون، وبالنسبة للأدوية فالأنروا تغطى40%من تكلفة بعض الأدوية، بينما أدوية الأمراض المستعصية غير متوفرة رغم أن بعضها منتشر مثل الربو وسرطان الرئة.
وبالنسبة للمساعدات المادية فتُقدم فقط للفئة الأشد فقرا وعددهم لا يتجاوز13%من إجمالى عدد اللاجئين، وتصل البطالة بالمخيم أكثر من70% خاصة بعد إلزام اللاجئ برخصة العمل، وفى ظل الأزمة الاقتصادية فكثير من الفلسطينيين تم تسريحهم من أعمالهم، وبالنسبة للتعليم هناك اكتظاظ بالفصول فتبلغ أعداد الطلاب 50 إلى 60طالبا فى الفصل الواحد فلدينا8مدارس يستفاد منها 5600طالب بالمخيم، والآن يواجه المخيم تحدى توفير الأجهزة اللازمة لتلبية احتياجات التعلم عن بعد.
الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح
وهناك كثير من الأسر لا تكمل تعليم أبنائهم ليساعدوهم بالمعيشة والعمل .
وأضاف أن لجنة الحوار اللبنانى الفلسطينى منشأة منذ5سنوات تقريبا لمحاولة منح تسهيلات للفلسطينيين لكنها حتى الآن لم تحرز نجاحا.
وأكد عبدالناصر السعدى مدير خدمات مخيم عين الحلوة، أن هناك عدة مشكلات بالمخيم من بينها أن هناك مناطق خارج تغطية خدمات الانروا لأنهم خارج المساحة المحددة للمخيم من قبل الدولة ، و يعيش بها حوالى 40ألف لاجئ ويفترض أن تحصل على تلك الخدمات من البلديات المحلية، وهى لا تقوم بعملها وبالتالى يعيشون بتلك المناطق محرمون من الخدمات الاساسية مثل و ترميم المنازل وبعض الخدمات التعليمية والصحية وخدمات الصحة البيئية وجمع النفايات والتى تؤدى لانتشار الحشرات وبالتالى الأمراض.
وفصل الشتاء يفرض علينا واقعا مؤسفا فهناك بيوت فى حاجة عاجلة لإعادة الترميم ومشكلة فى التدفئة، ولدينا مشكلة فى الصرف الصحى وغرق المخيم بمياه الفيضانات سنويا ولدينا برنامج لتنفيذ شبكة منصلة لتصريف مياه الأمطار، ولدينا أيضا مشكلة بمياه الشرب فى الصيف فالمخيم يعتمد على 8آبار وساعات تقنين الدولة عالية فى الصيف.
مآسى الأطفال بالمخيم
وجدناه يلهو فى أحد أزقة مخيم عين الحلوة ، إنه على درويش(7سنوات)، يقول لنا :" لم أذهب للمدرسة ولكن كنت أتمنى أكبر وأكون دكتور، وبحلم كمان أشترى قواعى(ملابس) ولعبة مثل سبيدرمان، ونفسى أكل شيكولاتة. أما زياد يوسف، فى الصف11، فحلمه أن يصبح مهندس، أما أكثر ما يتعبه فى المخيم ، يقول "انقطاع الكهرباء ومفيش مكان نلعب فيه، بلعب فى الحارة اللى ورانا".
من داخل مخيم عين الحلوة
رهف حسنين 8سنوات، لخصت أمنياتها:"نفسى أشترى حلق وصندل وجاكت ألبسه فى الشتاء عشان بكون بردانه ، ونفسى أكل لحمة لكن أمى ما بتعملى إياها، ولما بقول لأمى أنى بردانه بتعملى شئ لأكله وأدفأ".
وتضيف رهف،"خبرت أمى أنى نفسى أروح على المدرسة لأطلع دكتورة ، لكن ما بروح "
مع الطفلة رهف
الحجة سميرة ، خلقت بمنطقة النبطية ولما ضرب الطيران الإسرائيلى جينا للمخيم ولى أكثر من30سنة ، مريضة بالربو وفيه كتير معهم نفس المرض لأن ما فيه هوا نضيف ببيوتنا ولا شمس، ولكن أنا ربيت ولادى ولدين وبنت وحدى لأن زوجى متوفى لكن، اشتغلت بالمنازل وجمع القمامة حتى أربى عيالى، ما كفوا تعليمهم وزوجتهم ، لو بطلت يوم شغل مش هلاقى أكل، وأكتر شئ صعب أن مفيش علاج للمرض وأدويتى مانها متوفرة عند الأنروا مافيه إلا أقراص باندول، كمان فحص الدكتور ب50ألف ليرة ..بقول "يارب فرج كربنا".
من أمام إحدى عيادات الانروا بداخل مخيم عين الحلوة
منازل فوق برك مياه
أسفل سقف يكسو جزءا منه أغطيه قديمة ممزقة بينما الآخر فى العراء، بجواره سرير حديدى متهالك من الصدأ يعوم فوق ما يشبه بركة مياه الصرف، يجلس سامى هويدى بداخل منزله، يتحدث قائلا:"أعمل بلاط ، وجيت هنا من 1985 ولدى4 أبناء، تتضاعف معانتا فى الشتاء فالبيت بيتملئ ميه من الأمطار ونقوم بنزحها، حالات اتدهورت أكثر مع هبوط الليرة اللبنانية.
مع الحاجة سميرة
وأضاف، بتجينا مساهمات غير منتظمة من الأنروا ولا تغطى احتياجاتنا.
أحد اللاجئين فى مخيم عين الحلوة
أحد قاطنى مخيم عين الحلوة
أطفال مخيم عين الحلوة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة