قالت الدكتورة نجوى عانوس، أستاذة علوم المسرح، خلال مداخلتها بالمحور الفكرى (150 سنة مسرح) بالمهرجان القومى للمسرح، والذى يديره الناقد جرجس شكرى: "لن ندرس التراث جيدا، يعقوب صنوع وضع نظريته وأسس من خلال مسرحية لعبتى التياترية والحواريات، وكان يعقوب صنوع يقوم بإخراجها على المجلة، والمسرح الشعبى لدى يعقوب صنوع كان يجب أن يعبر عن الواقع الحى، فلا ينفصل الجمهور عن هذا الواقع بل يشارك فى الإبداع، واستلهام صور من التراث الشعبى، واستلهام التراث الفرعونى، والشخصيات النمطية فقد جعل يعقوب صنوع شيخ الحارة هو رمز ومصطلح ثابت عن الخديوى إسماعيل".
وأضافت نجوى عانوس: "يعقوب صنوع كتب معظم أعماله خلال فترة السيطرة العثمانية وفترة الاحتلال الإنجليزى وكان هدفه مهاجمة الأتراك والإنجليز والانضمام للشعب والتخلص منهما، وهذه القضية بالتأكيد تمس الواقع والمتلقى، كما استلهم صوره من التراث الشعبى، واعتمد على المسخ حيث قام بوضع رأس الخديو على جسم تعلب فى إحدى الصور، وأخرى جعله قرد، وأخرى جعل الجسد كطاوس والرأس رأس شريف، وأطلق عليه اسم داندى، وقد استمد شخصياته فى بعض الحواريات بصفة خاصة العجوز الشمطاء وهى إشارة للملكة فيكتوريا، وجعلها لا تمسك العصا السحرى بينما تمسك سهما للقتل".
المهرجان القومى للمسرح
وتابعت نجوى عانوس: "وفى حوارية ياحسرتى عليكى يامصر، مثل مصر وكأنها بقرة أستنفذ لبنها وكادت العجوز الشمطاء أن تذبحها وقام أبو الغلب بالصراخ مستنجدا بالدول التى وعدت بالتدخل ولكن بلا إجابة، فأمسك أبو الغلب يد العجوز ونام على البقرة، كل هذا تصور المسرح الشعبى لدى يعقوب صنوع ووضع نظريته، والتمصير لدى يعقوب صنوع رأى أنه من الممكن أن نستفيد من الغرب، وذلك عن طريق التمصير فاستعان بمسرحية مريض الوهم وكتب مسرحية بعنوان (العليل)، وكان العليل مصاب بغمة بسبب وفاة أخيه، وكان شفاؤه عندما ضحك وكانت رسالته أن الضحكة هى شفاء للمصرى وحتى لوكانت ضحكة مرة أو حزينة ، فالضحك فلسفة المصرى".
المهرجان القومى للمسرح
وقالت الدكتورة نجوي عانوس: "المسرح المصري والشعبي قديم جدا لكننا لم ندرس التراث جيدا لأن يعقوب صنوع كتب وأخرج عروضا مسرحية منذ عام 1870 إلي عام 1911، ولكن ما توصلنا إليه فقط 32 مسرحية، وقدم اللعبات التياترية أقرب إلى الاسكتشات وقد استفاد صنوع ونهل من كل ما كان موجود من تراث شعبي فاستلهم الزار واستلهم خيال الظل واستلهم التراث الفرعوني، ونهل من الصور الموجودة علي النقوش الفرعونية ، واستخدم مصطلحات كاسقاط وسخرية من الحكام".
وأضافت: "قدم يعقوب صنوع أعماله جميعها للتعبير عن الواقع وهاجم الأتراك والإنجليز، واستلهم صورا كثيرة من التراث الشعبي لينتقد الأوضاع واستخدم المسخ كما هي في قصص ألف ليلة وليلة، واستخدم حوارية أخرى ينتقد فيها الحاكم أيضا ويلقبه بألقاب عديدة كالطاووس أو الثعلب، كما سخر من الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا ووصفها بالعجوز الشمطاء ورسمه في صورة".
واستعرضت الدكتورة نجوى عانوس الكثير من الصور التي تؤكد أن يعقوب صنوع كان يستخدم الكثير من الصور التمثيلية ويكتب تعلقاته عليها وينتقد فيها كل ما يراه غير صحيح في المجتمع المصري آنذاك ، وكل كتاب المسرح استفادوا من اعمال يعقوب صنوع ومنهم علي الكسار ومن جاءوا بعده ولذلك فهو من الرواد في المسرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة