قصة نجاح جديدة ومبهجة سطرتها إحدى السيدات التى قدمت مثالاً فى قوة المرأة المصرية وقامت على تربية 6 أبناء وزوجاتهم والذين أنجبوا لها 16 حفيدا ولا تزال تقوم بتربية ودعم الجميع بكل محبة وسعادة عبر بيع "الخبز الشمسى" يومياً، وبطلة قصتنا الجديدة هى سيدة أقصرية ضربت مثالاً للجميع فى القوة والصمود والحب بعد وفاة زوجها لتستكمل مسيرة تربية أبنائها والإنفاق عليهم حتى يصلوا لبر الآمان وتجهيزهم للزواج، وهى الحاجة "أم حسن" أشهر سيدة تبيع الخبز الشمسى الصعيدى للجمهور والمحلات فى منطقة شرق السكة الحديد بمحافظة الأقصر.
"الحاج حسانى توفى وسابنى عمري 41 سنة ومعايا 6 أطفال منهم 5 أولاد وبنت، فقررت أعتمد على نفسى ودراعى وأربى عيالى على قد ما يقدرنى ربنا، وأبتديت بيع العيش البلدى اللى بعمله كل يوم لعيالي وأزود منه وأعمل مأكولات شعبية فى المنطقة للجيران والأطفال عشان أقدر أصرف علي عيالى فى المدارس".. بتلك الكلمات بدأت الحاجة نفيسة أحمد حامد والشهيرة بـ"أم حسن" التى وصلت لـ70 سنة من عمرها ولا تزال تقدم أروع الأمثلة فى قوة المرأة المصرية، فهى الأم التى قررت تربية أبنائها الستة بعد وفاة زوجها وهى فى عز شبابها حتى جهزتهم جميعاً وزوجتهم وأنجبوا لها 16 حفيدا تستمتع معهم يومياً خلال تجهيز الخبز وبيعه حتى الآن.
في البداية تقول الحاج أم حسن فى لقاء لـ"اليوم السابع": "كل أولادى كانوا فى المدارس لما زوجى توفى ومكنتش عارفة أعمل أيه، وابتديت ازود كميات العيش اللى بخبزه كل يوم وابيع جزء منه للجيران وأهالى المنطقة، وبعدها قررت عمل تروسيكل وباترينة عرض لبيع سندويتشات شعبى "كبده ومخ وطحال وحلويات" وكنت بشتريها من المدبح كل يوم الفجر، وكنت أعمل وأبيع طوال الأسبوع ما عدا الجمعة راحة للأطفال، وفى الساعة 3 صباحاً كنت أعجن العيش لخبزه وفى الثامنة صباحاً يخرج العيش ليبيعه ابنى الأكبر حسن فى ترابيزة صغيرة على ناصية شارع فاطمة الزهراء بمنطقة شرق السكة، وكنت أجهز أولادى فى تلك الفترة للمدارس والتعليم، وفى الـ9 صباحاً كنت أخرج بالتروسيكل والباترينة عليه لبيع سندوتشات للأهالى والجيران وغيرهم، وفى المساء كنت أتابع مع مدرسى أولادى الـ6 ومستواهم وكنت بساعدهم بدورس فى المواد اللى مستواهم ضعيف فيها، ده حقهم عليا وربنا كان بيقدرنى ويرزقنى برزقهم ويادوب بقرا وبكتب خفيف ومكملتش تعليمى فى صغرى".
وتضيف الحاجة أم حسن قائلةً: "بشكر ربنا أنه قدرنى على تربية عيالى والحمد لله جوزتهم كلهم وجوزت بنتى ولسه بكمل معاهم وعيالهم لحد دلوقتى، وطول عمرى ما أخدتش حاجة من حد وعلمتهم وجوزتهم كلهم من تعبى وعرقى، والجيران تشهد عليا مفيش حد ساعدنى فى حياتى وربنا قوانى وقدرنى ومكملة معاهم ومع عيالهم أحفادى دلوقتى وكل يوم بخبز وبيساعدونى نبيع للناس والجيران عشان نكسب رزقنا بالحلال، ، ونفسى وحلم حياتى اللى عملته مع عيالى ده يبقي حكاية حلوة لعيالي وأحفادى".
وعن ابنها الأكبر حسن حسانى، تقول الحاجة أم حسن، إنه يقوم فجر كل يوم ويضع "ترابيزة" أول الشارع لكسب رزقه عليها ويبيع الخبز الشمسى الذي تقوم هى بتجهيزه يومياً، وأهل الخير دعموه وقدموا له "ماكينة آلية" لشحن الهواتف المحمولة لكسب رزقه لتوفير قوت أولاده يومياً، مضيفة: "أولادى كلهم أرزقية على باب الله وكلهم متجوزين وعندهم عيال، محدش فيهم عنده وظيفة وأنا بساعدهم وهفضل أساعدهم لآخر يوم فى عمرى عشان هما أغلى حاجه عندى ولازم أكمل طريقى فى تربية 16 من أحفادى مع أولادى، وكل حلمى ربنا يوقف لينا ولاد الحلال اللى يساعدونا ويساعدوا أولادى وأحفادى فى حياتهم اللى جايه".
وتضيف أم حسن الأم الأقصرية: "ربنا كبير وكريم ومش بينسي حد وأنا ببيع كل حاجة بإيدى من عيش وفطير مشلتت ورقاق وسندوتشات وسنى وصل 70 سنة، وحلمى أروح حج أو لا، وواثقة أن ربنا هيكرمنى باللى نفسي فيه ويعوضنى خير".
وتقول ابنة أم حسن الوحيدة، إن والدتها كأي سيدة صعيدية تعبت فى شبابها عقب وفاة والدها، وهى وأخوتها كانوا أطفال وأكبرهم شقيقها حسن، وأنها قررت الكفاح فى عز شبابها بقوة المرأة الصعيدية بعد وفاة زوجها فى سن صغيرة ولم تدر ماذا تفعل في حياتها، وبعد وفاة زوجها حضر أشقاؤه وأسرتها وطلبوا تربية أطفاله فى منازلهم، ولكنها رفضت ومنعت أي مساعدة من أي شخص وقررت تربية أبنائها بنفسها وكرست حياتها لهم فقط، وفى البداية كانت الظروف والحال ضيق، فقررت خبز العيش وبيعه يومياً للجمهور وجمعت قرشين وجهزت تروسيكل وباترينة لبيع المأكولات الشعبية أمام المدارس، وكان أشقاؤها الكبار الأولاد يساعدونها فى العجين يومياً والتجهيز للأكل فى الفرن القديمة البلدى، وبعد فترة وفر لها أهل الخير فرن جاهزة للخبز داخلها لتوفير المتاعب عليها، مؤكدةً أن والدتها جهزت كافة أبناؤها وزوجتهم جميعاً من هذا العمل اليومى الشاق على سيدة ولكنها كانت بطلة فى عيونهم، وأكملت تعليمهم وحاولت توصيلهم لشهادات ثانوية عامة وكليات لكنها كانت تحتاج لمصاريف أكثر وجميعهم حصلوا على الدبلومات الفنية المختلفة.
وأضافت أن الجميع يتجمعون يومياً حول والدتها خلال الخبيز وتجهيز الخبز البلدى للجمهور وبيعه، ويتجمعون حولها وقت الغداء والعشاء يومياً فى سعادة كبيرة فهم يعشقونها جميعاً ويحلمون أن يتم تكريمها مثل باقى الأمهات المثاليات فى مصر، فهى قامت بتربية أبنائها الأكبر حسن لديه 5 أولاد ومصطفى لديه 3 أولاد وبنت ومحمود لديه ولدين وأحمد لديه ولد وهى أنجبت 3 بنات وولد، وجميعهم يساعدون "الجدة" ويحبون اللمة حولها.
ويقول أحمد حسانى مرسى مدنى، نجل الحاجة أم حسن، لـ"اليوم السابع": (الحاجة أم حسن هى اللى ربتنا وتعبت وشقيت علينا بعد وفاة المرحوم والدى، وإحنا 5 أخوات، وكل اللى بنحلم بيه أنها تتكرم فى عيد الأم اللى جاى وتنال حقها فى التكريم لأنها بطلة صعيدية وتستحق التكريم ده).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة