قصة كفاح لها طعم مختلف البطل فيها شاب من أبناء محافظة الشرقية، تخلى عن طموحه الرياضى بعد أن سطر بدايات مذهلة فى طريق المجد والوصول إلى القمة فى لعبة الهوكى، وقرر العودة من الخارج للعمل فى ورشة لحام كاوتش بعد وفاة أبيه ليتكفل برعاية وتعليم أشقائه.
"فتحت عنيا فى الحياة وجدت نفسى فى ورشة لحام كاوتش يمتلكها أبى بالقرب من موقف المنصورة فورثت ممارسةالمهنة.. كلمات قالها "محمد مصطفى جمعة" الذى سرد قصته لـ"اليوم السابع" قائلا: منذ الطفولة اصطحبنى والدى معه للعمل فى ورشته للحام الكاوتش لكونى الابن الأكبر، وذات مرة طلب منه أحد الزبائن إلحاقى بنادى الشرقية للتدريب على لعبة الهوكى، وبالفعل التحقت بنادى الشرقية الرياضى فى عمر 11 سنة، ومن هنا بدأت أطمح فى اللعب فى الفريق الأول للنادى، خاصة أن هوكى الشرقية له سمعة عالمية، ومرت الأيام ولعبت فى الفريق الأول فى النادى من عمر 15 سنة، وعندما كنت فى الفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية جامعة الزقازيق، منحنى القدر فرصة للاحتراف من خلال المدير الفنى لجنوب أفريقيا، مع منتخب جنوب أفريقيا وكان عمرى 19 سنة، كنت وقتها أصغر لاعب مصرى محترف، وكنت أقوم بتدريب الأشبال فى جنوب أفريقيا إلى جانب اللعب مع المنتخب، وبعد أشهر رجعت إلى مصر، لإكمال دراستى الجامعية، وحصلت على بكالوريوس تربية رياضية جامعة الزقازيق عام 2009.
وتابع : شاركت فى العديد من البطولات بالجمهورية، وكنت أحصل على هداف البطولة، وبعد نهاية دراستى تمكنت من الحصول على عقد عمل بإحدى الشركات بدولة الإمارات واصطحبت معى أدوات الهوكى، لكون لعبة الهوكى غير مجزية ماديا، وإلى جانب العمل ذات مرة شاهدت مجموعة شباب يلعبون الهوكى، بدأت ألعب معهم، وذات مرة شاهدنى مدرب الهوكى لدولة عمان، وساعدنى فى الاحتراف بدولة عمان واللعب فى المنتخب، وبعدها عرض علىّ اللعب فى المنتخب الوطنى الإماراتى، وكنت دائما أحصل على هداف الفريق، وحققت نجاحا كبيرا معهم إلى أن توفى أبى عام 2015، تاركا لى 3 أشقاء لم يتزوج منهم سوى بنت واحدة.
تخلى الشاب ابن الثالثة والثلاثين من العمر عن طموحه الرياضى والعمل بالخارج بدولة الإمارات، وقرر العودة إلى مصر بعد وفاة والده منذ 5 سنوات، قائلا: والدى تحمل عناء فى بناء ورشته حيث بدأ حياته عامل باليومية إلى أن أكرمه الله بتكوين ورشة لحام كاوتش لها اسم وسمعة طيبة بموقف المنصورة بمدينة الزقازيق، فكان لابد أن أحافظ على اسم والدى الذى كافح من أجله، وقام شقيقى الأصغر "أحمد" بوضع يده معى وعملنا سويا فى الورشة، والحمد لله أنهى شقيقى دراسته الجامعية وتزوج، وتخرجت شقيقتى الصغرى هذا العام من كلية الصيدلة جامعة الزقازيق بتقدير ممتاز.
وعن عمله فى الورشة قال: يومى يبدأ من الساعة السابعة صباحا وينتهى فى العاشرة مساء، تعاملى قائم على الأمانة مع الزبائن، طموحى المستقبلى الحصول على توكيل كاوتش لإحدى الشركات، ومازال بداخلى حب لعب الهوكى التى عشقتها منذ نعومة أظافرى، لكن ما أحلم به حاليا توفير كافة الدعم المادى شقيقتى الصغرى فى حال رغبتها السفر للخارج لإكمال دراستها وتوفير تكاليف جهازها وهنا أشعر بأننى حققت أفضل نجاح فى حياتى سعادة وهناء أشقائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة