تناولت مقالات صحف الخليج اليوم الخميس، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن أعين العالم على تداعيات الانتخابات الرئاسية والكونجرس في الولايات المتحدة الشهر الماضي، لكن الانتخابات اللافتة للنظر في الأشهر الاثني عشر المقبلة لن ترسم السياسة والاقتصاد على المستوى الداخلي في البلدان التي تجري فيها فحسب، بل سوف تؤثر أيضًا على العلاقات الدولية في عشرينات القرن الحالي.
هدى الحسينى
هدى الحسينى: بايدن جاهز وأوروبا جاهدة لاتفاق جديد مع إيران
قالت الكاتبة فى مقالها بصحيفة الشرق الأوسط، ستة أشهر حاسمة ستقلب الموازين للاتفاقية النووية الجديدة؛ إذ بعد إعادة فرز الأصوات في عدة مواقع وأحكام قضائية لم تترك مجالاً للشك، وبعد تثبيت المجمع الانتخابي، ستستيقظ واشنطن بعد ليل العشرين من يناير على حقبة جديدة.
ويتضح من تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أثناء حملته الانتخابية، بل وأكثر من ذلك من المقابلات التي أجراها منذ انتخابه، أنه يخطط لإضفاء روح جديدة على البيت الأبيض. إن السياسة المتعلقة بوباء كورونا، والتغيير المناخي، والتجارة، والقضايا النووية وإيران كلها تتوقع تغييراً في ظل الإدارة الجديدة وربما من الأيام الأولى.
ورغم أن الكثير من الناس ينتظرون بفارغ الصبر الواقع الجديد في عهد الرئيس المنتخب بايدن فيما يتعلق بإيران، فإن الجداول الزمنية ضيقة للغاية. مع دخول الرئيس دونالد ترامب الشهر الأخير من ولايته كرئيس وبدأت الرمال في ساعته الرملية في النفاد، كما بدأت أيضاً الرمال في الساعة الرملية لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تنفد، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية هناك في يونيو 2021. روحاني لا يمكنه الترشح للمرة الثالثة، وخليفته لم يتحدد بعد، وإن كانت عين المرشد الأعلى علي خامنئي رصدت سعيد محمد قائد تكتل البناء "خاتم الأنبياء".
أندرو هاموند
أندرو هاموند: انتخابات حاسمة عالمياً عام 2021
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، لا تزال أعين معظم العالم على تداعيات الانتخابات الرئاسية والكونجرس في الولايات المتحدة الشهر الماضي، لكن الانتخابات اللافتة للنظر في الأشهر الاثني عشر المقبلة لن ترسم السياسة والاقتصاد على المستوى الداخلي في البلدان التي تجري فيها فحسب، بل سوف تؤثر أيضًا على العلاقات الدولية في عشرينات القرن الحالي.
في ألمانيا، الدولة الأوروبية الأكثر نفوذاً، ستنهي انتخابات سبتمبر، فترة حكم المستشارة أنجيلا ميركل التي استمرت 16 عاماً. ولن تتزعم ميركل مجدداً حزب يمين الوسط للاتحاد الديمقراطي المسيحي، بل سينتخب الحزب، الذي يحقق النجاح مع شريكه في الائتلاف، حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، زعيمًا جديدًا في يناير. والزعيم الجديد الذي يتم انتخابه هو من سيتولى منصب المستشار القادم.
وهناك ثلاثة مرشحين حتى الآن هم أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا، ومحامي الشركات فريدريش ميرز وخبير الشؤون الخارجية نوربرت روتجن. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت لأعضاء في الحزب إلى أن المرشح القوي هو رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس سودير، الذي أثار إعجاب الكثيرين باستجابته المتميزة لأزمة فيروس كورونا.
وبغض النظر عمن يحل محل ميركل، الشخصية المهيمنة في السياسة الأوروبية لأكثر من عقد ونصف، فإن المستشارة سوف تترك فراغاً سياسياً كبيراً يصعب ملؤه. فقد تعاملت بنجاح منقطع النظير مع أربعة رؤساء للولايات المتحدة هم جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب، وجو بايدن، وأربعة رؤساء فرنسيين هم جاك شيراك، ونيكولاس ساركوزي، وفرانسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، وخمسة رؤساء وزراء بريطانيين هم توني بلير، وجوردون براون، وديفيد كاميرون، وتيريزا ماي، وبوريس جونسون.
وفي اليابان يشكل الإرث السياسي للزعيم المخضرم، شينزو آبي، مفتاحاً للانتخابات العامة اليابانية العام المقبل. وقد استقال آبي في سبتمبر الماضي بعد أن أمضى أطول فترة في منصب رئيس الوزراء في تاريخ اليابان. وقد حصل خليفته، يوشيهيدي سوجا، على معدلات تصويت عالية قد تساعد في أن يحصل حزبه على مقاعد أكثر في الانتخابات الموعودة.
وتصاعدت وتيرة السباق في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في يونيو المقبل بعد أن أعلن وزير الدفاع السابق العميد حسين دهقان، عزمه على الترشح. ومع اقتراب الرئيس الحالي حسن روحاني من نهاية فترتي ولايته، يُعتقد أن دهقان، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ نوفمبر ، يحظى بدعم خامنئي والحرس الثوري والجماعات المحافظة الرئيسية الأخرى.
ولعل أبرز الأسباب التي ترجح فوز دهقان أن الرياح السياسية تبدو كأنها تهب لصالح المحافظين في إيران بعد أن اجتاحوا الانتخابات البرلمانية هذا العام بأغلبية كبيرة.
وهناك أيضًا انتخابات برلمانية مهمة في اسكتلندا في مايو قد تبشر باستفتاء ثان على الاستقلال خلال عقد من الزمان. وقد خسر الحزب الوطني الاسكتلندي الذي لا يؤيد الانفصال عن بريطانيا، الانتخابات السابقة التي جرت عام 2014 بفارق 10% من الأصوات، لكن شعبيته تحسنت كثيراً منذ ذلك الوقت. وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 50 في المائة من الناخبين يفضلون الاستقلال الآن. وقد يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أحد العوامل المحتملة لتغيير قواعد اللعبة، حيث صوت ضد بريكست 68 بالمائة من الناخبين الاسكتلنديين في عام 2016.
وتبقى عيون العالم على انتخابات ولاية جورجيا الأمريكية يوم 5 يناير حيث يسعى الديمقراطيون، الذين يمسكون بأغلبية مجلس النواب، للفوز في انتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ في جورجيا للسيطرة على المجلس أيضاً. ومن شأن ذلك أن يغير العامين الأولين من رئاسة بايدن، ما يجعل الموافقة على أجندته التشريعية المحلية أكثر احتمالاً.
وقد يكون من سوء حظ الرئيس الأمريكي المنتخب أن يفتقد خبرة ميركل الدولية العميقة، في حين أن انتهاء ولاية روحاني قد يؤدي إلى مشهد أكثر تعقيدًا بكثير لأي مبادرات أمريكية مع طهران.
عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد: 7 تحديات تواجه بايدن
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أصبح قاب قوسين أو أدنى من تولّي الإدارة الأمريكية لكي يحقق حلماً شخصياً حاول الوصول إليه من قبل؛ وكما هي العادة فإن تحقيق الأحلام يعادله دائماً جمع من التحديات التي لابد من مواجهتها.
الأول أن التنافس الانتخابي مع دونالد ترامب لن ينتهي، فما حصل عليه الرئيس المنتهية ولايته من عشرات الملايين من الأصوات تعدت 75 مليون صوت مثل قاعدة كبيرة الولاء والتعصّب، والاعتقاد أن الانتخابات الرئاسية جرى تزويرها لصالح رئيس لا يستحقها، ومعها تمثيل للحزب الجمهوري أفضل كثيراً، عما سبق في مجلس النواب، مع احتمالات كبيرة للفوز بمجلس الشيوخ. بشكل ما، فإن المعركة الانتخابية التي بدأت ربما في انتخابات 2016، واستمرت حتى انتخابات 2020 سوف تتواصل حتى تصل إلى انتخابات 2024.
وهذا فوراً يقودنا إلى التحدي الثاني وهو أن ما يجري في الانتخابات لا يعكس فقط تنافساً ما بين أشخاص أو أحزاب وإنما يعكس انقساماً عميقاً في الأمة الأمريكية، يعود بها كثيراً إلى الماضي البعيد عند ميلاد الجمهورية بالقبول بوجود العبودية، عبر الحرب الأهلية التي قامت بعتق العبيد، وحتى تصفية حسابات الستينيات من القرن الماضي مع إصدار قانون الحقوق المدنية؛ ثم بعد ذلك كله مد الزمن كله إلى المستقبل.
فالانقسام الأمريكي يدور حول الصورة التي يريدها الأمريكيون لأنفسهم في عالم اليوم، وهل هو في إطار "العولمة" أم "الدولة القومية"، وكلاهما في حالة تصادم يمثل تحدياً هائلاً لكل من يجلس في البيت الأبيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة