واقعة غربية شهدتها مدينة الزقازيق، بعد أن استيقظ الأهالى صباح اليوم الخميس، ولم يجدوا تمثال الحصان المصنع من الخردة الذى يزين مدخل المدينة.
وأوضح محمد محمود، رئيس حى أول الزقازيق، لـ"اليوم السابع"، أن التمثال لم يتعرض للسرقة كما يشاع بين الأهالى، وأن ما حدث أنه تلقى اتصالا فجرا من الشرطة بقيام شخص مجهول بتكسير الأقدام الأربعة للحصان باستخدام آلة حادة، فانتقلت على الفور لمكان الواقعة، ونقلت الحصان للحفاظ عليه باستخدام حفار إلى مخازن الحى.
وأضاف أن المهندسة لبنى عبد العزيز نائب المحافظ، تواصلت مع الفنان التشكيلى مصمم التمثال للإشراف مع لجنة فنية لإعادة ترميمه وعودته لمكانه فور الانتهاء من ذلك، لافتا إلى أن الأقدام الأربعة تأثرت بأعمال التكسير التى قام بها هذا الشخص وهى بحاجة لإعادة إصلاحها.
من جانبه، أمر الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، محمد محمود رئيس حي أول الزقازيق بنقل الحصان الحديدى الكائن بميدان نفق أبو الريش بمدينة الزقازيق إلى مقر الحملة الميكانيكية بحي أول، والبدء فوراً في أعمال إصلاحه من قبل مهندسين مختصين وإعادة تركيبه مرة أخري في الميدان، وذلك بعد أن تعرض لتلفيات ومحاولة سرقة من قبل الخارجين على القانون.
وكانت غرفة الأزمات والكوارث بالديوان العام، قد تلقت إخطارا من رئاسة حي أول الزقازيق تفيد بوجود الحصان الحديدي بميدان نفق أبو الريش ملقى على الأرض وبه تلفيات، ليوجه المحافظ رئيس حي أول بنقل الحصان لمقر الحملة الميكانيكية وإصلاحه.
وتنفيذا لتوجيهات المحافظ، أوضح رئيس حي أول الزقازيق، أنه تم رفع الحصان من الميدان ووضعه في الحملة الميكانيكية وتجميع الأجزاء المتساقطة منه والتواصل مع المهندسين المختصين للبدء فوراً في أعمال إصلاحه لإعادة تركيبه مرة أخري بالميدان.
تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عمرو عبد الرؤف مدير المباحث الجنائية، بقيام مجهول بالتعدى على تمثال الحصان مما أدى لسقوطه من على القاعدة الرخامية.
وعلى الفور قام الرائد أحمد عبد الغفار رئيس مباحث قسم أول الزقازيق، بعمل التحريات حول الواقعة، وتحديد المتهم والقبض عليه.
وأكد مصدر أمنى، أنه تبين أن المتهم يعانى من مرض نفسى ويخضع لجلسات علاجية بمستشفى للأمراض النفسية، وأنه أثناء سيره بسيارته ليلا، توقف ناحية النفق وقام بدفع التمثال عدة مرات حتى سقط وتحطمت أقدامة وقدرت التلفيات بمبلغ 15 جنيها، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيقات مع المتهم.
وبدوره، قال الفنان التشكيلي حسام حسين مصمم التمثال، لـ"اليوم السابع"، إنه علم من مواقع التواصل الاجتماعي، وباتصالات من المواطنين باختفاء التمثال وعلم بعد ذلك بتفاصيل الواقعة، وأنه لم يشاهد التمثال حتى اللحظة لتحديد التلفيات وحجمها وكيفية إصلاحها، إن كان سيعاد استبدال الأجزاء التالفة من عدمه، لافتا إلى أنه لم يتواصل أحد من مسئولين معه إلى الآن لمعاينة التمثال .
ويذكر أن تمثال الحصان المصنع من الخردة، هو قطعة فنية مهداه من الفنان التشكيلي حسام حسين، في عام 2014، ليزين مدخل المحافظة، وتحديداً منطقة "نفق أبو حسين"، مستخدماً في ذلك قطع السيارات البالية والخردة القديمة، كفكرة مختلفة يبعد بها عن المعتاد في إقامة التماثيل.
واستغرق تنفيذ الحصان شهراً كاملاً، عكف خلاله حسام على جمع قطع الخردة من "شوادر الحديد القديم" بالمحافظة.
بدأ بتخطيط شكل مفرغ للتمثال، حتى وضع ملامحه كاملة داخل ورشته الخاصة، متلقياً الدعم المادي من أحد رجال الأعمال بالمحافظة، وقع اختيار حسام على الخردة تحديدًا، لإنجاز هذه المهمة كمادة مختلفة بعيداً عن النحت التقليدي، مستلهماً فكرته من فنانين سابقين، وفور إسدال الستار عن التمثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة