-
شادية رفضت دور«سميحة» بعدما رشحها حليم هى وفاتن حمامة لبطولة الوسادة الخالية
-
أول يوم تصوير سمعت واحدة بتقول «يا دى الخيبة جايبين واحدة مش عارفة تقول صلاح» الإخوان خططوا لحذف فيلم «أنا حرة» وإحسان عبدالقدوس قال لى: دى قصتى وقصتك
حين تدخل إلى عتبة بيتها تشعر بأنك انتقلت إلى زمن جميل، تركت كل الصخب والضوضاء بالخارج لتدخل إلى عالمها الذى صنعته لنفسها، جنة زاخرة بألوان الفنون، جدران تحكى أجمل الذكريات وتضم صور أغلى الأحباب، ثقافة واسعة لصاحبة البيت ومشوار ثرى تتحدث عنه كل أركان البيت، تحيطك من كل الجوانب صور صاحبة البيت الجميلة خلال مراحل حياتها، وصور والديها، وصورها مع حبيب عمرها الراحل الدكتور إسماعيل برادة فى زفافهما ومع ابنتيهما وحفيداتهما، وتزين بعض الجدران لوحات من روائع الفن التشكيلى لصلاح طاهر وعمر النجدى، بل تحكى بعض الصور جزءا من التاريخ والذكريات مع رؤساء مصر، إلى جانب عشرات الدروع والأوسمة من مصر والعالم تتحدث عن مشوار تعددت فيه مواهب صاحبة البيت الجميلة التى لم يقتصر إبداعها على التمثيل فقط، بل كان عطاؤها الإذاعى والتليفزيونى والصحفى لا يقل عن عطائها الفنى.
تأتيها وأنت تردد أجمل الأغانى، التى غناها لها العندليب فى فيلم الوسادة الخالية: «أسمر يا أسمرانى، أول مرة تحب يا قلبى، مشغول وحياتك مشغول»، فتستعيد معها ذكريات حبك الأول، أو تدندن بكلمات بعض الأغانى التى غناها لها فريد الأطرش فى فيلم رسالة من امرأة مجهولة «قلبى ومفتاحه دول ملك إيديك»، وحين تراها تهل عليك بابتسامتها ووجهها المشرق وروحها الجميلة التى لم ينل منها الزمن تستقبلها ولسان حالك يغنى فرحا «اشتقت لك اشتقت لك».
إنها هاميس فى فيلم «عروس النيل»، وأمينة فى «أنا حرة»، وسميحة فى «الوسادة الخالية»، وجهاد فى «وا إسلاماه» ، وأمل فى «رسالة من امرأة مجهولة»، وأميرة فى «آه من حواء»، والمتسولة فى «إضراب الشحاتين»، ونور فى «غرام الأسياد»، هى الهانم والخادمة والفتاة المتمردة والزوجة المغلوب على أمرها، هى الفنانة الكبيرة والإذاعية القديرة والكاتبة الصحفية المثقفة لبنى عبدالعزيز، التى استقبلتنا فى بيتها وفتحت قلبها لتحكى الكثير من الأسرار عن مشوارها مع الفن والحياة، لنكتشف جوانب كثيرة عن حياتها وشخصيتها الكريمة المرهفة خفيفة الظل واسعة الثقافة.
تحدثت الفنانة الجميلة وكشفت الكثير من الأسرار عن بداياتها ومشوارها الفنى والإنسانى، تحدثت عن الحرب الخفية التى شنها العندليب حين عرف بتعاونها مع فريد الأطرش، وعن قصة ارتباطها وزواجها من المنتج رمسيس نجيب، رغم اختلاف السن والديانة وكواليس أهم أعمالها ومعاناتها مع لعنة الفراعنة فى فيلم عروس النيل، وكيف ساعدت عبدالله غيث ونادية لطفى فى بداية مشوارهما الفنى، وعن أسرار لقاءاتها مع الرئيسين عبدالناصر والسادات، ولماذا تم طردها عندما ذهبت إلى سيدنا الحسين، وعن الجانب الوطنى فى مشوارها، وكيف حاربت إسرائيل بطريقتها، وعن مشوارها الصحفى والإذاعى، وسر ابتعادها عن الفن وهجرتها لأمريكا، وعلاقاتها بالوسط الفنى والثقافى، بكت وضحكت خلال اللقاء وتذكرت أجمل وأصعب الذكريات والمواقف.
أعيش فى جلباب أبى
كان لا بد أن نسأل فى البداية عن تلك النشأة التى أنتجت كاتبة وإذاعية وفنانة صاحبة فكر خاص فى اختيار أفلامها، ورغم أنها لم تقدم سوى عدد من الأفلام لا يتجاوز 20 فيلما فإنها أصبحت إحدى أيقونات الفن ورسخت بأعمالها المميزة فى وجدان الملايين.
بعرفان وحب شديد تحدثت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز عن دور والدها الكاتب الصحفى والروائى حامد عبدالعزيز فى حياتها قائلة: «والدى كان مثقفا جدا وسابق عصره، أذكى شخص عرفته فى حياتى، كان كاتبا صحفيا فى الأهرام ويكتب روايات ومسلسلات للإذاعة وترجم العديد من الروايات، كنت ابنته الكبيرة وجمعتنى به علاقة خاصة وأثر فى وفى إخوتى تأثيرا كبيرا».
تعود بالذاكرة لأيام طفولتها وتقول: «اعتاد والدى أن يحكى لى حدوتة قبل النوم، ولكن بدلا من أن يحكى عن الشاطر حسن وأمنا الغولة كان يقرأ لى روايات كلاسيكية من الأدب العالمى للكتاب الكبار مثل موليير وشكسبير، وكان يعطينى العديد من الروايات لقراءتها وتأثرت به، فكنت وأنا صغيرة فى مدرسة الراهبات متفوقة فى إلقاء الشعر والتمثيل وكنت ألقى الخطب والشعر أمام الزوار الأجانب».
بدأت علاقة الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز بالوسط الثقافى فى سن مبكرة، وأوضحت ذلك قائلة: «بابا كان بيتقابل مع كبار الكتاب والأدباء مثل توفيق الحكيم وصالح جودت وعبدالرحيم الزرقانى وإحسان عبدالقدوس وغيرهم كل يوم جمعة فى جروبى، وكانوا يأتون إلى بيتنا دائما، وإحسان عبدالقدوس كان جارنا، ومن صغرى علمنى والدى الاستقلال فى التفكير والرغبة فى العلم والثقافة حتى أننى أشعر بالذنب إذا جلست ساعة دون أن أكتسب معلومة».
تشير إلى صورة سيدة جميلة قائلة: « أما ماما فكانت ست بيت جميلة جدا، وكانت أكبر منى فقط بـ15 سنة، وأنا وإخوتى تأثرنا بالجانب الأدبى والثقافى والفنى لوالدى وكلنا لدينا ميول فنية فى نواح مختلفة فى الرسم والعزف على البيانو والإلقاء».
تتذكر الفنانة الجميلة واقعة لا تنساها حين كانت طفلة فى السادسة من عمرها، وتقول: «العيلة عموما ماكنتش مودرن، كانت عيلة رجعية سواء من الأب أو الأم، لكن والدى الوحيد اللى كان متفتح، وفى إحدى المرات سألنى خالى الكبير وأنا عندى 6 سنوات عاوزة تطلعى إيه؟ فقلت له ممثلة، وفوجئت بأنه صفعنى بالقلم وهى الصفعة التى لم أنساها طوال حياتى».
لولو الصغيرة ومشوار الإذاعة
بدأ المشوار الإذاعى للفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز فى سن مبكرة قبل مشوارها الفنى بسنوات، من خلال ركن الأطفال بالبرنامج الأوروبى، وعن ذلك قالت: «بدأت فى الإذاعة وعمرى 10 سنوات، حيث كان والدى ينادينى لألقى الشعر أمام أصدقائه الكتاب والأدباء وكان منهم الإذاعى الكبير عبدالحميد يونس، فطلب منى أن أذهب لأداء اختبار بالإذاعة فى ركن الأطفال، وكان وقتها المسؤولون عنه إنجليز هما «آنتى دورين وأنكل بوب»، واختبرونى وعجبتهم وأطلقوا علىّ اسم «ليتل لولو - الصغيرة لولو».
وتابعت: «بعد سنتين تلاتة شالوا الإنجليز والإدارة بقت مصرية وتولى عبدالحميد يونس رئاسة البرامج الأوروبية، وقال لى هنعمل إيه الإنجليز مشيوا وكانوا شايلين البرنامج، فقلت له أنا أعمله، وبالفعل قمت بإعداد البرنامج وكان كله ارتجالى واستعنت بعدد من الموهوبين وكنت أؤلف قصص وبنغنى، وعرض عبدالحميد يونس البرنامج على لجنة وقالوا إنه أفضل من برنامج «أنكل بوب وآنتى دورين».
تضحك الفنانة الكبيرة وهى تتذكر هذا النجاح وتقول: «اللجنة قالت اتفقوا مع الشخص اللى عمل البرنامج وكان وقتها عمرى 13 سنة، وضحك عبدالحميد يونس وقالى هنتفق معاكى إزاى يا عيلة انتى، وفضلت أشتغل البرنامج دون أجر وحقق نجاحا كبيرا، وطلبوا منى شهادة تسنين من طبيب علشان يقول إنى أكبر من 16 سنة وأقدر أقبض من الإذاعة وساعتها فرحت علشان سنى كبر فجأة وبقيت آنسة، وعملوا لى 50 قرش أجر».
ظلت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز تقدم البرنامج لسنوات وحقق نجاحا كبيرا واشتهرت باسم «العمة لولو».
أما عن التمثيل فقالت: «خلال دراستى كنت أشارك بالتمثيل فى المدرسة حتى التحقت بالجامعة الأمريكية وقدمت العديد من المسرحيات العالمية وكان يحضرها كبار السينمائيين وسفراء الجاليات الأجنبية والمثقفين ومنهم إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح أبو سيف ويوسف إدريس، حتى أن الكاتب رشاد رشدى كتب عن دورى فى مسرحية «الشقيقات الثلاثة» لتشيكوف، 4 صفحات بمجلة آخر ساعة، كما كتبت إحدى الكاتبات الأمريكيات أن الطالبة لبنى عبدالعزيز تفوقت على الممثلة العالمية كاترين كورنال ملكة المسرح فى هذا الوقت والتى قدمت نفس المسرحية بمسرح برودواى بأمريكا».
وخلال هذه الفترة قدمت لبنى عبدالعزيز العديد من البرامج فى الإذاعة: «كنت باعمل برامج كتير فى الإذاعة قبل بداية مشوارى السينمائى، وعملت حوارات مع كل الوزراء، وقدمت برنامج «هل تعلم»، كلفنى به الدكتور عبدالقادر حاتم لأنه كان يثق بى ويعرف قدراتى وكان البرنامج يكشف جرائم إسرائيل وأسرارها السيئة وكل هذه البرامج كنت أقدمها باللغة الإنجليزية».
سافرت لبنى عبدالعزيز فى بعثة إلى أمريكا بعد تخرجها فى الجامعة الأمريكية وعن ذلك قالت: «بعد تخرجى عملت رسالة عن النحات محمود مختار ودرست الفن التشكيلى، ورشحنى عميد الجامعة والملحق الثقافى للسفارة الأمريكية لبعثة تقدم لها 1000 شخص من كبار المتخصصين فى المجالات المختلفة والحاصلين على درجة الدكتوراه، وكان مطلوب 7 أشخاص فقط وكنت أصغر السبعة الفائزين والبنت الوحيدة فى البعثة».
بين الصحافة والتمثيل
وعن عملها الصحفى قالت الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز، إنها عندما سافرت إلى أمريكا طلبوا منها أن تراسل جريدة الأهرام وتكتب عن الاستديوهات والسينما فى هوليوود، فكانت ترسل الموضوعات باللغة الإنجليزية ويترجمها والدها للغة العربية قبل نشرها.
أما عن بداية المشوار السينمائى فقالت الفنانة الكبيرة: إحسان عبدالقدوس كان جارنا وبيشوفنى دايما وأنا رايحة الجامعة وشايلة الكتب وشاهد مسرحياتى فى الجامعة، وكان دايما يقولى نفسى تمثلى رواية «أنا حرة» لأنها قصتى وقصتك، لأنه جسّد فى الرواية الازدواجية فى تربيته بين بيت والده «المتحفظ»، وبيت والدته روزاليوسف «المتحرر».
وتابعت: «بعد عودتى من البعثة استكملت عملى بالأهرام وطلبوا منى أعمل مقارنة بين استديوهات مصر واستديوهات أمريكا، فذهبت إلى استديو النحاس وكان وقتها يتم تصوير فيلم «دليلة»، وقمت بجولتى فى الاستديو دون أن أنتبه أنهم يقومون بتصويرى».
تضحك الفنانة الكبيرة وهى تتذكر تأرجحها بين الفن الصحافة والإذاعة قائلة: «كان كل معارفى وصداقاتى من أهل الصحافة والكتابة الذين أراهم فى بيتنا مع أبى، ومنهم أنيس منصور وهيكل وكان نفسى أكون صحفية مثل والدى، مفكرتش فى التمثيل لأنى كنت عارفة إنه كان ممنوع».
وتابعت: «بعد أسبوع من زيارتى لاستديو النحاس تلقيت عرضا للقيام ببطولة 3 أفلام، من الشركة العربية للإنتاج التى كان يرأسها جمال الليثى والمنتج رمسيس نجيب، واتخضيت واستشرت أبى وأنا مرتبكة، فسألنى: انتى عاوزة إيه؟، فقلت له بحب التمثيل لكنى عارفة إنه ممنوع، فقال لى قررى لنفسك وأنا سندك، ورديت على الشركة بالموافقة على عمل فيلم واحد وبعده أقرر، فاشترطوا إنى لو قررت أكمل بعد الفيلم الأول، أمثل فيلمين للشركة قبل التعاون مع أى منتج آخر».
تشير الفنانة الكبيرة إلى أنه بعد موافقتها اختلف حليم وإحسان حول أى رواية يتم تقديمها أولا بين الوسادة الخالية وأنا حرة، وكان حليم متحمسا أن تبدأ الشركة برواية الوسادة الخالية، بينما كان إحسان يؤيد أنا حرة، وانتصر رأى حليم.
بين الوسادة والرسالة وخطط العندليب
تستعيد الفنانة الجميلة ذكريات أول يوم فى التصوير قائلة: «أول يوم دخلت الاستديو حسيت إنى نفسى الأرض تتشق وتبلعنى لأنه مجتمع جديد علىّ، ولقيت الاستديو فيه نحو 300 شخص من الصحافة والكتاب والسينمائيين، ومنهم فاتن حمامة ويوسف إدريس وفتحى غانم ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس عاوزين يشوفوا لبنى هتعمل إيه فى السينما».
تضحك هاميس الفن وهى تتذكر هذا المشهد قائلة: كنت مركزة فى المشهد وسمعت واحدة ورايا بتقول «يا دى الخيبة جايبين واحدة مش عارفة تقول صلاح، فخرجت من المود، وأعدنا المشهد».
تتحدث النجمة الجميلة عن علاقتها بالعندليب قائلة: «أنا وحليم كنا أصدقاء وكان بيخبطنى مقالب فظيعة، لكنه قال لى فى لحظة نادرة أنا عملت أفلام كتير مع كل النجمات، لكن مفيش فيلم كان أثره زى فيلم الوسادة، والفضل يرجع لكى، ومحدش صدق إن حليم قال كده».
وعن مشاركتها للفنان فريد الأطرش فى بطولة فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» وموقف العندليب من ذلك، قالت: «حليم مكنش عاوزنى أشتغل مع فريد الأطرش، وبمجرد معرفته حصلت عفرتة وحرض كل أصدقائنا المشتركين على إقناعى بعدم التعاون مع فريد».
وكشفت الفنانة الكبيرة تفاصيل خطة العندليب لإقناعها: «دعانى حليم مع 10 من أصدقائنا المشتركين ومنهم كامل الشناوى وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وكمال الملاخ وموسى صبرى، لمشاهدة فيلم لفريد الأطرش مع مريم فخر الدين، وأثناء مشاهدة الفيلم ظل حليم يسخر من أداء فريد وغنائه ويقول شايفة الأغنية دى هيغنيهالك، لأنه كان بيقول إن أغانى وألحان فريد متشابهة، وبعدها هاجمت بعض المقالات الفكرة والفيلم وكتب كامل الشناوى عبارة قاسية جدا قال فيها: «لبنى عبدالعزيز ليست مسيحا يحيى الموتى، وهو ما أغضب فريد وكان يشكو لى»..كنت مبسوطة من الرواية لأنها قصة عالمية وتم تمصيرها بشكل جيد، وفى ناس بيعجبها رسالة من امرأة مجهولة أكتر من الوسادة الخالية.
وأكدت النجمة الكبيرة، أنها تحب دورها فى رسالة من امرأة مجهولة أكثر من الوسادة الخالية، قائلة: «كنت فى الوسادة جديدة وأخشى الموقف».
وتضحك قائلة: «فى الصين بيحبوا الوسادة الخالية لأنها قصة كل شاب وفتاة فى أى بلد تعوقهما الإمكانيات فى بداية حياتهما، وتجسد قصة الحب الأول التى يمر بها الكثيرون».
وتستعيد ما قالته لها الفنانة الكبيرة شادية عن دورها فى فيلم الوسادة الخالية، قائلة: «شادية عزمتنى وقالتلى انتى عملتى إيه فى دور سميحة علشان تبقى على كل لسان، أنا اتعرض علىّ ورفضته، وكان حليم رشح شادية وفاتن للفيلم، لكن شادية معجبهاش الدور، وبعد نجاحى فيه قالتلى عملتى حاجة فى سميحة مكنتش شايفاها»
أنا حرة وحرب الإخوان
وانتقلت الفنانة الكبيرة للحديث عن دورها المهم فى فيلم «أنا حرة»، وما واجهته من حروب بسبب هذا الدور قائلة: «كرمونى بمهرجان ثقافى فى بيروت ووقف أحد الوزراء ليتحدث عن فيلم أنا حرة، مؤكدا ً أنه غيّر تاريخ السينما العربية والموقف من الفتاة، فى حين أن من يحاربون حرية الفتاة عارضوا الفيلم وحاربوه، وقال لى شاب أردنى إن والده كان يمنع شقيقاته من مشاهدة الفيلم».
وتنتقل النجمة الجميلة لتتحدث عن حرب الإخوان على فيلم «أنا حرة»: «فترة حكم الإخوان قالوا إنهم هيشيلوا الأفلام اللى فيها خلاعة، ولم أتخيل أبدا أن يكون أحد أفلامى ضمنها لأنى كنت محافظة ولم أشارك فى أى عمل أخجل منه وأراعى أن عائلتى سترى أفلامى، وفوجئت بنشر أسماء 150 فيلما من قائمة الأفلام التى يرغب الإخوان فى حذفها وكان أولها فيلم أنا حرة، لأنهم يحاربون الاستقلال الذهنى للفتاة ويريدون أن تبقى المرأة دائما تحت سلطة الرجل وفى درجة أقل منه».
رمسيس ولبنى
سألنا الفنانة الكبيرة عن قصة ارتباطها وزواجها بالمنتج رمسيس نجيب، رغم فارق السن والديانة، فتنهدت واسترجعت تفاصيل هذه العلاقة التى أنتجت عددا من أهم الأعمال الفنية، وقالت: «ارتباطى برمسيس نجيب كان أحد التحديات التى واجهتها فى حياتى المليئة بالتحديات والسباحة ضد التيار، لم يكن حبا من أول نظرة ولكنى فى بداية تعارفنا كنت أكرهه جدا، وكلما حضر لمشاهدة التصوير أقول له روح علشان نعرف نشتغل لأنه كان بيربك الدنيا والناس بتخاف منه، كان شخصية قوية ودايما مكشر، وكان يفهم كل تفصيلة فى السينما وملم بكل شىء، وهو الذى علمنى السينما التى تجرى فى دمه».
وتابعت: «كان يهتم بى اهتمام كبير أثناء التصوير ويحيطنى برعايته وهو ما أثر علىّ تأثيرا كبيرا، واقتربنا خلال الجولات التى قمنا بها فى الخارج ورأيت فيه صورة والدى، وبالفعل أحببته، ارتبطنا أثناء فيلم الوسادة، وتزوجنا بعد أنا حرة»
يرتعش صوت الفنانة الكبيرة وهى تستعيد تفاصيل علاقتها بزوجها الأول: «ماكنتش محتاجة له فى حاجة، لأن بعد فيلم الوسادة الخالية تلقيت 17 عرضا، لا هو عملنى ولا أنا عملته، هو أعطانى معلومات عن السينما وأنا أعطيته من معلوماتى عن الأدب والثقافة وكيفية اختيار الروايات واستفاد من علاقاتى بصناع السينما فى أمريكا واستعنا بكاتب أمريكى حاصل على الأوسكار فى فيلم «وا إسلاماه» ومصور ومخرج أمريكى من خلال اتصالاتى وكنا نكمل بعض، وعملنا البدع».
تضحك وهى تتذكر الكاريكاتير الذى نشره موسى صبرى بمجلة الجيل قائلة: «نشرت المجلة كاريكاتير أظهر فيه بطول الصفحة وعلى يدى يقف رمسيس نجيب، وتحته تعليق «رمسيس نجيب يقدم لبنى عبدالعزيز»، وثار رمسيس وكان زى الغول، وجرى على المجلة وكان عاوز يخنق موسى صبرى».
وعن فوارق السن والديانة قالت الفنانة الكبيرة: «عائلتى فوجئت بزواجنا، لأنه كان يكبرنى بما يقرب من 20 عاما، كما كان هناك فرق فى الديانة، ولكن رمسيس أسلم قبل زواجنا».
«حدثت خلافات بيننا بسبب الغيرة الشديدة فكان يمنعنى من التحدث مع أى زميل خارج البلاتوه، وأنا بطبيعتى محافظة ووالدى لم يفعل معى ذلك، لأنه كان يثق بى، فأنا امرأة شرقية مسلمة محافظة ولست خوجاية».
وبأخلاق أولاد الأصول أكدت الفنانة الكبيرة على حُسن صفات زوجها الأول رمسيس نجيب، حين سألناها: هل قاطعتها أسرتها فترة زواجها منه قائلة: كان طيب جدا وعرف يكسب أهلى بأخلاقه ومعاملته الطيبة، لكن ماكنش هناك الرضا الكامل من أهلى ولم يكن هناك ود».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة