عقب الإعلان مساء أمس عن فوز جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، لاحظت عدد من التعليقات وعدة "هاشتجات" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من بعض القلة المحسوبة على الشعب المصري، من أتباع جماعة "الإخوان" الإرهابية والممولين من الخارج، تعتبر فوز المرشح الديمقراطي وكأنه فتحُا مُبين لهم ولجماعتهم المحظورة وأن دخول "جو" للبيت الأبيض سيعيد الدفة إليهم بعد أن نبذتهم جموع الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013، هؤلاء الجهلة بأبجديات السياسة ولا يدركون أن العلاقة الاستراتيجية بين مصر وأمريكا لا تتأثر بوجود إدارة جمهورية أو ديمقراطية، وأنها يمكن أن ترتفع وتهبط لكنها تظل مهمة للدولتين على حد سواء.
"جهلة تويتر" الذين طفحوا علينا بسبب انتشار السوشيال ميديا، لا يفقهون أن واشنطن تنظر للقاهرة على أنها شريك استراتيجي في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله، وأن حاجة العاصمة الأمريكية لأم الدنيا لا يقل عن حاجة القاهرة لواشنطن، حيث تساهم مصر في المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي، والوساطة بين الفرقاء في ليبيا وكذلك مكانتها المهمة في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحرب على الإرهاب.
الجاهلون لا يدركون أن لمصر محددات وثوابت سياسية خارجية في تعاملاتها وعلاقاتها مع القوة الدولية الكبرى ليس أمريكا فحسب بل وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي، بلا أن عمى قلوبهم طغى على عمى عيونهم فلا يرون الاستراتيجية التي أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الـ 6 سنوات السابقة على تعميق مصر لعلاقاتها مع كل القوى الكبرى وليس قوة واحدة فقط.
الجاهلون الأغبياء المتصورون أن الزمن قد يعيد نفسه، يتناسون أن ثورة 30 يونيو 2013 وعزل الإخوان نهائيا من الساحة السياسية المصرية تمت خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وكان جو بايدن نفسه نائبه في ذلك الوقت، وبالرغم من ذلك ظلت العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن قائمة ولم تتأثر، وبالطبع الخسارة الساحقة التي تكبدتها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016 ، أمام الرئيس المنتهية ولايته حاليا دونالد ترامب، حدثت بسبب دعم الإدارة الأمريكية تحت قيادة "الديمقراطيين" لتيار الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وبالتالي فأن أي إدارة أمريكية لن تستثمر مرة أخرى في تنظيمات الإسلام السياسي كتنظيم الإخوان الإرهابي بعدما تم لفظهم شعبيا في المنطقة العربية وتم القضاء تماما على مشروعهم وأجندتهم المعادية لفكرة الدولة الوطنية.
الجهلة أتباع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتناسون أن الموقف المعلن لجو بايدن ضد سيدهم التركي في حواره الذي أجراه في نهاية 2019 مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأنه سيعمل مع المعارضة التركية لإسقاطه، وبالرغم من كل ذلك يرسمون لأنفسهم أوهام وأحلام يقظة بأن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تعيدهم للواجهة مرة أخرى،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة