ساعات قليلة تفصل الأمريكيين عن انطلاق الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أملاً في الفوز بولاية رئاسية ثانية، أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وسط شكوك فى استطلاعات الرأي التى ترجح طفيف لصالح بايدن، دون استبعاد لقدرة ترامب على حسم السباق الانتخابي في الأمتار الأخيرة من السباق، وتجديد إقامته في البيت الأبيض لأربع سنوات إضافية.
وخلال الساعات القليلة الماضية، كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولاته الانتخابية، حيث استهلها بولاية نورث كارولينا مساء الاثنين، تبعتها فاعلية انتخابية في بنسلفانيا، ثم ميشيجان. وويسكونسن.
وفى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بتوقيت القاهرة، ألقى الرئيس الأمريكي كلمة هامة لأنصاره بولاية ميتشيجان، أكد خلالها ثقته في الفوز، محذراً من أن فوز منافسه جو بايدن يعني عودة أمريكا للوراء وتدمير للاقتصاد.
وكثفت حملات المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن نشاطهما في الساعات القليلة الماضية، لتحفيز الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بشأن من سيصوتون له، ومحاولة إثبات ان كل منهما الأفضل لقيادة الولايات المتحدة.
وعلقت وكالة أسوشيتدبرس على تحركات الحملتين الانتخابيتين يوم الاثنين الذي ينتهي بتوقيت القاهرة فجر الثلاثاء، معتبره أنه يوم "الفرصة الأخيرة" ليقدم كل مرشح حجته لدى الناخبين في الولايات الحاسمة، وهو آخر يوم كامل للحملة التي كشفت عن رؤيتين مختلفتين تماما للتعامل مع المشكلات الملحة ومع منصب الرئيس نفسه.
ويسعى كلا المرشحين إلى قيادة بلد فى مفترق طرق، التي عصف بها وباء كورونا بعدما تفشى فى كل أنحاء الولايات المتحدة، وشهدت لحظة الحساب حول القضايا العرقية.
وصوت أكثر من 94 مليون أمريكى مبكرا، فى إقبال تاريخى، وتصر كل حملة على أن لديها طريق لتحقيق الانتصار، على الرغم من أن فرص بايدن للفوز بأصوات 270 من المجمع الانتخابى، المطلوبة لكى يصبح رئيسا، تبدو أكبر.
لكن ترامب يعتمد على زيادة الحماس من ناخبيه الأكثر ولاء.
وزار ترامب الأحد، خمس ولايات وعقد خمس فعاليات فى نورث كارولينا وويسكونسن وأيوا وفلوريدا وميتشيجان، فى حين خصص بايدن وقته لبنسلفانيا التي لو فاز بها سيواجه منافسه ترامب مأزقا، وتوجه بايدن أيضا إلى أوهايو، التي يتقدم فيها ترامب وفقا لاستطلاعات الراى.
وفى الساعة الأخيرة قبل التصويت رسم كلا من ترامب وبايدن صورة بأنهما الأصلح للرئاسة ووصفا السنوات الأربعة المقبلة بأنها ستكون مروعة لو فاز المنافس.
وقال ترامب خلال فعالية انتخابية فى أيوا، واحدة من خمس ولايات رئيسية يتقدم فيها، إن خطة بايدن ستحول أمريكا إلى دولة سجن تحبسكم بينما تسمح للناخبين من اليسار المتطرف للتجول بحرية للمنهب والحرق.
بينما قال إن أمريكا كانت على حافة وضع نهاية لرئاسة أشعلت الكراهية.
وفى الوقت الذى يختم فيه كلا المرشحين فعاليتهما الانتخابية، وصل وباء كورونا الذى أودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص فى الولايات المتحدة وخسارة 20 مليون لوظائفهم، إلى ذروة جديدة فى معدل الإصابات مهددا حياة ومعيشة الناخبين.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن لحظة المصير يوم الثلاثاء، وما يمكن أن يتحول إلى عد مطول بسبب التصويت عبر البريد، ستقرر ما إذا كان الأمريكيون سيرفضون ترامب بعد ولاية واحدة أم سيمنحونه أربع سنوات أخرى.
وستأتى تلك اللحظة مع خروج كورونا عن السيطرة فى أعقاب تسجيل معدل قياسية من الإصابات اليومية ووصل الوفيات على حوالى الألف يوميا.
وكان ترامب قد ألمح الأحد، إلى أنه قد يسعى للإطاحة بأنتونى فاوتشى، أبرز خبراء الأوبئة فى أمريكا.
وأمضي المرشح الديمقراطي جو بايدن آخر ساعات حملته فى أوهايو وبنسلفانيا، التي يمكن أن تكون نقطة فاصلة لو كان السباق متقاربا، مراهناً على ما يراه "إخفاقات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع أزمة كورونا"، أملاً في أن يكون هذا الملف من نقاط قوته في التصويت.
وفى آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وقناة NBC News، احتفظ المرشح الديمقراطى بتفوقه بفارق كبير على منافسه، حيث قال 6 من بين كل 10 ناخبين إن الولايات المتحدة تسير فى الاتجاه الخاطئ ولم توافق أغلبية على طريقة تعامل ترامب على الوباء.
ووفقا للاستطلاع، فإن بايدن متقدم على ترامب على الصعيد الوطنى بفارق 10 نقاط بين الناخبين المسجلين، بنسبة 52 % مقابل 42%، فى السباق الذى وصف بالمستقر على مدار عام صاخب فى السياسات الأمريكية.
وكان بايدن متقدما بفارق 11 نقطة فى استطلاع وول ستريت و"إن بى سى" قبل أسبوعين بنسبة 53% مقابل 42% لترامب.
وقال خبير الاستطلاعات الديمقراطى بيتر هارت، الذى أجرى الاستطلاع مع نظيره الجمهورى بيل ماكانتورف إن هذا هو الاستطلاع رقم 11 الذي يقومان بإجرائه فى عام 2020، إلا أن ماكانتورف حذر من أن ترامب لديه القدرة على تقديم أداء مذهل فى يوم الانتخاب.
ويحظى بايدن بأكبر تقدم على ترامب بين الناخبين السود بنسبة 87% مقابل 5%، وبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما بنسبة 60 إلى 32%، وكبار السن بنسبة 58% إلى 35%، والنساء بنسبة 57% مقابل 37%.
أما ترامب فيتقدم بين الناخبين البيض بنسبة 51% مقابل 45% لبايدن، وبين البيض بدون درجة جامعية بنسبة 58% مقابل 37%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة