تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية مستقبل العالم الذي يتغير مع التحول في سياسات الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية، وبينما تتأثر سياسات الدول باختيار الرئيس الأمريكى، تتخوف العديد من الحكومات المصدرة للنفط من وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى سدة الحكم، لأنه قد يحدث تأثيرا كبيرا على صعيد السياسات الدولية والاقتصادية وحتى أسواق النفط العالمية التي كانت قد انهارت على خلفية تداعيات كورونا، حيث قد يسعى المرشح الديمقراطي إلى إحداث تحول كبير في السياسة الأميركية تجاه إيران، من خلال تقديم تنازلات أو تسهيلات تتعلق بالسماح بإعادة تصدير النفط مجددا بعد فترة طويلة من توقفه. وفق ما قالت صحيفة القبس الكويتية فى تقرير لها اليوم.
وكان الرئيس الأمريكى المنتمى للحزب الجمهوري، دونالد ترامب قد تراجع عن الخطوات التي قام بها سلفه، الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي كان قد توصل إلى اتفاق مع إيران يتضمن وقف نشاطات طهران المتعلقة بالبرنامج النووي مقابل العديد من المزايا الاقتصادية فضلا عن السماح لإيران بتصدير النفط. العودة إلى تصدير النفط وفي السياق، ذكرت وكالة بلومبيرج الأمريكية، أن بايدن قد يساعد إيران في التخلص من وضعها المنبوذ في الأسواق العالمية، والعودة إلى تصدير النفط إلى العديد من دول العالم.
وسيسعى بايدن إلى إعادة إيران للاتفاق النووي الذي تم إبرامه في 2015 والذي توسطت فيه الولايات المتحدة عندما كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، وهذا يعني أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب - والتي تم تشديدها أكثر من مرة - يمكن تخفيفها في نهاية المطاف، مما يفتح آفاقًا لأكثر من مليوني برميل يوميًا من صادرات الخام الإيرانية.
وتظهر البيانات التي جمعتها بلومبيرغ، أن إيران لديها القدرة على ضخ حوالي 3.8 مليون برميل يوميًا، كما إنها تنتج فقط حوالي نصف هذه الكمية وتستهلك هي معظم النفط الخام الذي تنتجه حالياً.
ووفق تقرير "القبس"، تقول إيمان ناصري، المديرة الإدارية لمنطقة الشرق الأوسط في شركة FGE للاستشارات ومقرها لندن، إنه في غضون بضعة أشهر بعد انتخابات بايدن، نتوقع وصول بعض النفط الإيراني إلى السوق، مما سيتسبب في مشكلة حقيقية لأوبك».
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاؤها مثل روسيا اتفقت في أبريل على حجب 9.7 مليون برميل يوميا أو نحو 10 % من الإمدادات العالمية عن الأسواق الدولية، كما خفف التحالف تلك التخفيضات في أغسطس، لكنه يعيد تقييم خطته لمزيد من التدرج في يناير، في ضوء تجدد عمليات الإغلاق الوبائي في أوروبا وأماكن أخرى ، بالإضافة إلى الانتعاش المفاجئ في الإنتاج من ليبيا مع استمرار الهدنة في الدولة التي مزقتها الحرب. ويمكن أن تؤدي زيادة الشحنات من إيران إلى تدمير اتفاق تخفيضات أوبك + وتسبب في تراجع الأسعار أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة