على مدار تاريخ الإنسانية، ظهر العديد من البشر أدعو الألوهية أو النبوة، ويبدو الزعم الأخير أكثر تداولا إلى الآن، فعلى الرغم أنه بوفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، اختتمت الرسائل السماوية على الأرض، وأتم الله وحيه إلى البشر، إلا أن العديد من الشخصيات خرجت بعد ذلك لإدعاء النبوة والوحى الإلهى، وأصبحت لهم طوائف دينية منتشرة فى مناطق عدة من العالم.
وتمر اليوم الذكرى الـ99 على وفاة عبد البهاء عباس، الابن الأكبر للميرزا حسين على الشهير بـ"بهاء الله" والذى ادعى النبوة، ليستكمل الدعوة البهائية خلافه لوالده، الذى ادعى نزول الوحى عليه من السماء أيضا، وخلال التقرير التالى نوضح بعضا ممن أدعوا النبوة، وأصبحت لهم طوائف منتشرة فى بعض مناطق العالم:
محمد بن محمد رضا الشيرازى
الملقب بـ"الباب"، ويعنى فى المعتقدات الشيعية الوسيط بين الله والناس والدعوة البابية بصفة عامة مشتقة فى الأصل من المعتقدات الشيعية، وظهرت فى إيران فى القرن الثالث عشر الهجرى أو التاسع عشر الميلادى، وتصاعدت فى دعواها إلى أن أعلنت نفسها ديانة جديدة مستقلة عن الديانات والمذاهب الأخرى السابقة لها، وهى فى اعتقاد أصحابها، أسمى وأرقى منها جميعاً بموجب ناموس الارتقاء الدينى المتفق مع التطور، وهى باعتقادهم أيضاً ذات قيمة نسبية مؤقتة خاضعة للتطور، ولذا لم تقرر البابية عن نفسها أنها آخر ما يُعطاه الإنسان من الوحى الإلهى.
وأعلن الباب دعوته، وأول من آمن به هو الملا حسين بشروئى الذى كان من تلامذة أحمد بن زين الدين الأحسائى وكاظم الرشتىى، ثم آمن به سبعة عشر شخصاً آخرين، وقد عرف هؤلاء بـ"حروف الحى"، وقد عارض العديد من الشيخية هذه الدعوة وكذبوا دعوة الباب، ومنهم حسن كوهر الحائرى ومحمد باقر الإسكوئى.
وفى النهاية قامت الحكومة بإعدام الباب فى سنة 1850 بعد أن سجنته فى قلاع أذربيجان لعدة سنوات.
بعد 19 سنة من إعلان الباب دعوته، ادعى أحد أتباعه حسين على النورى أنه هو الذى جاء الباب ليبشر به وكان حسين على قد اتخذ لنفسه لقب "بهاء الله" وقام بدوره بتأسيس الديانة البهائية ويعتبر البهائيون بأن الباب وبهاء الله لهما نفس المقام والأهمية فى تأسيس الدين البهائى.
غلام أحمد القاديانى
مؤسس الجماعة الأحمدية بقاديان فى الهند، ويعتبر عند أتباعه المهدى الموعود والمسيح المنتظر، وقال بأنه مجدد للإسلام خلال القرن الرابع عشر الهجري، وحسب الإسلام فإن النبى عيسى على قيد الحياة وأنه فى السماء وسينزل فى نهاية العالم، لكن حسب غلام أحمد فإن عيسى قد نجا من الصلب وهاجر إلى كشمير، حيث توفى وفاة طبيعية وبالتالى كانت فكرة عودته البدنية خاطئة، غالبية المسلمين يسمونه مسيلمة البنجاب أو الهند.
ولد غلام أحمد مؤسس الأحمدية فى 13 فبراير عام 1835، وعندما بلغ الخمسين من العمر ادعى أن الله أوحى إليه وبعثه ليجدد الدين، وباشر الكتابة فى المواضيع الإسلامية منذ عام 1880 حتى عام 1890 عندما أعلن أن الله قد أرسله مسيحاً موعوداً ومهدياً منتظراً، وظل كذلك حتى وفاته بمرض الزحار (الدوسنطاريا) فى 26 مايو 1908 مخلفاً ورائه قرابة 80 كتاباً، وقد خلفه نور الدين القرشى الذى توفى عام 1914 ليخلفه مرزا بشير الدين محمود ابن مؤسس الأحمدية وبقى فى منصبه حتى وفاته عام 1965 ليخلفه الميرزا ناصر أحمد الذى توفى عام 1982، تلاه انتخاب ميرزا طاهر أحمد والذى توفى فى 19 أبريل 2003 حيث انتخبت الجماعة ميرزا مسرور أحمد المقيم فى لندن زعيماً لها ولا يزال.
عبد البهاء عباس
يعرف بـ"عباس أفندى"، هو الابن الأكبر لـ"بهاء الله"، ولد "عباس أفندي" فى العاصمة الإيرانية طهران فى 23 مايو 1844، وهو نفس اليوم الذى أعلن فيه السيد على محمد الملقب بـ"الباب" دعوته ببلاد فارس، للإعلان عن مجىء رسالة عالمية لتوحيد البشر وإقامة السلام فى العالم، وهى الرسالة الإلهية لـ"بهاء الله"، والد عباس أفندى.
فى وصيته ابنه الأرشد عباس أفندى (1844 – 1921) لكى يليه فى تدبير أمور الجامعة البهائية وليكون مركزا لعهده وميثاقه والمفسر الوحيد لتعاليمه وكتاباته وأحكامه، وأوصى أتباعه أن يسألوه فى ما استصعب عليهم من الأمور، واتخذ عباس أفندى لنفسه لقب عبد البهاء وصار يعرف به بعد وفاة والده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة