فى كل مرة تجرى فيها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تكون هناك موضوعات معينة مهيمنة على سباق الحملات الانتخابية، وغالبا ما كان الاقتصاد يحظى بالاهتمام الأكبر إلى جانب الرعاية الصحية وبدرجة أقل السياسة الخارجية.
لكن فى سباق هذا العام، كان وباء كورونا وطريقة التعامل معه وتداعياته الاقتصادية أحد أهم الموضوعات التى أشعلت موسم انتخابات 2020، وحاول الديمقراطيون استغلالها فى مهاجمة ترامب وإثبات فشل إدارته فى التعامل مع الأزمات، بينما أكد ترامب أنه حارب الوباء بقوة وتعهد بتوفير اللقاح فى أقرب وقت ممكن.
وكانت الولايات المتحدة قد شهدت أسوأ أسبوع لها للإصابات الجديدة لفيروس كورونا فى الأيام الماضية، وقبل الانتخابات، مما سلط الضوء على ما يقول خبراء الأوبئة أنها مخاطر "حياة او موت" مع توجه الأمريكيين إلى مراكز الاقتراع.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية إنه قبل عام من الآن لم يكن أيا من ترامب أو بايدن يتصور أن الوباء سيكون أحد القضايا الكبرى التى تهمين على حملاتهم الانتخابية. لكن الآن أصبح تعامل ترامب مع الوباء أمر يميل بايدن لتذكير الرأى العام به قبل الانتخابات.
وقال بايدن إن تعامل الرئيس مع فيروس كورونا هو "إهانة لضحاياه" خاصة مع ارتفاع الحالات، بينما قال ترامب إن التصويت لبايدن سيعنى مزيد من الإغلاق وعدم ذهاب الطلبة إلى المدارس وعدم وجود احتفالات بعيد الميلاد.
وعلى الرغم من وفاة أكثر من 230 ألف شخص بالفيروس وإصابة أكثر من 9 مليون فى الولايات المتحدة، فغن ترامب يقول إن أمريكا فى طريق التعافى وقال خلال فعالية انتخابية "تحت قيادتى، وفرنا لقاحا آمنا وتعافيا سريعا بشكل لم يتصوره أحد..فلم تتعافى أى دولة فى العالم مثلما تعافينا".
وفى وقت سابق، قال ترامب إنه حاول أن يتجنب إثارة الذعر وربما قلل من خطورة الفيروس بعدما نشرت سى إن إن مقطع صوتى من فبراير، قال فيه ترامب بشكل غير معلن أن الوباء قاتل.
واستغل بايدن أول مناظرة تلفزيونية فى سبتمبر لانتقاد ترامب مباشرة وقال: "الرئيس لم يكن لديه حطة وكان يعرف منذ فبراير مدى خطورة الأزمة".. وأضاف: بقول إنه لم يخبرنا أو يخبر الناس لأنه لم يرد أن يصيب الشعب الأمريكى بالذعر، أنتم لا تصابون بالذعر بل هو من يفعل".
من جانبه، دافع ترامب عن استجابته للوباء خاصة قراره إغلاق الحدود امام المسافرين من دول بها معدل إصابات مرتفع، وقال لمنافسه: " لو كنا استمعنا إليك لتركت البلاد مفتوحة. لم تعتقد أنه ينبغى أن نغلق بلادنا لأنك اعتقدت أن هذا أمر مرعب، لم تكن لتغلقها لشهرين آخرين".
وكانت إصابة ترامب بكورونا فى الشهر الماضى ذات تاثير على الحملة الانتخابية، فاستغل الرئيس تعافيه سريعا وبعد قضائه ثلاثة أيام فقط بالمستشفى ليؤكد قوة العلاج الذى تم استخدامه معه وقدرته على إنقاذ الأرواح.
وقال ترامب فى مناظرته الثانية والأخيرة مع بايدن، والتى جاءت بعد تعافيه: الأطباء أعطوني علاجات جعلتني قادراً على الاستمرار.. وإلا لما استطعت الحضور إلى المناظرة".
وأضاف ترامب: كان من المتوقع أن يموت 2.2 مليون شخص فى الولايات المتحدة جراء كورونا، إلا أن ذلك لم يحدث، وتراجعت معدلات الوفيات.. البلاد أوشكت الآن الانتهاء من هذا الوباء ولن نقوم بالإغلاق لمواجهة فيروس كورونا".
وتعهد الرئيس الأمريكي بتوفير لقاح كورونا خلال أسابيع، إلا أنه قال فى الوقت نفسه إنه "لا يوجد ضمانات لذلك"، حيث قال : "لقاح كورونا سيكون جاهزا خلال أسابيع.. ليس لدي موعد محدد لتطويره وتوزيعه، ولكن سيكون هناك ملايين الجرعات الجاهزة خلال أسابيع".
وتشهد ولايات متأرجحة مثل ويسكونسن مستويات قياسية من إصابات كورونا، مما جعل الناس تنعزل أكثر، بحسب ما تقول كاثرين كرامر أستاذ العلوم السياسية بالولاية لصحيفة الجارديان البريطانية. وتابعت قائلة إنه لا يزال هناك دعم كبير للرئيس ترامب، وتعتقد أن أنصاره يرون أنه قام بعمل رائع فى التعامل مع الوباء، بينما يسود العكس بين من يدعمون بايدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة