إن عالم الكتب هو أروع مخلوق للإنسان، ولا يدوم أى شيء آخر يبنيه، تسقط الآثار، وتهلك الأمم، وتشيخ الحضارات وتندثر، ولكن فى عالم الكتب هناك مجلدات شهدت حدوث ذلك مرارًا وتكرارًا، ومع ذلك فهى حية، لا تزال شابة، لا تزال حديثة مثل يوم كتابتها"، كانت تلك العبارات سبب شهرة الكاتب والرسام الكاريكاتير الساخر الأمريكى كلارنس شيبرد داى جونيور، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 18 نوفمبر من عام 1874م، له العديد من الأعمال الأدبية ولكن أبرزها "الحياة مع أبى"، والتى تحولت فيما بعد إلى مسرحية، حققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها.
كلارنس شبرد داي
تخرج شيبرد داى بجامعة ييل فى عام 1896م، ليعمل فى بورصة نيويورك، تم تجنيد داى فى البحرية عام 1898م، لكنه أصيب بالتهاب مفاصل وقضى ما تبقى من حياته مريض، عاد إلى حياته المهنية مرة أخرى، لكن مرضه أجبره على التقاعد فى عام 1903م، وخلال تلك الفترة بدأ فى نشر عدد من المجلات والمساهمة بالمقالات والرسومات فى المنشورات المختلفة.
أشهر عمل أدبى لشيبرد داى كما ذكرنا من قبل هو "الحياة مع أبى" وهو سيرة ذاتية كتبت بطريقة الفكاهية فى حياة عائلته، مع التركيز على والده المستبد، خلال تسعينيات القرن التاسع عشر فى مدينة نيويورك، كما كتب لعدها ليكمل السيرةة، "الله وأبى"، ثم "الحياة مع أمى"، التى نشرت بعد وفاته، وتحولت إلى عمل مسرحى عام 1939م، والتى أصبحت واحدة من أطول مسرحية فى برودواى أحد أشهر المناطق الثقافية فى أمريكا، لتتحول بعد ذلك إلى فيلم سينمائى وتحصل على ترشيحات أوسكار للتصوير السينمائى والإخراج الفنى والنتيجة الموسيقية وأفضل ممثل، كما أصبحت الحياة مع الأب أيضًا مسلسلًا هزليًا تلفزيونيًا شهيرًا فى الفترة من 1953 إلى 1955.
كان شيبرد مؤيدًا قويًا لمنح النساء حق التصويت، وساهم برسوم كاريكاتورية ساخرة لمنشورات الاقتراع الأمريكية فى العقد الأول من القرن الماضى، وفقًا لجيمس موسكى، وهو أمين أرشيف بمكتبة نيويورك العامة الذى قام بترتيب وفهرسة أوراق شيبرد الخاصة بالمكتبة، يكشف مسح لقصص داى القصيرة المبكرة وأعمدة المجلات "أنه كان مفتونًا بالأدوار المتغيرة للرجال والنساء فى المجتمع الأمريكى.
رحل فى 28 ديسمبر من عام 1935، فى مدينة نيويورك بسبب الالتهاب الرئوى بعد وقت قصير من نشر كتاب "الحياة مع الأب"، بعد أن أصبح من أكثر الكتب مبيعًا ولكن قبل نجاحه فى برودواى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة