خصصت صحيفة أحوال تركية المعارضة افتتاحيتها للحديث عن تداعيات استقالة بيرات البيرق صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من وزارة الخزانة والمالية، حيث طرحت مجموعة من الأسئلة عن تأثير ذلك على شعبيّة حزب العدالة والتنمية الحاكم ومزاج ناخبيه؟ وهل أضاع حزب العدالة والتنمية الفرصة الأخيرة لخروج من الأزمة؟
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لشركات استطلاع الرأي، فإنّ هناك انخفاضاً كبيراً في أصوات حزب العدالة والتنمية، لكن يبقى السؤال: إلى أيّ حدّ يمكن أن يؤثّر ذلك على شعبيّة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتحالفه الحاكم في الانتخابات المقبلة؟
وأوضحت أن استقالة بيرات البيرق؛ صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وزارة الخزانة والمالية قبل أيام، قد أثارت جدلاً في أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم المتحالف مع حزب الحركة القومية اليميني المتشدّد، وما إذا كانت ستعكس التراجع في أصوات التحالف الحاكم، أو ستكون فعالة في حل المشكلات الاقتصادية.
ويلفت مراقبون إلى أنّ حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى القيام بخطوات أكثر في مجالات متعدّدة من الاقتصاد، والقضاء، والحريات، من أجل التغلب على الأزمة البنيوية التي يعاني منها.
وعاد عدد من الشخصيات السابقة في حزب العدالة والتنمية إلى الواجهة في الأيّام الأخيرة، فبالإضافة إلى ناجي إقبال، فإن الوزراء السابقين لطفي علوان وجودت يلماز ووزير الداخلية السابق إيفكان علاء، هم من بين أولئك الذين ظهروا في نطاق التغيير الجذري الذي حدث في نهاية الأسبوع.
وبحسب مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية، بعد رحيل البيرق، يفترض أن تستمرّ عودة الحزب لبعض الأسماء السابقة. وفي هذا السياق، من المتوقع أن يكون لبولنت أرينج، وكذلك بن علي يلدريم، حضور أكبر.
وكان أرينج، عضو المجلس الاستشاري الأعلى لرئاسة الجمهورية، أعلن في بيان قبيل عملية الاستقالة، عن وجود مشاكل في الاقتصاد وأن البيرق اعترض على بعض مقترحات الحلّ لهذه المشكلة.
وبحسب الصحيفة فانه يشار إلى أن البيرق له تأثير ليس فقط في الاقتصاد ولكن أيضًا في العديد من المجالات مثل القضاء والإعلام، وذلك بفضل موقعه الفعال وقربه الأسري من أردوغان، وبعد غيابه عن الواجهة من المتوقع أن يتصرف بعض الوزراء براحة أكبر.
ويعلق مدير البحوث بمعهد أنقرة، عثمان سرت، على عودة الأسماء ذات الخبرة بعبارة "من يذهب هنا أهم ممّن يأتي". ويعتبر سرت رحيل البيرق "فصل تفاهم" ويقول: "لم يكن البيرق وزيرا للخزانة والمالية فقط، ولم يكن مجرد وزير. كان له راي في كل مجال تقريبا باستثناء الدفاع وبعض المجالات. لذا فإن تركه لمنصبه أهم بكثير ممّن جاء بعده".
ويضيف سرت إن الأمر يستغرق وقتًا لفهم ما إذا كان رحيل البيرق يعني أنه سيفقد تأثيره تمامًا في كل هذه المجالات. ولاسيما أنّ من المعروف في الكواليس السياسية في أنقرة أن البيرق جلب أسماء مقرّبة منه إلى المناصب العليا في كل وزارة تقريبًا.
وهناك تعليقات تفيد بأن قيام أردوغان بإحضار الأسماء ذات الخبرة إلى الواجهة مرة أخرى قد يوقف جزئيًا الانكماش في الاقتصاد، لكن يُذكر أنه ستكون هناك حاجة إلى المزيد لعكس التراجع في التصويت.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة لـماك، يبلغ معدل تصويت حزب العدالة والتنمية حوالي 35 بالمائة في الوقت الحالي، وذلك من دون حساب أصوات الناخبين المترددين.
وبحسب تقارير إعلامية فإنّ غالبية الأتراك يعبّرون عن استيائهم الشديد من تردي الأوضاع الاقتصادية، ويشكّكون بقدرة الحكومة على إيقاف انهيار الليرة، كما يشكّكون بوعودها التي تطلقها لإنقاذ الاقتصاد من أزماته.
وبحسب عثمان سرت، فإن السؤال الأهم هنا هو: هل أضاع العدالة والتنمية الفرصة الأخيرة لخروج من الأزمة؟
يقول سيرت، الذي عمل مستشارًا لداود أوغلو لسنوات عديدة، إن حزب العدالة والتنمية فاتته الفرصة الأخيرة قبل الوقوع في الهوّة، بسبب الصدمة الشديدة في الاقتصاد.
وبالحديث عمّا إذا كانت الخطوات التي سيتخذها أردوغان والإدارة الاقتصادية الجديدة من الآن فصاعدًا ستكون كافية لتغيير هذا الاتجاه، يقول سيرت "إذا كانت الصورة في الاقتصاد سيئة كما تبدو، فإنّ التغيير غير ممكن مع تبديل عدد قليل من الناس".
ويشير محللون أتراك إلى أن أردوغان سياسيّ نجا من أزمات لا حصر لها حتى الآن. ما يؤشّر على أنّه يمكن أن يلجأ إلى ألاعيب سياسيّة للالتفاف على خصومه ومنافسيه في الانتخابات المقبلة، في حال لم تتدارك المعارضة الخلل لديها، أو لم تتمكّن من مواجهته بأساليب أشدّ فعالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة