فى العديد من دول العالم تؤسس الأندية بهدف ممارسة الرياضة أو الترفيه الاجتماعى للأعضاء، إلا أنها فى مصر كانت النشأة مختلفة للكثير من الأندية، التى تأسست للدفاع عن الهوية المصرية ومكافحة الاحتلال الإنجليزى آنذاك، قبل أن تهتم بالرياضة، وكان ذلك حال فريق المصرى البورسعيدى الذى تأسس فى 18 مارس عام 1920، فى ذروة الوهج الوطنى الرافض للاحتلال البريطانى بعد ثورة 1919 وأُطلق عليه هذا الاسم لأنه قام على أكتاف المصريين وسط عدد من الأندية فى بورسعيد خُصصت جميعها لصالح الجاليات الأجنبية.
وكان نادى المصرى هو أول نادٍ في بورسعيد يجمع المصريين فى مواجهة الأندية الأجنبية، وهو ما مثل شكلًا جديدًا من أشكال المقاومة للوجود الأجنبي، وتأكيدًا للهوية الوطنية فى جميع الميادين، بما فى ذلك الرياضة وكرة القدم خصوصًا.
استمد النادى المصرى اسمه من أغنية "قوم يا مصرى" الوطنية الشهيرة لفنان الشعب سيد درويش، كما استمد ألوان زيه الأخضر المميز من علم مصر ذى اللون الأخضر فى ذلك الوقت، ولعل هذه النشأة الوطنية الخالصة للمصرى هى ما تفسر العشق الكبير لجماهير النادى له وانتماء أهل بورسعيد وحماسهم الشديد له باعتباره ممثلًا لهم ومعبرًا عن خصوصيتهم وهو العشق الذى يظهر فى الامتلاء الدائم لمدرجات استاد النادى بجماهيره فى جميع المباريات وبغض النظر عن ترتيب الفريق بالدورى.
ويشارك الفريق الأول لكرة القدم بالنادى المصرى بانتظام فى الدورى الممتاز، منذ انطلاقه فى عام 1948، ولم يغب عن أى من مواسمه سوى فى موسمين فقط فى خمسينيات القرن الماضى فى أعقاب العدوان الثلاثى على بورسعيد، وهو ما جعل المصرى أكثر الأندية مشاركة فى الدورى المصرى الممتاز بعد الأهلى والزمالك - الناديان الوحيدان اللذان شاركا فى جميع نسخ الدورى المصرى.
وحقق الفريق البورسعيدى 22 بطولة رسمية محلية فى كرة القدم شملت بطولة كأس السلطان حسين 3 مرات ودورى منطقة القناة 17 مرة وكأس الاتحاد المصرى التنشيطية مرة، إلا أن أبرز إنجازات فريق الكرة هى الفوز ببطولة كأس مصر عام 1998.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة