لم يتعدى عمره 15 سنة وصل لمكانة كبيرة فى قلوب الجميع من قيادات المدن والمحافظة والمسئولين بمختلف أرجاء الأقصر، هو الطفل الشيخ الصغير "أحمد محمد النوبى"، مواليد عام 2006 بمدينة أرمنت، والذى إستطاع بفضل الله حفظ القرآن كاملاً بجانب التفوق الدراسى، فأصبح مقرئ الحفلات والمؤتمرات الكبرى بالأقصر خلال الفترة الماضية.
ورغم فقدان الشيخ الصغير أحمد محمد النوبى، البصر منذ الطفولة ولكن أسرته فى منطقة حاجر" أبو دغار"، الكائنة بمركز ومدينة أرمنت جنوب غرب محافظة الأقصر، ساعدته فى فتح لنفسه بصيص نور لمستقبل مبهر وهو حفظ القرآن الكريم كاملاً بجانب تفوقه وتصدره فى التعليم للأوائل من التلاميذ ببلدته، وأصبح من أحد مشاهير محافظة الأقصر، وأطلق على الشيخ أحمد محمد النوبى بمختلف أنحاء الأقصر "الشيخ الصغير"، فهو يمتاز بعذوبة صوته فى تلاوة القرآن الكريم، حيث نشأ الشيخ الصغير وسط أسرة إيمانية متدينة مكونة من الأم والأب و7 أشقاء غيره، حيث أن عائلته تهتم وتحرص كل الحرص على حفظ القرآن الكريم وتلاوته.
وكان الشيخ الصغير أحمد النوبى، من دائمى الحضور والتواجد فى جميع حلقات الدروس والعلم منذ كان طفلاً صغيراً، فقد كان سريع الحفظ فلم يكن يقف عند شيء أو يسمع شيئاً إلّا وحفظه من أول مرة، وتتلمذ الشيخ الكفيف على يد أسرته فى المنزل، وعمه الشيخ عثمان النوبى الذى كان يعمل إمام جامع بذات المنطقة فتمكّنَ من إتمام حفظ القرآن الكريم عندما بلغ 11 عاماً.
وفى هذا الصدد تقول سارة محمد، شقيقة الشيخ أحمد، بأنه أتم حفظ القرآن الكريم واختتمه عن طريق السمع، فعندما كان يستمع الأية من أول مرة يحفظها مشيرة إلى طريقة الحفظ بأنها هدية ونعمة قد أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الشيخ الضرير، حيث أكدت على أن الشيخ الكفيف يتلقى الآن متابعة وتكرار حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عميد غباشى، موضحةً أن كل المشايخ والقراء لكتاب الله يحب أن يستمع لهم ولكن الشيخ ماهر المعقيلى هو المفضل لديه.
وأضافت شقيقة الشيخ الصغير، لـ"اليوم السابع"، أنه يدرس فى التعليم عبر طريقة برايل حتى يتمكن من التكرار، كما أنه حفظ القرآن بالسمع وبإستخدام مصاحف بطريقة "برايل"، وعن تفوقه الدراسى تؤكد أن شقيقها الشيخ أحمد متفوق دراسياً ومنذ أن إلتحق بالمعهد الأزهرى حصد المركز الأول على مستوى منطقة الأقصر الأزهرية عندما كان فى الصف السادس الإبتدائى.
ومن أبرز الخطوات المبهجة خلال الفترة الماضية زار الطفل الشهير الشيخ أحمد محمد النوبى الطالب بالمعهد الأزهرى بأرمنت وحامل القرآن الكريم من أصحاب القدرات الخاصة، مقر مستشفى علاج السرطان بالمجان بمحافظة الأقصر، للمساهمة فى تقديم الدعم المعنوى لصالح مرضى السرطان بالمستشفى ومشاركتهم فى مسيرتهم اليومية لمواجهة السرطان، ورافق مسئولى العلاقات العامة بالمستشفي، فى جولة على أقسام العلاج الكيماوى والعلاج الإشعاعى وغرف العمليات والرعاية المركزة وبنك الدم المتكامل، ومعمل الباثولوجى والصيدلية الإكلينيكية.
وقال الطفل المقرى الشهير الأقصري، أنه سعيد بتلك الزيارة لمستشفى تساهم فى عمل الخير بعلاج مرضى السرطان من أبناء محافظات الصعيد بالآلاف يومياً دون أية تكلفة نهائياً، داعياً الله أن يوفق مسئولى المستشفى فى مسيرتهم لتقديم الخدمات الطبية والعلاج لعشرات الآلاف من مرضى السرطان بالمجان تماماً، داعيا كافة أهل الخير لمواصلة التبرع للمستشفى لإستكمال مسيرتها فى بناء وإفتتاح المرحلة الثالثة قريباً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة