"تفوقت في الثانوية الأزهرية وحصلت على المركز الأول، ولم تكرمني المحافظة وأتمنى قبولي بالطب العسكري".. بهذه الكلمات بدأ الطالب رسمي محمود رسمي، الأول على المحافظة في الثانوية الأزهرية بمجموع 99%، حديثه لـ "اليوم السابع "، مضيفا: أقيم مع أسرتي المكونة من 6 أفراد بينهم أبي وجميعهم من ذوي الإعاقة "الصم والبكم" في منزلنا بقرية نزلة البرقي بمركز الفشن جنوب بني سويف.
وتابع: سعيت إلى تحقيق حلم التفوق والحصول على الدرجات النهائية في جميع مواد الثانوية الأزهرية، إلا أن ظروف انتشار فيروس كورونا جعلتني أحصل على مجموع 99 %، إذ أنني عقب انتشار الفيروس فى شهر مارس الماضي أصبت بحالة من الضيق والاكتئاب، وقررت اقتسام المواد إلى نصفين وامتحانهما خلال عامين، إلا أن تدخل عمتي المقيمة بقرية الصفانية مركز العدوة بمحافظة المنيا وتعمل مدرسة، وإقناعها والدي بضرورة إقامتي معها غير مسار حياتي ومستقبلي، إذ سافرت إليها وهناك أسدت لي بعض النصائح، وهيأت الظروف والأجواء المناسبة لي بعيدا عن الضغوط، وتولت الإشراف على طريقة مذاكرتي ما أعاد لي الثقة بالنفس والإصرار على التفوق واستكمال طريقي للحصول على الدرجات النهائية في الثانوية الأزهرية.
وأضاف: كنت أذاكر من المغرب حتى صلاة الفجر يوميا، وخصصت يوم الجمعة للراحة الأسبوعية، كما ساعدني حفظي للقرآن الكريم كاملا في الصف الثاني الإعدادي على فهم المواد الدراسية بسهولة والتفوق في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
واستطرد رسمي قائلا: أحمد الله عز وجل على انني ابن بار بوالدي وأحترم رغباته واطيع أوامره، فأنا لا أملك تليفونا محمولا حتى الآن، ولم أجلس على مقهى طيلة عمري سوي مرة واحدة وعنفني والدي و نهرني بسبب ذلك خوفا من أصدقاء السوء.
ويلتقط أطراف الحديث الشيخ مخلوف عبد القادر شقيق جدة الطالب: إن والد رسمي وعمه وعمته وزوجة أبيه وشقيقها من ذوي القدرات الخاصة "الصم والبكم " ومع ذلك تحدي رسمي الصعاب وتفوق علي نفسه وعلي أقرانه كما أن الجميع يشهدون له بحسن الخلق، وبرغم تفوقه إلا أن المسؤلين بالمحافظة تجاهلوا تكريمه.
ولذلك أطالب بالإنابة عن والد رسمي الذي لا يتكلم لكونه من الصم والبكم، من المسؤولين بالدولة قبول رسمي بكلية الطب العسكري أسوة بزملاءه المتفوقين ليصبح قدوة لأبناء قريته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة