فى مثل هذا اليوم وبالتحديد 16 أكتوبر 2002، افتتحت مكتبة الإسكندرية بتكلفة تتجاوز 220 مليون دولار، وذلك بمشاركة عدد كبير من ملوك ورؤساء وفود دول العالم، وقد بدأ الاحتفال الرسمى حينها فى الساعة السادسة مساء أمس بتوقيت القاهرة .
وفى حفل الافتتاح ألقى الكاتب النيجيرى الحائز جائزة نوبل فى الأداب وول سونيكا كلمة أعرب فيها عن سعادته لمشاركته فى هذا الحدث الثقافى الأهم الذى يمزج بين التاريخ والحضارة الحديثة، وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه يؤيد وجود جميع أنواع الكتب فى المكتبة، فيما تغيب الأديب نجيب محفوظ، أحد أمناء المجلس عن الحفل، فألقى وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى كلمة نيابة عنه.
وتابع الكتاب والمفكرون ضيوف مصر كلماتهم التى أشادوا فيها بهذا الصرح الثقافى العظيم، وأثنوا على الفن المعمارى الرائع للمكتبة وطالبوا بأن يكون صوت العقل مسموعاً وأن ينطلق صوت العلم والعلماء وقالوا ان مكتبة الاسكندرية هى الشعلة التى تبدد الظلام.
وجاء تصميم مكتبة الإسكندرية فى صورة قرص شمس ينهض من البحر إلى الأفق فى دائرة من زجاج تجعل سطح المكتبة كلاً واحداً يتخلله نور الشمس الى سطح المكتبة العامة التى تبدأ بقاعة الفلسفة عند أدنى مستويات قرص الشمس وهو يبزغ من البحر الى قاعة العلوم الرقمية فى أعلى مستويات القرص الذى ينهض على أعمدة رشيقة من الرخام على شكل زهرة اللوتس تندرج طولاً وارتفاعاً الى أن تصل الى مستوى الدور العاشر حيث توجد صومعات المفكرين والباحثين التى يمكن أن يخلو فيها الباحث الى دراسته معتمداً على مراجع المكتبة التى تضم 250 ألف كتاب فى مختلف فروع المعرفة.
وتضم المكتبة التى أقيمت فى نفس موقعها القديم فى الحى الملكى "البروكيوم" الذى كان يضم المتحف والمكتبة ومنارة الاسكندرية الشهيرة والمعبد الجنائزى الذى دفن فيه الاسكندر الأكبر، 5 معاهد بحثية والقبة السماوية ومركزا للمؤتمرات العلمية العالمية وجسرا علويا للمشاة يصلها بجامعة الاسكندرية.
وتمت تغطية حوائط المبنى من الخارج بطبقة من الجرانيت الأسوانى نقشت عليها رموز وحروف أبجدية تمثل لغات مختلف الحضارات مما يعبر بشكل واضح عما تمثله من همزة وصل بين تراث مصر وحضارات العالم أجمع.
وتقع المكتبة فى أحد عشر طابقاً بارتفاع 33 متراً ويبلغ مسطح المكتبة العامة 36 ألفاً و770 متراً مربعاً بينما تبلغ مساحة مسطح الأنشطة الثقافية 4 آلاف 210 أمتار مربعة، ووصل عدد المجلدات بالمكتبة عند الافتتاح الى 20 ألف مجلد و4 آلاف دورية ومواد سمعية وبصرية ووسائط متعددة يبلغ عددها عشرة آلاف بالاضافة الى عشرة آلاف من المخطوطات والكتب النادرة و50 ألف خريطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة