حالة من القلق تنتاب الجمهوريين في الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر، حيث لا يخشون فقط خسارة الرئيس دونالد ترامب، ولكن أن يؤدى خطابه وسياسته إلى فقدان أعضاء الكونجرس منهم لمقاعدهم.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على مخاوف الجمهوريين، وقالت إن السيناتور تيد كروز، الذى سبق ونافس ترامب في السباق التمهيدى عام 2016، يخشى "إراقة الدماء" في هذه الانتخابات، بينما يتحدث زميله السيناتور توم تيليس عن رئاسة جو بايدن وكذلك فإن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ وأحد أقوى أنصار ترامب لن يقترب من البيت الأبيض بسبب تعامل إدارة ترامب مع برتوكولات كورونا.
وترى الصحيفة أنه على الصعيد الفردى، كان من الممكن رؤية هذه التصريحات من قبل حلفاء ترامب على أنها محاولة لحشد الدعم للرئيس قبل أيام من الانتخابات العامة التي تشير استطلاعات الرأى فيها أنه يخسر.
لكن بالنظر إلى هذه التصريحات معا، إلى جانب تصريحات عدد آخر من الجمهوريين التى ينأون فيها بأنفسهم عن ترامب وإدارته وسياساته، فإنها تعكس قلقا متناميا بين كبار مسئولي الحزب الجمهورى من أن الانتخابات قد تكون نصرا كبير لجو بايدن والديمقراطيين.
وقال كروز، السناتور عن ولاية تكساس، والذى انتقد ترامب من قبل، إنه يعتقد أن هذه الانتخابات ستكون مروعة، ويعتقد أنه من الممكن أن يخسر الجمهوريين البيت البيضى ومجلسى الكونجرس، وأنه قد يكون هناك إراقة دماء. وأعرب كروز في مقابلة مع قناة أمريكية عن شعوره بالقلق نظرا للتقلب الشديد للأوضاع، على الرغم من أنه قال إن هناك إمكانية أن يفوز ترامب بمحاولة إعادة انتخابه بفارق كبير.
أما السيناتور تيليس، أحد مساعدى ترامب الذى أصيب بفيروس كورونا خلال فعالية البيت الأبيض قبل أسبوعين، يواجه معركة شرسة من أجل إعادة انتخابه في مجلس الشيوخ لولاية نورث كارولينا، وأثار احتمال هزيمة ترامب خلال مناظرة مع منافسه الديمقراطى كال كومينجهام.
وتوضح الصحيفة البريطانية أنه في مناطق أخرى يصبح استياء الجمهوريين من ترامب أكثر وضوحا، لاسيما بين المرشحين المحاصرين في سباقات انتخابية حامية.
من بين هؤلاء مارثا ماكسالى، سيناتور أريزونا التي تتأخر خلف منافيها في الانتخابات رائد الفضاء السابق بوكالة ناسا مارك كيلى بفارق كبير، والتي هاجمت ترامب لهجومه مرارا على سلفها جون ماكين.
وهاجم سيناتور تكساس جون كورنين ترامب هذا الأسبوع لخلقه الفوضى حول وباء كورونا وخذلانه لحراسه مع انتشار الوباء حول البلاد.
وترى الجارديان أن تصريحات ماكونيل عن أسباب عدم زيارته للبيت الأبيض لشهرين على الأقل يمكن تفسيرها في سياق مختلف، نظرا لأنه يبلغ من العمر 78 عاما وفى الفئة المعرضة لخطر الإصابة مثل ترامب. وقال ماكونيل إن انطباعه أن نهجهم (في البيت الأبيض) إزاء التعامل مع هذا مختلف عن نهجه، وما اقترحت فعله فى مجلس الشيوخ وهو ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعى.
وخلصت الصحيفة في النهاية إلى القول بآن هذه الكلمات تعكس التهديد الذى يشكله رد الفعل العكسى على مستوى البلاد على معالجة ترامب للوباء على أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة