تمُثل العاب أطفال الصعيد المتنفس الوحيد، ويقضون ساعات من الوقت بين المرح واللهو، لكنها ألعاب بدائية تختلف عن غيرها، تساهم فى رفع الياقة البدنية لهؤلاء الأطفال، وتختلف مسمياتها والحركات التى تؤدى بها ولا يعرفونها غير أطفال الصعيد، والتى تتشابه فى المحافظات المجاورة.
والألعاب يتوارثونها الأجيال رغم التحديث الذى طرأ على وسائل الترفيه، لكنهم يحبون إمضاء الوقت، وهم يمارسون ألعابهم المفضلة مع أصحابهم وأفراد العائلة ورغم تعدد أسماءها لكن نرصد بعض الألعاب المتداولة بين أطفال الصعيد، وتمثل مورثا والبداية بـألعاب:" السيجة أو السيجا أو الشيزة، وهى لعبة شعبية أدواتها الحصى والحجارة وهى عبارة عن رسم ملعب بتم على الأرض وتقسم إلى 6 مربعات.
بينما يلعب الكبار أيضًا تلك اللعبة، وهى تمثل شطرنج الصعايدة عند الأطفال والكبار والتى تصل فيها عدد المربعات إلى 24 مربع، ويمتد تاريخها إلى آلاف السنين، فهى منقوشة على المعابد الفرعونية ويحرصون دائما على المواظبة على ممارستها.
ويكبر الطفل ويشب الزمان وتفرقهم الأيام، لكن أطفالهم تجمعهم تلك الألعاب التى لم يسلبها الزمان وتأتى لعب "الاستغماية "عامل مشترك بين أطفال الصعيد وغيرهم فى لعبة مشهورة فى جميع المحافظات ومعروفة عند الجميع، ويتم تداولها، ويقوم الطفل بالوقوف والعد وصولًا إلى رقم 10 حتى يقوم الأطفال بالاختباء من بعض حتى يقوم الطفل بالأسماك بشخص من أصحابه الذى يحاول الوصول إلى الحائط الذى يقف فيه.
وهناك لعبة "البطة" حيث يقسم أطفال الصعيد فى قنا، أنفسهم إلى مجموعتين ويكون معهم الكرة ويتم إلقاءها باليد ومحاولة أن تلمس جسد الأطفال الموجدين فى الحلبة حتى يتبقى أخر طفل وإذا نجح فى المرور 10 مرات يحق له انزال أعضاء فريقه مرة أخرى، ولكن إذا فشل ولامست الكرة جسده يخرجون خاسرون للجيم، وينزل الفريق الثانى.
وتأتى لعبة " الحنجيلة " هى الأشهر عن البنات فى الصعيد وهو القيام بالرسم بطوبة على الأرض، و اللعبة عبارة عن عدة مربعات واسعة وتتم اللعب ببلاطة، وتحرص البنات على ممارستها فيما بينهم وتتميز تلك اللعبة بالبساطة، ولا تكلف الآباء أى مبالغ مالية لكنها تصنع الابتسامة والفرحة.
وتأتى لعبة "الذود"، وهى اللعبة المتعارفة عند الصبيان، ويحرصون على لعبها دون الفتيات لأنها تتميز بالمجهود خاصة أنها لعبة شاقة وهى عبارة عن قطعة خشب صغيرة تسمى بـ"الذود" ويتم القائها بواسطة خشبة عبارة عن مضرب، وعلى الطفل أن يمررها داخل خشبة موضوعة على حجارة مثل العارضة، وإذا نجح فى ذلك يكون هو الفائز.
كما تأتى السبع طوبات لعبة مشهورة عن أطفال الصعيد فى قنا، وهى عبارة عن 7 طوبات يتم وضعها فوق بعض ويتم القاء الكرة عليهم، والأطفال يحاولون الجرى فى كذا اتجاه ويحاول الفريق الثانى ضربهم بالكرة قبل أن يقمنا برص الحجارة مرة أخرى.
من جمال وحلاوة هذه اللعب أيضا أن يشارك فيها الأطفال ذوى السن المتقارب، بحيث يكونون قدر الإمكان متقاربون فى القوة والسرعة والتفكير واللعب الشعبية تعود فى الأصل للعصور الفرعونية، ومنها ما هو ابتكار واختراع وتفتق للذهن حسب الظروف التى يعيش فيها هؤلاء الأطفال من بيئة محيطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة