على مدار الأيام الماضية تلقيت العديد من شكاوى المرضى من استغلال بعض الأطباء شهرتهم ولا ننكر "شطارتهم" فى تخصصاتهم، للمغالاة فى تذكرة الكشف حتى وصل تذكرة الكشف لبعض الأطباء إلى 1000 جنيه، وأن من يرغب فى الحجز عليه الانتظار لعدة أسابيع نتيجة كثرة الأقبال على الطبيب في عيادته أو المستشفى الخاص الذي يعمل به، مما يطرح العديد من الأسئلة التى تحتاج إلى الإجابة عليها، منها؛ هل هناك آليات لتحديد تذكرة الكشف للأطباء؟ حتى لا تقع المرضى فريسة لمن يتخذ من مهنة الطب "بيزنس" دون الأخذ فى الاعتبار بأنها فى المقام الأول "مهنة إنسانية"، وهذا لا يعنى بأن لا يحصل الطبيب على حقة المادى مثل أى شخص يجتهد في تحسين وضعه المادى والاجتماعى ولكن ما نريده أن يكون تحديد قيمة تذكرة الكشف وفقا لأليات تخضع للجهات المعنية.
من حق الطبيب أن يحدد قيمة تذكرة الكشف التى يراها مناسبة له وفقا لمؤهلاته العلمية ومدى خبرته فى مجال تخصصه، خاصة وأن هناك الكثير من الأطباء يدرسون لعدة سنوات بعد التخرج من أجل تنمية مهارتهم فى تخصصاتهم، ولكن فى نفس الوقت فمن حق الدولة أن تحصل على حقوقها من الضرائب المتربطة بدخل المواطنين ومنهم الأطباء حتى تستطيع الدولة النهوض بما تقوم به من مشروعات تنموية فى مختلف المجالات "صحية وتعليمية، وبنية تحتية" وأيضا النهوض بالأبحاث العملية التى تفيد صغار الأطباء وطلاب الكليات العلمية وغيرهم ممن يعملون فى العديد من المجالات المختلفة، الأمر الذى يطرح سؤالا آخر يحتاج إلى إجابه من الجهات المعنية، وهو؛ هل هناك آلية لمعرفة دخل كبار الأطباء ومحاسبتهم على الضرائب بشكل يتناسب مع ما يتحصلون عليه من عيادتهم الخاصة، مثلما يقوم أى مواطن بدفع ما عليه من ضرائب، حتى يشعر المريض بأن الدولة تتحصل على حقوقها من قيمة ما يدفعه، من أجل تنمية المشروعات التنموية فى مختلف المجالات، لصالح الأسر الأكثر احتياجا وأيضا لصالح عموم المواطنين من تحسين الخدمات والتوسع فى إنشاء المشروعات فى كافة المجالات.
ما نريده هو حصول المواطن على حقة من وجود خدمة طبية جيدة تتناسب مع ما يدفعه من قيمة تذكرة الكشف، دون المغالاة، وأن هذا لا يعنى عدم حصول الطبيب على حقه ولكن نريد أن تكون الإنسانية هى المعيار الأول والأساسى لتحديد قيمة تذكرة الكشف بجانب أيضا حصول الدولة على حقوقها من ضرورة وجود آليات لمعرفة الدخل الحقيقى لكبار الأطباء والحصول على الضرائب وفقا للدخل، كما يحدث مع أى موظف أو صاحب منشأه فى الدولة من سداد قيمة الضرائب وفقا لدخله المادي مع العلم بأن هناك الكثير من الأطباء يعانون من انخفاض دخلهم المادي ويضطرون إلى العمل في أكثر من جهة من أجل تحسين مستواهم المادى أو من أجل استكمال دراستهم من أبحاث علمية فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها الكثير منهم.. نتمنى لهم مستقبلا أفضل من أجل خدمة المرضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة